يقول المثل ( ذهبت السكرة وجاءت الفكرة ) فقد خلف تنظيم داعش كلاب النار وراءه خراب ودمار فمثلا مدينة الموصل المحررة تتكون من 54 حي منها 15 حي تحولت إلى ركام وتقريبا 25 حي بحاجة إلى ترميم بمعنى آخر أن الموصل بحاجة إلى إعادة إعمار وقد صرح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن العراق بحاجة إلى 100 مليار دولار لإعادة إعمار ما دمره تنظيم داعش كلاب النار ومعركة إعادة الإعمار هي اصعب بكثير من معركة التحرير لانها تعتبر إعادة بناء للمواطن العراقي الذي دمرته الحروب على مدى عقود منذ الحرب العراقيةالإيرانية إلى الآن وهو يمر في ظروف عصيبة وعلى القيادة العراقية أن تضع استراتيجية بعيدة المدى لضمان أمن واستقرار العراق وعدم عودة أي تنظيم إرهابي للمدن وتدمير ما سوف يتم إعادة اعماره ولذلك الاحتفال بالنصر وحده لا يكفي ولكن هناك حاجة ماسة لضمان الأمن والاستقرار في المدن العراقية ولاشك أن هناك تحديات كثيرة ينبغي على الحكومة التصدى لها والتغلب عليها . إن الشعب العراقي متعطش للفرح وقد عمت الاحتفالات عموم المحافظاتالعراقية فقد وحد الانتصار على كلاب النار داعش العراقيين بكل دياناتهم وقومياتهم وطوائفهم وفرحة التحرير نعرف طعمها جيدا فقد عشناها بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم ولهذا نشعر بالفرحة مع العراقيين وكل شعب عربي يتحرر من الاحتلال. يقول المثل ( الصديق وقت الضيق ) وسوف يعرف العراق اصدقائه الحقيقيين الذين يقفون معه في محنته فتكلفة إعادة الإعمار باهظة والأقرب في مساعدة العراق هي دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والامارات العربية المتحدة واما دولة قطر فهي تدعم التنظيمات الارهابية تماما مثل الراعي الرسمي للارهاب نظام الولي الفقيه الذي استنزف ثروة العراق في تشكيل الميليشيات مثل الحشد الشعبي وبقية المليشيات الشيعية التي تحارب بالوكالة عنه في سورياوالعراق ولذلك سوف تنكشف إيران على حقيقتها ولن تدفع فلسا واحدا لإعادة إعمار العراق . هناك عدة تحديات تواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لعل أبرزها الاحتلال الايراني للعراق ولهذا ينبغي أن تختفي النبرة الطائفية بالعراق وان تسعى الحكومة العراقية لنبذ الطائفية ومعاملة كل الطوائف بالمثل حتى يشعر السني والشعبي والمسيحي وبقية الطوائف بالمواطنة ولابد أن يتحرر العراق من الاحتلال الايراني بعد تحرره من كلاب النار داعش وهنا التحدي اقوى لانه سيكون بمواجهة نظام قمعي دموي هو النظام الايراني الذي يريد أن يجعل بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية كما كانت في السابق وكان اسمها المدائن ونعتقد أن الشعب العراقي قادر فقد استطاعت القبائل العراقية مواجهة بريطانيا العظمى في ثورة العشرين ونيل استقلال العراق عندما لم تكن هناك طائفية فقد كان الشعب العراقي انتماؤه وولاؤه لبلده العراق . أيضا هناك تحدي آخر وهي الطبقة الفاسدة من النواب والوزراء والمسؤولين في الدولة فهؤلاء فاحت روائحهم في استنزاف ثروة العراق عن طريق اختلاس الأموال والسرقة والرشاوي والعقود والمناقصات المشبوهة وهو أمر يعرفه كل مواطن عراقي فكيف في بلد يمتلك ثاني احتياطي عالمي في البترول بعد السعودية ويجري فيه نهر دجلة والفرات تفتقر أكثر مدنه للكهرباء والماء فالمواطن العراقي يعيش في فقر مدقع ماعدا الطبقة الفاسدة التي لابد من التخلص منها ومحاسبتها حتى تستطيع الحكومة العراقية أن توفر العيش الكريم للمواطنين. أيضا هناك خلافات كثيرة مع الاكراد الذين يسعون لتحقيق حلم الانفصال وإقامة دولة مستقلة لهم وهناك أطماع الاكراد في الموصل وكركوك وهو تحدي كبير يواجه رئيس الوزراء العراقي الذي لايستطيع وحده مواجهة كل هذه التحديات ولابد أن يقف معه المخلصين من الشخصيات السياسية العراقية وكذلك الشعب العراقي حتى يستطيع أن ينجح في مهمته الصعبة التي قد تكون مستحيلة بدون الدعم الخليجي والدولي وطبعا الشعب العراقي الذي تحمل الكثير من أجل وحدة العراق ومن أجل مستقبل أفضل.