خرجت مسيرة حاشدة اليوم السبت لإحياء الذكرى الحادي عشر لاغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني جارالله عمر بالعاصمة صنعاء. وانطلقت المسيرة التي تقدم صفوفها آلاف من أعضاء وأنصار الحزب الاشتراكي ومحبي جار الله عمر من أمام مقر اللجنة المركزية وصولاً إلى مقبرة الشهداء.
واغتيل الشهيد جار الله عمر في المؤتمر العام الثالث لحزب الإصلاح في ديسمبر عام 2002، بعد دقائق قليلة من نزوله من المنصة عقب انتهائه من إلقاء كلمته التاريخية برصاص متطرف يدعى علي جار الله السعواني.
وقاد جارالله عمر دوراً بارزاً في إعادة بناء الحزب الاشتراكي اليمني بعد حرب صيف 1994، حين كان ما يزال عضواً في مكتبه السياسي، رئيسا لدائرته السياسية. ومن ثم برز أكثر بعد انتخابه أميناً عاماً مساعداً للحزب في دورته الثانية عام 2000.
وتبنى حوارات سياسية مع أحزاب المعارضة الأخرى ذات القوة والتأثير في الساحة بهدف توحيد جهودها في كيان واحد يكون أكثر قوة وتأثيراً، وهو ما تم لاحقاً بإعلان تشكيل هذا الكيان تحت اسم «اللقاء المشترك».
وردد المشاركون في المسيرة عدد من الهتافات المنددة باغتيال الشهيد جارالله عمر ومجزرة الضالع التي راح ضحيتها العشرات. كما رددوا هتافات مناوئة للانفلات الامني.
ورفع المشاركون في المسيرة صور لعدد من ضحايا مجزرة سناح الضالع وضحايا الانفلات الامني.
وقالت منظمة الحزب الاشتراكي في أمانة العاصمة في بيان صادر عن المسيرة ان اغتيال جارالله عمر كان اغتيالاً للفكرة الجامعة القادرة على لملمة الشتات والتشظي، كان اغتيالاً للشخصية المحورية التي تعيش وتتحرك في قلب الاحداث لتسير بها إلى حيث يستريح الوطن، ويستقر في بقعة الضوء.
واضاف البيان طبقاً لموقع «الاشتراكي نت» ان ذكرى استشهاد جار الله عمر تأتي وبلادنا «لا زالت متعثرة الخطى ولازالت القوى الظلامية تترصد وتزرع الاشواك وتنصب الكمائن وتحاصر الفكرة التي من شأنها أن تصنع الخلاص وتنقذ الوطن».
وقال ان «قوى الاستبداد لازالت تعيث فسادا وإفسادا تنشر الخوف والرعب في كل مكان متخذة من العنف أداة قذرة, ومن الإرهاب سياسة بائسة من أجل فرض خياراتها المريضة والحفاظ على مصالحها الغير مشروعة بالقوة وبأساليب غير مشروعة».
ونوه البيان الى ان الاغتيالات التي طالت عدد من القيادات الامنية والعسكرية والسياسية إلى حادثة مجمع العرضي التي استهدفت وزارة الدفاع إلى أخر ما أقدمت عليه يوم أمس بارتكاب الجريمة الشنعاء في منطقة سناح بمحافظة الضالع تلك المجزرة التي اهتز لها الضمير الانساني, معتبراً اياها جريمة ابادة ضد الإنسانية يجب أن لا يفلت مرتكبيها من العقاب.
وطالب اشتراكي امانة العاصمة ب«إيقاف هذا الصلف، نزيف الدم، وإنقاذ الضالع من جرائم الحرب».
ودعا البيان رئيس الجمهورية وسلطات الدولة بكل هيئاتها إلى تحمل مسئولياتهم في تحقيق جاد وفوري ومعاقبة كل من أقدموا على ارتكاب هذه الجريمة البشعة.
واختتم البيان بالقول ان اغتيال الشهيد جار الله عمر قبل إحدى عشر عاما مثل اغتيالاً لفكرة الحوار ولقيمته الانسانية النبيلة، مؤكداً ان هناك من يحاول اليوم العبث ويسعى لاغتيال الحوار الوطني بنسف مخرجاته وإفشاله واعاقة ولادة اليمن الجديد ويغتال حلم اليمنيين في بناء الدولة المدنية الحديثة.
وفي ذات السياق عقد منتدى الشهيد جارالله عمر بالتنسيق مع منظمة الحزب الاشتراكي اليمني مديرية السبعين ندوة خاصة احياء لذكر اغتيال جار الله عمر.
وفي الندوة التي عقدت بمقر منظمة الحزب الدائرة 8 استعرض فيها مجاهد القهالي وزير شئون المغتربين الكثير من المواقف والادوار التي عاشها مع الشهيد جارالله عمر، واستعرض دوره الوطني في كثير من المواقف والقضايا الوطنية.
وحضر الندوة عدد من قيادات واعضاء الحزب ,وعبروا خلالها عن استنكارهم ورفضهم للحملة التي تستهدف هيئة الدفاع في قضية جارالله عمر كونها تأتي في المكان الخطأ وتخدم الجناة الحقيقيين.