أعلنت فيسبوك في مايو أن ما يصل إلى نصف قوتها العاملة من المرجح أن تعمل من المنزل في غضون الأعوام الخمسة إلى العشرة المقبلة. لكن هناك تحفظ واحد: يمكن تعديل رواتب الموظفين لتتماشى مع تكاليف العيش في الموقع الذي يختارونه، ما يعني تخفيضات محتملة في الأجور للذين يفكرون في الابتعاد عن قاعدتها المكلفة في بالو ألتو والمراكز العالمية الأخرى. قال مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي، للموظفين عبر فيديو إن التغيير سيصبح ساريا اعتبارا من يناير، مضيفا: "سنجري تعديلا للراتب حسب مواقعكم اعتبارا من ذلك التاريخ و ستكون هناك عواقب وخيمة للأشخاص الذين ليسوا صادقين بهذا الشأن". شركة الرسائل في مكان العمل "سلاك" أعلنت خطوة مماثلة، في حين أن زميلتها تويتر التي يوجد مقرها في كاليفورنيا، وشركة المدفوعات عبر الجوال "سكوير" لم تؤكدا بعد ما إذا كانتا ستتبعان خطا فيسبوك - لكن هل أرست منصة وسائل التواصل الاجتماعي سابقة للقطاع في الوقت الذي تتطلع فيه الشركات إلى تخفيض التكاليف؟ تشير فيسبوك - التي توظف ما يقارب 50 ألف موظف بدوام كامل في جميع أنحاء العالم - إلى أن هذه الخطوة ببساطة هي امتداد للممارسة الحالية. تقول متحدثة باسم الشركة: "دائما ما كنا نستخدم نهجا قائما على السوق في تحديد الرواتب، ما يعني أننا ندفع تماشيا مع ممارسة السوق الشائعة في كل موقع نعمل فيه. هذه هي ممارستنا الحالية، وكانت كذلك لأعوام. هذا ينطبق على جميع العاملين، بمن فيهم العاملون عن بعد". مع ذلك، من الصعب التنبؤ بمقدار المال الذي ستوفره مثل هذه الخطوة لأمثال فيسبوك، التي تواجه مقاطعة إعلانية من بعض من أكبر الشركات في العالم، بعد اتهامها بعدم اتخاذ إجراءات ذات مغزى بشأن المعلومات الخاطئة المنشورة على موقعها. في استطلاع أجرته شركة الأبحاث Piplsay في يونيو شمل أكثر من سبعة آلاف بريطاني، قال نصف المستجيبين إنهم يعتقدون أن قرار فيسبوك تعديل الراتب حسب الموقع قرار عادل وأن صاحب العمل يمكن أن يستفيد أيضا، وكان من رأي الثلث أنه غير عادل. هناك أيضا مسألة تأثير سياسة العمل الجماعي من المنزل في المدن الكبيرة متعددة الثقافات والمكلفة في كثير من الأحيان، مثل لندن أو نيويورك، ومراكز التكنولوجيا، مثل وادي السيليكون. هل سيؤدي إغراء العمل من المنزل، حتى لو لم يكن يعني خفض الأجر، إلى نزوح جماعي؟ تقول ليندا جراتون، أستاذة ممارسة الإدارة في كلية لندن للأعمال، إن ذلك غير واضح حتى الآن. تعتقد أن من الأرجح أن يعمل كثير من الناس من المنزل لبعض الوقت، بدلا من معظم الوقت. ستكون المكاتب "أماكن للتواصل الاجتماعي، وإيجاد لقاءات الصدفة والسلوك الخامل العام"، كما تقول، بينما سيكون المنزل مكانا للعمل الأكثر تركيزا وتكثيفا.
