قال أبو الطيب المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا المثل العربي يقول (ذيل الكلب ما ينعدل) فقد كشفت قضية العبدلي عن السلوك العدائي للنظام الايراني ومايضمر من شر وغدر للكويت التي علاقاتها بالدول المجاورة مبنية على الاحترام والتعاون وحسن الجوار وعدم التدخل بالشؤون الداخلية بل إنها تقوم بمساعي الوساطة بين الدول المتنازعة فهي حمامة السلام وأيضا مركز إنساني لأنها تحتضن مؤتمرات المانحين سواء لدعم اللاجئين في سوريا أو العراق وغيرها من الدول التي تسعى إيران إلى نشر الدمار والخراب فيها . إن السفارات الإيرانية للأسف تقوم بدور مشبوه في تجنيد شبكات التجسس والتخريب في كثير من الدول وقد كشف الحكم الذي الذي صدر من المحاكم الكويتية أن الذي يشرف على خلية العبدلي هو سكرتير السفارة الإيرانية حسن فضل الله وكانت الاجتماعات مع أعضاء الخلية تتم في السفارة الإيرانية التي تحولت إلى وكر للتجسس ودعم التنظيمات الإرهابية بدل أن تكون جسرا للتعاون والتبادل الثقافي والتجاري والتقارب بين البلدين ولكن الطبع يغلب التطبع وهذا قدر الكويت مع جار السوء. قامت الكويت بعد تواري 14 متهما عن الأنظار وعدم تسليم أنفسهم للعدالة لتنفيذ الحكم وتسرب أنباء عن تسهيل النظام الإيراني هروبهم من الكويت عن طريق البحر بإغلاق الملحقية الثقافية في السفارة الإيرانية وكذلك المكتب العسكري وتخفيض عدد العاملين في السفارة إلى 9 أشخاص وهي إجراءات تمثل الحد الأدنى وكان المفروض بعد ثبوت تورط السفارة الإيرانية أن يتم إغلاق السفارة وقطع العلاقات الدبلوماسية خاصة أنها ليست المرة الأولى فهناك شبكة أخرى تم اكتشافها قبل عدة سنوات وحكم على أفرادها بالسجن . أيضا وزارة الداخلية أمهلت الهاربين عدة ساعات لتسليم أنفسهم أو ستقوم الوزارة بإسقاط جناسي هؤلاء الخونة وسوف يشمل القرار كل من حصل علي الجنسية بالتبعية يعني زوجاتهم وأبنائهم وطبعا هذه الفئة الضالة تمثل قمة الجحود والنكران والخيانة فهم قد عضوا اليد التي كانت ممدودة لهم ومن خان وطنه لن يكون عنده ولاء وانتماء لأي بلد آخر لأن الخيانة تسري في دمائهم ولابد من اتخاذ أقسى العقوبات بحقهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم. من سخريات القدر أن البلد الذي يرفع شعار تحرير فلسطين ويقود محور المقاومة والممانعة أنه يصمت صمت القبور في الوقت الذي تدنس قوات الكيان الصهيوني المسجد الأقصى وتمنع المصلين من الصلاة ورفع الأذان ومدينة القدس تغلي وتلوح في الأفق انتفاضة جديدة والنظام الإيراني يكشف عن وجهه القبيح في التدخل بشؤون جيرانه والعمل على تصدير الثورة ودعم التنظيمات الإرهابية بل تشكيل خلايا مثل خلية العبدلي وذلك لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة. من الواضح أن هناك تراخٍ أمني في وزارة الداخلية شجع هؤلاء الخونة على الهروب فقد صدر حكم التمييز قبل شهر من هروبهم ولم تقبض عليهم وزارة الداخلية وتركتهم يسرحون ويمرحون رغم خطورتهم فهم جماعة إرهابية ولو كانوا مغردين أو مطلوبين على ذمة قضايا مالية لكانت قوات الأمن لهم بالمرصاد ولذلك لابد من تشكيل لجنة لمحاسبة المقصرين في وزارة الداخلية وهناك تحرك نيابي يقوده النائب محمد المطير لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمة لمناقشة هذا الوضع الأمني المتدهور بسبب التسيب والتراخي الأمني وقد تتطور الأمور لتقديم طلب عدم التعاون كما لوح بذلك النائب المطير لأن أمن الكويت خط أحمر لايجوز التهاون فيه وتعريض أمن البلد للخطر .