استيقظ صباح اليوم المهتمون بالشأن الفني والأدبي على شائعة موت الشاعر الغنائي أحمد الجابري، والتي لم ينهيها إلا تأكيدات لاحقة أنه لا يزال على قيد الحياة ولا صحة لخبر موته. اتصلت قناة فضائية محلية بالفنان والشاعر الجابري وتحدث لها بنفسه مفنداً شائعة موته التي لم يعرف بالتحديد مصدرها.
ويعد أحمد الجابري الذي ولج العقد الثامن من عمره من أبرز الشعراء الغنائيين اليمنيين الذين كتبوا قصائد غنائية لحنها وأداها أبرز الفنانين اليمنيين، إلا أنه ومثل كثير من رواد الشعر والأدب قضوا في الظل حياة بائسة، ورغم استمتاع الجمهور اليمني بالأغاني فإنهم لا يعلمون في الغالب من صاحب الكلمات التي منحت أجيالاً من اليمنيين البهجة ورافقتهم في أجمل لحظات حياتهم.
وحسب تفاصيل نشرها الإعلامي خليل القاهري فإن الشاعر الجابري وحسب تواصله معه بخير ويعيش وحيداً في غرفة بمدينة الراهدة جنوب شرق تعز.
وأضاف القاهري في منشور على صفحته في الفيس بوك ورصده المصدر أونلاين "باختصار يسكن الجابري في دكان هو كل مايملكه كسكن في أطراف الراهدة جنوب شرق تعز، لا شيء له سوى رصيد من روائع القصيد والأعمال المغناة رغم بلوغه من العمر عتياً، فهو في مستهل عقده الثامن".
وكتب الجابري مجموعة من القصائد الغنائية الوطنية والعاطفية ذائعة الصيت والتي حققت حضوراً واسعاً طوال العقود الماضية، وغنى له عدد من الفنانين اليمنيين أبرزهم محمد مرشد ناجي وأيوب طارش وعبدالباسط عبسي.
ومن أهم الأغاني التي كتب كلماتها الشاعر أحمد الجابري الأغنية الوطنية "لمن كل هذي القناديل تضوي لمن" والتي يعرفها كل اليمنيين ويحفظونها إلا أنهم في الغالب لا يعرفون من كاتب الكلمات، يستطرد القاهري "جميعنا يعرف الأغنية لكننا نجهل شاعرها الجابري، الذي لاقنديل في غرفته يتدلى من سقفها ليبعث نورا حوله ويعم البلد.. ". ويضيف القاهري "الجابري يعيش حياة فاقة حقيقية لا يملك في الغالب زاد يومه".
وكتب الجابري كلمات الأغنية العاطفية الشهيرة "ياعاشق الليل ماذا أنت تنتظرُ" و أغنية "أشكي لمن وانجيم الصبح قلبي الولوع..ماذقت راحة ولا جفت بعيني الدموع" وأغنية "أيش بقى لي في الهوا غير الشجن" "واصبايا فوق بير الماء والدنيا غبش".. وهي الأغاني التي أداها الفنان أيوب طارش عبسي. وغني له عبدالباسط عبسي "أشتي أسافر بلاد ما تعرف إلا الحب" كما غنى له الفنان الراحل محمد مرشد ناجي "أخضر جهيش مليان حلا عديني". وغيرها كثير من الأغاني التي صدحت بها أصوات فنانين يمنيين وأسعدت ملايين المتابعين.
ونقل القاهري عن الجابري في مكالمة أجراها معه قوله "الموت حق، ولكني لا أزال في غرفة في الراهدة منذ عشرين عاما، تركت غرفتي الأولى واستأجرت أخرى مع أحدهم،فالوضع لا يسمح".
حلم الجابري كما يحلم كل الشعراء وحلق مع الكلمات التي طارت إلى البعيد بينما بقي حبيس البؤس والفاقة وهي حالة تتكرر مع عشرات المبدعين اليمنيين في بلد يقدر القوة والعنف ويتجاهل المبدعين وصانعي الحياة.
نادى الجابري "خذني معك وايا حبيبي شاتبعك" لكن أحداً ما لم يأخذه حتى قصائده التي تعبت من الترحال تركته منسياً ما استدعى مناشدات أطلقها كتاب ونشطاء على صفحات التواصل الإجتماعي بمنح الشاعر الجابري لفتة تكريم وتقدير لعطائه خلال عقود من عمره.
ووجه الكاتب نبيل البكيري نداءاً إلى رئيس الوزراء ووزير الثقافة بتكريم الشاعر الجابري والإلتفات للحالة التي يعيشها، إلا أن شائعة موته التي رفعت عنه أنقاض التجاهل قد لا تمنحه أيام أخيرة من حياته أفضل من سابقاتها في بلد لا يعلو فيه صوت على صوت الرصاص.