إن أعظم جرائم العصر التي ارتكبها الإنسان في حق نفسه هو التفنن في صناعة سلاح تدمير وجوده وإنهاء قصة حياته ..وللأسف أن هذه الجريمة التي هي من وحي الجنون لا من وحي العقل الراشد كانت ولاتزال محل فخر المصنعين وإعجاب المحظور عليهم.. فإذا افتخرت روسيا فبترسانتها النووية التي تصل إلى 6000 رأس نووي وإذا افتخرت أمريك فبامتلاكها 5000 رأس نووي ولايستحون..والله ولا يخجلون؟! وإذا كانت القنبلة الواحدة تعدل 40 مرة القنبلة النووية التي دمرت مدينة هيروشيما عام 1945 والتي راح ضحيتها نحو 140 ألف قتيل فإن 15 ألف رأس في 140 ألف في 40 مرة يساوي 84 مليار. بل قيل تساويها 400 مرة ولك الحساب.. ناهيك عن الهيدروجيني والبيلوجي والعنقودي والسام..الخ إن هذه الأسلحة لاتقتل العدو بل الإنسانية..تقتل الطفل في الروضة والمريض في المستشفى والمربي في المدرسة ..تحرق الزهور والورد تدمر الجسور وتنسف القصور تسحق كل شيء تقع عليه. وانظروا عظمة الخالق حين قال (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) فقط لاغير .. الذي يقاتلك قال قاتله أيضا ولم يقل اقتله فقد يستسلم وقد ينسحب..ووالخ في مارس عام 2005 وافقت الجمعية العامة على إعلان يطالب جميع الدول الأعضاء بحظر جميع أشكال الاستنساخ البشري بما في ذلك الاستنساخ من أجل الأغراض الطبية، لأنه يخالف كرامة الإنسان وحماية الحياة البشرية.. بينما معاهدة حظر الأسلحة النووية تأخر إلى عام 2017 .. السلاح الذي فيه دمار البشر لم يحفل به البشر ولامؤساته..لماذا؟! .. هذا ما لم أستطع أن أفهمه .. لعل ذلك بسبب نبوءات الكتاب المقدس بوجود حرب نهاية التاريخ التي فيها النار المحترقة والبارود فكان لها أثر في تمجيد تصنيع فناء الإنسان وها هو الإنسان ينصب صواريخ الإبادة ويفاخر أنها أسرع من الصوت بكذا مرة. .هل من يحكم العالم أهل لحكمه أم أهل لأن يكونوا في المصحات العقلية؟!