قال الله تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ويقول المثل (في الاتحاد قوة) فبعد مساعي وجهود مصرية مضنية استجابت حركة حماس إلى صوت العقل والمنطق وقررت حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة وإنهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني والعودة إلى الحوار والتفاهم مع السلطة الفلسطينية. الجدير بالذكر أن حركة حماس عندما كانت تنظيم إرهابي قررت في سنة 2007 الانقلاب على السلطة الفلسطينية وقامت بانقلاب دموي راحت ضحيته الكثير من الفلسطينيين المنتمين إلى حركة فتح المحسوبين على السلطة الفلسطينية التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولا نبالغ إذا قلنا أن حركة حماس قتلت خلال فترة الانقلاب التي امتدت إلى عشر سنوات آلاف الفلسطينيين وأكثر بكثير مما قتلت من اليهود الإسرائيليين . أن من شجع حركة حماس على الانقلاب والانقسام والاستفراد بقطاع غزة هو النظام السوري عندما كان يحتكر قرار حركة حماس حيث كان الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس خالد مشعل يستقر في دمشق وكان النظام الإيراني يقوم بتمويل حركة حماس كما يفعل مع حزب الله للسيطرة على القرار الفلسطيني والقيام ببعض العمليات الانتحارية التي تهدف إلى تحسين صورة إيران في العالم الإسلامي وأنها من يدافع عن القضية الفلسطينية فقد كانت حركة حماس ورقة في جيب النظام السوري والنظام الإيراني . بعد أحداث سوريا وانشغال إيران بتلك الأحداث التي تحولت إلى حرب استنزاف للاقتصاد الإيراني انتقل خالد مشعل للإقامة في دولة قطر عدة سنوات إلى أن استلم الرئاسة منه محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس حيث كانت قطر تمول حركة حماس ويبدو أنه بعد الأزمة الخليجية بين قطر ودول المقاطعة حدث تحول في المواقف ورجعت حركة حماس إلى الحضن المصري مما أثمر عن رأب الصدع الفلسطيني وانتهاء الانقلاب والانقسام وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ركز في كلمته على القضية الفلسطينية وناشد الشعب الفلسطيني وأيضا الإسرائيلي التحرك باتجاه السلام وإقامة علاقات بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية لأن القضية الفلسطينية تمثل محور الصراع في الشرق الأوسط. نعتقد أنه كلما ابتعدت حركة حماس عن دول محور الشر والدول الداعمة للإرهاب واقتربت من الدول المعتدلة مثل مصر والمملكة العربية السعودية سوف تقترب من إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي تحمل وصبر وعانى كثيرا بسبب السياسات المتطرفة والفكر الإرهابي لحركة حماس التي كانت تنفذ أجندات خارجية ليس لها علاقة بالقضية الفلسطينية ولكن لها علاقة بالدول الداعمة للإرهاب ونظام الولي الفقيه. نأمل أن تكون القيادة في حركة حماس قد تخلت نهائيا عن مشروعها الانقلابي والإرهابي وأن تعترف بالمبادرة العربية التي وافقت عليها كل الدول العربية في مؤتمر القمة في بيروت سنة 2002 وسميت باسم الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والتي تدعو إلى إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل 5 يونيو وهو تاريخ حرب حزيران التي احتلت فيها إسرائيل أراضي 3 دول عربية ولازالت آثارها ممتدة إلى الآن بسبب أيضا الصلف والغرور الإسرائيلي الذي وجد في الضعف العربي ذريعة لرفض المبادرة العربية التي تحتاج إلى قوة لتنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع ومدخل ذلك سيكون التصالح والتفاهم بين الأخوة الأعداء حركة حماس والسلطة الفلسطينية وهو ما حدث مؤخرا بفضل جهود الحكومة المصرية .