قدمت مصر مساء السبت حدثاً تاريخيًا ً مميزا من خلال موكب المومياوات الملكية الفرعونية، الذي توجه من المتحف المصري في ميدان التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة في مدينة الفسطاط. وقبل الموكب، لفتت إحدى المومياوات الأنظار، بسبب َ شعرها الذي بدا كما هو بالرغم من مرور آلاف السنوات على تحنيطها، ما أثار استغراب ودهشة رواد السوشال ميديا، الذين سارعوا للتعبير عن استغرابهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتعود هذه المومياء إلى الملكة تي، وعن سبب عدم تلف شعرها، كشف مختار الكسباني عضو اللجنة العليا للمتاحف المصرية، أن الملكة تي خضعت لعملية َ تحنيط عالية الدقة، كونها "ملكة"، وكان لشعرها النصيب الأكبر من هذا الاهتمام. وأضاف أن الشعر هو من الأجزاء التي لا تتعرض للتلف بشكل كبير، ومع الاهتمام وإضافة بعض المواد في التحنيط، ساعد هذا الأمر على بقائه كما هو. يُشار إلى أنه كان قد عثر على مومياء الملكة "تي" بجوار مومياوتين في غرفة جانبية من مقبرة الملك أمنحتب الثاني، وذلك بواسطة عالم الآثار فيكتور لوريه، وكان ذلك في عام 1898. الملكة "تي" هي ابنة المستشار "يويا" النبيل من أصل شعبي غير ملكي من بلدة أخميم سوهاج في صعيد مصر، وهي أم الملك "أمنحتب" الرابع الملقب بالملك "أخناتون" والذي يعتبر الملك ال "10"ملوك الأسرة ال 18 ،وجدة الملك الصغير "توت عنخ آمون". وللملكة "تي" دور مهم في تولي توت عنخ آمون عرش، ليصبح ملكا على أرض "كمت" التي تعني حاليًا مصر. وتعتبر الملكة تي من أعظم ملكات مصر الفرعونية، فقد كانت نائب عن الملك في الاحتفالات، للدرجة التي جعلته يكتب اسمها في المراسلات الدولية، حيث ذكر اسمها فيما يعرف ب"رسائل العمارنة" التي كان يتم تبادلها فقط بين ملك مصر العظيم، ومعاصريه من حكام الشرق الأدنى القديم. وعن َ شعر الملكة "تي" قال عالم الأثار والسياحة الشهير زاهي حواس، إن الملكة "تى" وصفت كصاحبة أفضل شعر فى الحضارة الفرعونية القديمة، َ وكانت دائمة الاعتناء بشعرها، وعند موتها قاموا بعمل خلطات حنة وتحنيط خاصة لها؛ للحياة ما بعد الموت التي كانوا يؤمنوا بها الفراعنة سابقًا.