كثير من الناس يبحثون عن الحب ، أسمع أنينهم أحيانا في رسائلهم فهذه زوجة تسمي نفسها (نفسي أنول حبه) وذلك رغم إعراضه عنها ، وأخري مستعدة لدفع كل ما تملك في سبيل أن يخلص لها زوجها بحبه ، يا الله ألهذه الدرجة تبلغ أهمية الحب لدي المرأة ؟ نعم وأكثر وفي هذه النقطة تحديدا لا تمل المرأة ولا تكف عن المحاولة مهما طال بها الوقت . ولكن أن يأتي الأنين والبحث عن الحب من رجل فهي غريبة بعض الشئ لأن لدينا ثقافة أنه لا يبكي علي الحب إلا النساء ، ولكنه قالها ،هو يحب خطيبته وهي باردة متحفظة دوما حتى أنه يحاول استثارة غيرتها بسؤالها ماذا تفعل لو أحب غيرها فترد بهدوء أخبر أبي لينهي الخطوبة ! هو كان يتمني أن تقول له ( ده أنا أزلزل الأرض و أولع الدنيا ) كلام مجرد كلام ولكنه يشعره أنه بالنسبة لها يعني شيئا و أنها متمسكة به و أنها تراها فارس أحلامها ، ولكنها لم تقل . المسألة بسيطة لو تأملناها بعمق فكما أن فينا القوي والضعيف والطويل والقصير كذلك فينا قوي العاطفة جياش المشاعر الذي يعرف كيف يعبر وكيف يشع حبا وعطفا وفينا من يختزن عاطفته بداخله ولا يعرف كيف يعبر . والزواج تكامل كما نتقبل اختلاف الملامح والظروف لماذا لا نتقبل اختلاف قوة العاطفة ؟ إن الشخص غير القادر علي التعبير ليس باردا وليس عديم المشاعر فقط هو لظروف خاصة في بيئته الأولي وتربيته لم يتدرب علي الحب ولم يعتد التعبير عن مشاعره ممكن وصفه بأنه لديه فقرا عاطفيا . هذه الفتاة غير المتجاوبة مع زوج المستقبل (فقيرة علي الحب) فليمنحها هو من فيض عاطفته ليحدث التكامل بينهما والعكس أيضا صحيح إذا كان الفقر العاطفي عند الزوج فإن الزوجة كثيرا ما تعوضه حبا وحنانا . من أغرب الأشياء أنه في تلك الحالة فإن الطرف الفقير هو الذي يصبح أكثر تعلقا بالطرف المانح ، إذن لا تخشي من كونك أنت المعبر دائما عن عاطفتك فهذا سيصبح نقطة قوة تحسب لك في العلاقة . عندما نحب نتلاقى نتكامل نتشارك يعوض بعضنا بعضا وتشفي جروحنا القديمة والحديثة ونستكمل بناء شخصيتنا ولذلك اعتبر الزواج آية . تأمل قوله تعالي ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الروم 21 إن تصوير الدراما لحالة التبادل العاطفي اللفظي بين المحبين هي لمجرد الضرورة الفنية والإيضاح وليست شرطا أو علامة حقيقية للحب ، فهناك قطاع كبير من الناس يحب بقلبه وعقله ويترجم الحب إلي أفعال ولكنه لا يجيد حديث الحب . والحقيقة أن هذا القصور في التعبير اللفظي يعطي الطرف الآخر ميزة نسبية ويجعله صاحب اليد العليا المانحة للحب مما يزيد من قوته العاطفية ويزداد الطرف الآخر الضعيف عاطفيا تعلقا به . للحب أشكال لا تحصي وللتعبير عنه ألف ألف طريقة ولعل أقلها صدقا هو التعبير بالكلام المباشر وعلي المحبين ابتكار الأشكال التي تريحهم وتناسبهم دون التقيد بالقوالب الجاهزة التي يتم الترويج لها فنيا . أنت بالتأكيد لا تصدق الأفلام فلم نري قط من يمشي في الشارع يغني وتنبعث الموسيقي تلقائيا من حوله ، ولم نري شجيع السيما الذي يضرب عصابة كاملة ويلقي بنفسه من سابع دور ثم يفوت في الحديد دون خدش واحد ، فلماذا إذن تصدق أن الحب هو اثنان يتناجيان بألفاظ الحب الشاعرية طول الوقت ؟ فإذا كان نصيبك زوج لا يجيد كلام الحب فأنت محظوظة فهو أولا لن يجتذب النساء بلسان معسول وهو ثانيا سيرتبط بك وحدك لأنك مصدر الشحنة العاطفية في حياته وتمنحينه ما يفتقده . وإذا كانت زوجتك بريئة لا تعرف سوي أن تشكو لبابا فهي فتاة بيضاء وعليك أن تحتويها بعاطفتك وتملأ صفحات قلبها النقية بنبض حبك وتختمها بتوقيعك أنت .