كانت عدن هي السابقة إلى تحقيق الوحدة اليمنية قبل 32 عاماً، وهذه الحقيقة التي لاينكرها أحد، وصحيح حينئذ كان كل طرف له حساباته ومصالحه وغاياته، لكن الوحدة كانت الحدث الأهم والابرز والاسمي. المؤتمر الشعبي العام ورئيسه الاسبق "صالح" كان يعتبر هذا المنجز يحسب له بدرجة رئيسية، والطرف الآخر كان بمثابة الميسر لا أقل ولا أكثر. في حين الحزب الاشتراكي، هرب من فشل إدارة الجنوب إلى الأمام، معتقدا بأن الإسراع في تحقيق الوحدة هو طوق النجاة، وتحميل دوله الوحدة تركة ثيقيلة من الماضي المليئ بالاحداث المأساوية التى هي في الاساس اجبرت الحزب وقياداته للتعجيل بالوحدة (الاندماجية). جماعة الاخوان (حزب الاصلاح) رغم خروج بعض خطبائه في ذلك الوقت لتعبئة الشارع ضد المؤتمر لإفشال مشروع تحقيق الوحدة، لكن في حقيقة الأمر هم يبحثون عن مكاسب سياسية وظيفية، وهذا ما اثببتته الأحداث المتتالية. الوحدة الاندماجية كانت كارثية بكل المقاييس، لكلا الشطرين، والشعبين، وفي تصوري بأن المستفيد الوحيد من الوحدة هي جماعة الاخوان (حزب الاصلاح)، لأنهم الوحيدون دون غيرهم كونوا ثروات هائلة مادية من خلال السيطرة على موارد البلاد في الشمال والجنوب، ولم يكون للدولة في وقتها أي نفوذ عميق خاصة بعد حرب صيف 94، وكان صالح وحكومتة في موقف صعب لأنهما أمام شريك لايرحم ويمارس الأبتزاز بكل أشكاله خاصه ان الجماعة نسبت لنفسها انتصار 7/7 المشؤوم .