هل هذه حربٌ للقتل .. والقتل فحسب ! مذبحتان خلال أيام تؤكدان ذلك ! مذبحة الأمن المركزي ضرباً بالصواريخ .. وهم في الأساس شرطة مدنية ! ومذبحة جنود القيادة اليوم ضرباً بالصواريخ أيضا وهم في النهاية في مقر إداري في قلب العاصمة في مذبحة الأمن المركزي تم الضرب بالصواريخ عدّة مرات خلال نصف ساعة ! وكأن القصد قتل أكبر عدد من الأفراد حتى لو كانوا من المسعفين ! واليوم وبعد منتصف الليل تم ضرب مقر إداري في قلب العاصمة .. والضحية العشرات من الجنود .. أكرّر في مقر إداري ! هذه البشاعة لم تحدث حتى في الحروب العربية الإسرائيلية ! كانت إسرائيل قادرة على ضرب القاهرة ودمشق .. لكنها لم تفعل ! حتى في هزيمتها في حرب أكتوبر 1973 لكنّ إسرائيل قبل ذلك لم تضرب شعبها بالصواريخ والدبابات كما يفعل الحمقى في عدن وتعز ! ………. ثمّة جهابذة يجب أن يحاكموا لجهلهم أو لسوء نيتهم ! البلاد في حالة حرب وهم يجمعون الجنود في أماكن معرضة للضرب في أي لحظة ! بل في مقار تم ضربها قبل أيام .. مثل القيادة ! هل نفترض سوء النية أم الجهل .. أم كليهما؟ ! نحن ننسى أن هذه الحرب برمّتها هي نتيجة لكليهما .. سوء النية، .. والجهل ! ما كان لهذه الحرب أن تحدث لو أن هناك قدراً من الشعور بالمسؤولية عن شعب .. بل عن حياته ! أمّا وقد حدثت الحرب .. فإن الحروب لها أخلاق ! والتاريخ يسجل والشعوب لا تنسى ! لكنني أتذكر باستمرار بيت الشعر العربي القديم : لا يبْلُغُ الأعداءُ مِنْ جاهلٍ ** ما يبلُغُ الجاهلُ مِنْ نفْسِهِ ! الجاهلون ! ماذا نفعل بأنفسنا في عدن وتعز والضالع والبيضاء وشبوة .. واليمن كله الجاهلون ..! أصبح لدينا خبراء في صناعة الجهل ! والمشكلة أنه يستحيل تصديرهم ! فلن يقبل بهم أحد أو يشتري خبرتهم مجنون ! وبعد أن تم تدمير اقتصاد اليمن وإغلاق مصانعه ومدارسه وجامعاته، فإنّ صناعة الجهل والتوحّش هي الر ائجة الآن ! وهي غير مكلفة ! ولا تحتاج إلى وقود ! فوقودها الأساسي هو الظلام المستمر .