مسكين هو الشعب اليمني حضرمي او عدني ..شمالي او جنوبي يقتل بيد نفسه ولا بواكي على هباته وحماقاته ..اذا ركب موجتها المفسدون مصيبتنا ليست في الانفصال العنيف والوشيك فلقد كان الشمال احسن حالا قبل الوحدة التعسة هذه , مصيبتنا هي اننا نظل لعبة ضعيفة بأيدي الكبار دائما وابدا فحين قرروا صنع الوحدة يوما ما من اجل مصالحهم ومكاسبهم الشخصية وخلق تماثيل الشمع الاسود لهم في عقولنا ضخوا مفاهيم الوحدة الخالدة في نفوسنا وتم التركيز على تعبئة جمعية بأهمية وقدسية الوحدة والتي من اجلها ذهب الابرياء من الطرفين والى ان ثبتت في قلوبنا حقا وصعب التخلي عنها بسهولة وتمازج شمالنا وجنوبنا برباط مقدس ,حينها قرروا ان الوحدة شر ولم تعد صالحة لمصالحهم وبدأت رحلة التعبئة العكسية وظهرت الوحدة الحلم بردائها الشائك الجديد كسبب رئيسي لحوادث واضطرابات دامية واخرها هبات حضرمية عرمرمية ضد باعة متجولين وبساطين شماليين هم اضعف وجود داخل اليمن من اقصاه الى ادناه.
وهذه هي مصيبتنا الفعلية التي هي نحن والعقول الفارغة التي تتبع كل ناعق بلا تبصر او تفكر او تدبر سيول جرارة من البشر التي تجمعهم عاطفة العصبية لشيء لم يدركوا كنهه بعد يتخلوا عن انسانيتهم وتعاطفهم البشري نحو الاخر وينصّبوا انفسهم اعداء لأنفسهم وبدلا من هبة لله تكون هبة للشيطان.
لا يهمنا من هو رأس الشيطان فقد كثرت رؤوس الشياطين في اليمن ولا يحزننا تكالب قوى دولية ضدنا فقد تعودنا غدر الصديق ومكر العدو لقد تعودنا خبث الجارة وكيدها المتواصل والحقير ولم يعد مستغربا ان تضع كفها النجس في كفوف اعدائها الازليين من المجوس فقط كي تردي اليمن قتيلة ..كما ان تشعب الشراك حولنا لا يحرمنا حق الامل في يقظة حق حضرمية بدل من هبة باطل .
ان ما يهمنا فعلا ويحز في انفسنا هو هذا الانسياق الجهول من بعض ابناء الوطن الواحد وراء دعوات العنف الهمجية ضد اناس ابرياء لا ناقة لهم ولا جمل وابدا لم يسرقوا اراض او يعتدوا على احد اما اللصوص الحقيقيون فهم من يديروا خيوط اللعبة في الخفاء تاركين رعاع الشعب يخوضون معركة بالوكالة لتصفية حسابات الكبار وانتقاماتهم والوطن هو الخاسر الوحيد .
الى متى يظل ابناء اليمن كله رهينة رضا طغمة من الاوغاد عن بعضهم اذا تلاقت مصالحهم وتقاربت واتفقوا على الحصص والتحاصص نعمنا نحن بالسلام وانقلبنا نبحث عن لقمة العيش المرّ واذا اختلفوا على نصيب الاسد ابرقت سماء اليمن بالاضطرابات وارعدت في عقول شعبها تكتلات وانتماءات وكراهية لهذا او ذاك وسقط الضحايا منهم دون غيرهم .
مشكلتنا هي في حجم الكراهية ونوعها الحقدي الغريب وتوجيهها لغير اتجاهها الصحيح فبدلا من ان نوجه غضبتنا وهباتنا ضد من يدنسون يمانيتنا بعمالتهم نجد رماحنا في نحورنا دفاعا عن رموز أساءت كثيرا لهذا الوطن وادمته واثقلته بفسادها وانحطاطها الاخلاقي والعقائدي .
فهل اعمت بصائرنا عصبية مناطقية منتنة عن رؤية العدو الذي يحيك مؤامرات الانفصال وعن الذي نهب ثروات الوطن كله شماله وجنوبه والذي بيديه الاثمة يغرس في خاصرة اليمن اعداء وطامعين فيها يجلبهم بيديه واموالهم ليخرجوا اليمن كلها الى مستنقع من التبعية والطائفية المدمرة.
انما يا اهل الجنوب لا تجهلوا فوق جهل الجاهلين واذا شئتم انفصالا حقيقيا اختاروا قادة حقيقيين يدركوا العواقب بدلا من اصحاب الرايات الحمر الذين يقودونكم الى مزابل التأريخ ومواخيره القذرة
عاجزين ان يخبروا الاجيال القادمة بماذا ولماذا باعوا اليمن.