تحدث الرئيس عبدربه منصور هادي في ليلة 26 سبتمبر 2013 عن ان الحكم السلالي (الامامة) في اليمن امتد ثلاثة عشر قرنا.. وكان ذلك بمناسبة العيد ال51 لثورة سبتمبر التي قضت على الحكم الامامي الذي سيطر على اليمن لتلك الفترة.. هذا الحكم الذي اطل من صعدة التي دخلها الامام الهادي لدين الله الحسين قادما من المدينةالمنورة سنة 284ه أي عام 897م، حيث تعهد بتحكيم شرع الله وسنة رسوله والمساواة بين جميع اليمنيين على اختلاف مذاهبهم وأصولهم ثم توسع ومن تلاه من ابناؤه بعد خوضهم حروبا شرشة باتجاه صنعاء والجنوب حتى استقر له الحكم ولذريته في اليمن كل تلك الفترة أي من العام 897 حتى ثورة سبتمبر 1962 والتي تزيد عن الف سنة.. وما اشبه الليلة بالبارحة.. جاء رد الحوثي سريعا على هادي ومن صعدة ايضا ولسان حاله «بالفعل لا بالقول يا هادي.. فالجواب ما تراه لا ما تسمعه» وفعلا ارى الحوثيون هادي وكل اليمنيين ما لم تراه الاعين وما لم يسمعوا به من قبل من مناظر تفجير المنازل والمساجد والمدارس.
على الرغم من ان ضحايا الحوثيين في صعدة وهم كثر سبق لهم وان حذروا المجتمع من هكذا افعال ذاقوها بأيدي «ابن رسول الله الحوثي»، غير ان الناس كانوا يرونها مبالغات ويرون ان العداء بين الطرفين هو الدافع لهذه الاقوال.. لكن الحوثي اخرس الالسن واصم الآذان بتفجيراته التي تناقلتها العدسات للحوثيين وهم يرددون الصرخة والموت واللعنات لليهود والتفجير والقتل لليمنين.
لم يكن اكثر المتشائمين يتوقع ان يصل بالحوثي الاجرام لهذه الدرجة بل لم يكونوا يتوقعون ان يجاوز امارة صعدة.. مع ان اشاراته كانت واضحة للعيان في حروبه في بني حشيش القريبة من صنعاء عام 2009.. هناك من يذهب بعيدا في هذا الشأن ليقرء من زاوية -اكره الانحدار اليها- وهي ان هؤلاء تحالفوا مع صالح ومن لف لفهم في المنطقة القبلية المحيطة بصنعاء كونهم رأوا في خلع صالح وتولية هادي خطر على هيمنتهم على حكم اليمن منذ اكثر من 1000 سنة فوجهوا جهودهم إسقاط هادي المنحدر لمناطق الجنوب المبتعدة عنهم وطائفتهم.
لا يمكن ان يسمحوا له بالحكم مهما كان الامر لن يردهم لا قرارات مجلس الامن ولا الفصل السابع.. لكن مواقف قبائل مثل حاشد وغيرها من القبائل المحيطة بصنعاء من ثورة سبتمبر ومن الحوثي تشكك في وفائها لنهج الحوثي بالكامل. البويهيون الجدد، لكن الحوثيين يعملون فقط بالبيت الشعري القائل: السيف اصدق انباء من الكتب *** في حد الحد بين الجد واللعب
فهم يريدون العودة سريعا لكرسي الحكم بطريقة مباشرة او غير مباشرة ولا مانع لديهم ان يكون هناك ثمة فاصل اعلاني لتولي هادي لسنتين أو اكثر.. او على الاقل ان يكونوا هم المتحكمون الفعليين بالسلطة، وهادي مجرد صورة او رمز ديكوري يملك ولا يحكم انطلاقا من فعل الاجداد البيوهيين وهم شيعة بقيادة (احمد بن بويه) الملقب ب(معز الدولة) -الذين دخلوا من ايران في العام 946م - 335ه الى بغداد محتلين في عهد الخليفة العباسي (المستكفي بالله) حيث قاموا بسمل عيون الخليفة (المستكفي بالله) بهدف خلعه وكذلك سملوا عيون خلفه الخليفة (المطيع لله) واصبح خلفاء العهد البويهي ألعوبة واضحوكة بيد الايرانيين الذين اخذوا دور الاتراك لغاية نهاية عهدهم سنه (1050م) حيث انهارت سطوتهم نهائيا وكان آخر خليفة في عهدهم هو (القائم بامر الله)... وكانت فترة حكمه هزيلة وضعيفة... حسب ما يحكي لنا التاريخ الاسلامي.
اذا هؤلاء ما ان دخلوا في بغداد والحكم العباسي في طوره الضعيف حتى باتوا يتحكمون في مقاليد السلطة ويتحكمون في الخليفة نفسه حتى كانوا يسملون عيون الخلفاء ويعزلونهم متى شاءوا مع انهم لم يكن لهم من الامر شيء.
ان القذائف باتت على ابواب صنعاء والجحافل الغازية متأهبة والمجتمع الدولي كأنه لا شأن له باليمن.. وهادي لا يريد مواجهة هؤلاء بدعوى عدم توريط الجيش.. فهل سيكون مصير هادي كخلفاء بني العباس مع البويهيين الشيعة... وهل سينتظر الشعب اليمني الف سنة اخرى بعيداً عن التاريخ وعن الحياة، ليبحثوا مرة ثانية بعدها عن «26 سبتمبر» ليعودوا للدنيا من جديد..؟
خلاصة للبردوني: صنعاء يا أخت القبور ثوري فإنك لم تثوري حاولت أن تتقيئي في ليلة عفن العصور وأردت قبل وسائل ال بنيان تشييد القصور ونويت في تشرين أن تلدي أعاجيب الزهور * * * فدهاك غزو مثلما يحكون عن يوم النشور أيد كأيدي الأخطبوط وأوجه مثل الصخور فتساقطت شرفاتك ال نعسى كأعشاش الطيور وانصب إرهاب المغول من البكور إلى البكور