قال تعالى في سورة المائدة (ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) فكيف من يقتل بالجملة بل إن هذه الفئة الضالة تبحث عن الأماكن المكتظة بالناس حتى يقتلوا أكبر عدد ممكن من المدنيين الأبرياء الذين يقضون إجازاتهم في المدن والمناطق السياحية بحثا عن الراحة والاستجمام وقضاء وقت ممتع بعيد عن ضغوط العمل حتى يعودوا أكثر حيوية ونشاط. يوم الخميس الفائت في مدينة برشلونة في شارع رامبلا الأكثر شهرة وازدحاما قام إرهابيون ينتمون إلى تنظيم كلاب النار داعش الذي تبنى الحادث بدهس عدد كبير من المارة حيث قتل 14 من جنسيات مختلفة و100 مصاب كثير منهم إصاباتهم خطرة يعني حصيلة القتلى مرشحة للزيادة بمرور الوقت . رجال الأمن قتلوا خمسة من الإرهابيين واعتقلوا واحدا منهم وأما السائق الذي دهس المارة فقد استطاع الهرب حيث حصل تدافع في الشارع مما سهل اختفاؤه بين الهاربين من جحيم داعش ولازال متواريا عن الأنظار وهناك اعتقاد أن من نفذ عملية الدهس هي خلية تتكون من 8 عناصر وكانت هذه الخلية تخطط لاستخدام عبوات ناسفة وتم إحباط المخطط وإلا لكانت حصيلة القتلى قد ارتفعت بشكل كبير والجدير بالذكر أن السياح القتلى والمصابين ينتمون إلى 34 جنسية أكثرهم قدموا للسياحة. إن اختيار هذا الوقت لتنفيذ عملية الدهس يهدف إلى ضرب السياحة في اسبانيا حيث إن هذاالقطاع يدر دخلا كبيرا على الحكومة الإسبانية التي تعاني من أزمة مالية مما يجعل هذا الحادث مؤثرا وموجعا للاقتصاد الاسباني مما يؤثر على الاقتصاد الأوروبي لأن اسبانيا عضو في الاتحاد الأوروبي . الملفت في العمليات الانتحارية القذرة التي يقوم بها ذئاب منفردة أو خلايا نائمة أنها تحمل بصمة إرهابيين من جنسية البلد ولكن من أصول عربية غالبا من المغرب العربي وهؤلاء من مواليد هذه الدول الأوروبية ودرسوا في مدارسها ومنهم من لديه وظيفة يعني هذه الدول وفرت لهم كل سبل الحياة الكريمة ولكنهم ناكرين للجميل فهم قد باعوا أنفسهم للشيطان وليس عندهم ولاء وانتماء للبلد الذي أكل من خيره فهم فعلا كلاب النار ولو أن الكلاب لديها وفاء ولذلك هم كائنات غريبة . إن ملة الإرهاب واحدة فنجد أن خلية العبدلي أيضا غالبية اأفرادها من المواطنين الجاحدين الناكرين للجميل الذي ينفذون أجندة تخدم نظام الولي الفقيه وانسلخوا من الأرض التي تربوا وعاشوا عليها بل يخططون لتدميرها وقلب نظام الحكم فيها. هناك إشكالية عند التنظيمات الإرهابية سواء سنية أو شيعية فهؤلاء يرفضون الخريطة الحالية للمنطقة ولايعترفون بالدول الموجودة ويريدون تغيير هذه الأنظمة من أجل إقامة خلافة إسلامية أو امبراطورية فارسية وكلها أوهام غير قابلة للتطبيق ولاتوجد إلا في خيال ملالي طهران ومرشد وأتباع الإخوان المسلمين ودول للأسف تدعم الإرهاب. نعتقد أن الهجمات والعمليات الانتحارية بداعش كلاب النار سوف تزداد حتى يثبت هذا التنظيم أنه موجود بعد الضربات المتلاحقة له في الموصل وتلعفر والرقة في سوريا وهو بالتأكيد يلفظ أنفاسه الأخيرة وقد ينقل نشاطه إلى مناطق أخرى تدب فيها الفوضى السياسية مثل ليبيا والصومال وبعض الدول في شرق آسيا مثل الفلبين فهم يبحثون عن ملاذ في دول تعاني من الفوضى وغياب الأمن والاستقرار . ختاما نقول أنه لايمكن القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية إلا بوجود تحالف دولي ليس ديكور ولكن فعلي هدفه القضاء على هذا الوباء وأيضا تجفيف منابع الإرهاب ومكافحة الدول التي تدعم الإرهاب وهي معروفة حتى يتخلص العالم من هذه الآفة ومن الفئة الضالة التي لاتملك أي ذرة من الإنسانية وهدفها القتل بدم بارد ونشر الدمار والخراب في العالم وهي أشبه بمرض السرطان الخطير الذي ينبغي استئصاله قبل استفحاله ووقوع الفاس بالرأس.