قال أبو الطيب المتنبي : إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم يقول المثل العربي (وعد الحر دين عليه) فهناك سباق مع الزمن في المملكة العربية السعودية لتنفيذ رؤية 2030 التي هي رؤية ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان فإن بصماته ولمساته واضحة بها وهو يريد أن يضع السعودية في مصاف الدول الكبرى في كل المجالات وليس فقط السياحة. واضح أن هناك اهتمام بالجانب الترفيهي في رؤية 2030 ولذلك لم يكتفي سمو ولي العهد بهيئة السياحة والآثار ولكنه أنشأ هيئة الترفيه لأن الشعب السعودي يسافر للخارج بحثا عن الراحة والاستجمام والترفيه ويصرف مبالغ طائلة ولو توفرت المشاريع الترفيهية سوف تصرف المليارات التي تصرف في الخارج في السعودية وتكون رافدا للاقتصاد السعودي وكما يقول المثل (دهنا في مكبتنا) . قبل شهر تقريبا أعلن عن بناء أكبر مدينة ترفيهية في الشرق الأوسط في الرياض بحيث تكون مصممة بطريقة حديثة وتوفر للأطفال السعوديين وعائلاتهم مكانا لائقا لقضاء وقت ممتع بحيث يكون بمثابة سياحة وترفيه للعائلات. هناك طموح عند القيادة السعودية للوصول للعالمية وعدم الاكتفاء بالمشاريع التي تنشط السياحة الداخلية فقط فكان الإعلان عن مشروع البحر الأحمر العملاق بكل المقاييس فهو بكل بساطة يعتبر أكبر واجهة بحرية على مستوى العالم وسوف يضع السعودية ضمن أفضل الوجهات العالمية في الترفيه والسياحة . الجدير بالذكر أن المشروع يقام على مساحة قدرها 34 ألف كيلومتر مربع وهي تعادل مرتين مساحة دولة الكويت حيث أن مساحة الكويت هي 17 ألف كيلومتر مربع وهو يمتد من مدينة ابلج إلى مدينة الوجه على الساحل الغربي بطول 180 كيلومتر ويهدف إلى تطوير 50 جزيرة وتحويلها إلى منتجعات سياحية وسوف تنتهي المرحلة الاولى من المشروع في سنة 2022 يعني بعد 5 سنوات . هناك من يصيد في الماء العكر ويقول أن هذا المشروع الضخم يهدف إلى ضرب السياحة في الدول الخليجية الأخرى مثل البحرين والإمارات وقطر لأن الكويت «خارج الحسبة وبرة اللعبة» وطبعا هذا الكلام مردود عليه لأن الترفيه والسياحة في مشروع البحر الأحمر سيكون وفق التعاليم الإسلامية يعني لن يكون هناك أماكن للملاهي والبارات لشرب الخمور أو فنادق وشقق لممارسة الرذيلة والدعارة فهي سياحة بريئة وكما يطلق عليها سياحة حلال ولذلك فهي لن تنافس الدول الأخرى التي ذكرناها التي يتوفر بها كل شيء. في الوقت الذي تطلق السعودية المشاريع السياحية العملاقة نجد في الكويت يتم إغلاق كل المشاريع التي لها علاقة بالترفيه مثل المدينة الترفيهية وحديقة الشعب وحديقة جنوب الصباحية والدور قادم على بقية مرافق شركة المشروعات السياحية الفاشلة التي للأسف استلمت أفضل المواقع لبناء مشاريع ترفيهية ولكنها فشلت في المحافظة على المشاريع الموجودة ولم تطورها بل إنها بسبب الإهمال انتهت صلاحيتها وتم إقفالها وكان يجب إلغاء وإقفال شركة المشروعات الفاشلة ومحاسبة المسؤولين عنها ولكن كالعادة يفلت المسؤولين من المحاسبة وقد يتم ترقيتهم إلى مستشارين . وزارة المالية سحبت من صندوق الاحتياطي العام 100 مليار دولار وهو يعادل 20 % من الصندوق السيادي الذي يصل رصيده إلى 500 مليار دولار دون أن يكون هناك أي إنجاز ملموس على أرض الواقع بل إن الحصى لازال يتطاير من الشوارع المكسرة ونحن هنا نفكر فقط في بناء البنية التحتية ولانفكر في سياحة أو ترفيه فقد تراجعت الكويت كثيرا في كل المجالات رغم أن هناك صرف غير عادي وهو مايثير التساؤلات حول مستقبل الكويت لأن الحكومة وأيضا المجلس يتعاملون مع قضايا الوطن والمواطنين بطريقة ترقيعية وعشوائية بما يوحي بأن الكويت دولة مؤقتة !! فكل المشاريع لاتنجز في وقتها فهناك فشل في الإدارة وغياب في الإرادة التي تلتزم بخطة التنمية التي هي مجرد حبر على ورق ولاعزاء للشعب الكويتي .