اقتحمت مجاميع مسلّحة لجماعة الحوثيين، أمس الأربعاء، مقار مؤسسات حكومية ومدارس في مدينة حوث التي سيطروا عليها مطلع الأسبوع الجاري بعد معارك عنيفة مع قبائل حاشد بمحافظة عمران. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن الحوثيين احتلوا إدارة الأمن والمعهد الفني ومكتب إدارة المديرية ومدرستين في حوث، كما تمركزوا في مقر التجمع اليمني للإصلاح بالمديرية بعد أن اقتحموه.
وذكرت مصادر في مدينة خيوان التابعة لحوث أن مسلحي الحوثيين اعتقلوا مواطناً تحت مبرر طلائه لشعارات داخل أحد المساجد في منطقة ذو عناش، وهددوا باعتقال كل من يُقدم على مسح الشعارات التابعة لهم، والتي تتضمّن غالباً شعار ما يسمونه ب«الصرخة»، أو اقتباسات من كلمات لمؤسس الجماعة المسلحة حسين بدر الدين الحوثي.
وفي مديرية بني صريم المجاورة لمديرية حوث اشتبك أبناء المنطقة مع مسلحي الحوثي بعد محاولة الأخير نصب نقاط عسكرية في منطقة خيار وتحديداً في بيت قعشان.
وقال مصدر محلي ل"المصدر أونلاين" إن جرحى من الطرفين سقطوا أثناء الاشتباكات دون أن يعرف رقماً محدداً عنهم.
وتنقلت عشرات السيارات التابعة للحوثيين بين مديريات حوث وبني صريم وخمر وريدة، حاملة معها أسلحة متوسطة ولافتات كتبت عليها الشعارات الخاصة بهم.
وقال الناطق باسم الحوثيين محمد عبدالسلام إنه زار مع عدد من قيادات الجماعة مديريات حوث وخمر وريدة في عمران.
وأضاف في منشور بصفحته ب«الفيسبوك» إن الناس مستبشرون ومتعايشون، وإن الخط أصيح مفتوحاً وآمناً.
واتهم شهود عيان في حديث ل«المصدر أونلاين» مسلّحي الحوثي بالاستفزاز أثناء تحركاتهم في مدن المديريات، وقال شاهد: "إن الحوثيين يبحثون عن مبرر لمواصلة توغلهم في المحافظة من خلال الاستفزازات والاستعراضات التي يقوم بها مسلحوهم".
وقال مصدر قبلي إن مشايخ ووجهاء مديريتي عمران والأشمور عقدوا اجتماعاً، أمس الأربعاء، أقروا فيه توجيه رسالة لجماعة الحوثيين برفض محاولتهم الدخول إلى العاصمة عن طريق عمران.
ودعا الشيخ عبدالرحمن الصعر وكيل محافظة عمران في كلمة توجيهية ألقاها للمجتمعين، أبناء المديريتين، إلى الوقوف صفاً واحد وجمع الكلمة ومواجهة الجميع لأي خطر قادم.
وأجمع الحضور على توقيع اتفاقية تقضي بالتزام أبناء المديريتين بما سيرد فيها، مهما كانت توجهاتهم واختلافاتهم.
في سياق متصل، ذكرت مصدر محلي أن الرئيس عبد ربه منصور هادي استدعى محافظ محافظة عمران وعدداً من الشخصيات الاجتماعية والمسؤولين في المحافظة، والتقى بهم مساء أمس.
ولم يُعرف بعد نتائج اللقاء، لكن المصدر توقّع أن مناقشة الوضع الحالي في عمران، والنتائج المترتبة على سيطرة جماعة الحوثيين المسلّحة على مدن في المحافظة، إضافة إلى أن الرئيس هادي سيُحدد موقف الحكومة من جماعة الحوثيين التي تحاول التوسع في المنطقة، حسب المصدر.
في هذه الأثناء يستعد المئات من أبناء مديرية خمر تشييع جثامين الشيخ مجاهد القهالي الذي قُتل جراء المواجهات المندلعة بين الحوثيين والقبائل في عمران.
