تجددت الاشتباكات، قبل قليل، بين الحوثيين او من يسمون أنفسهم "أنصار الله" الجيش في منطقة شملان (شمال العاصمة صنعاء)، بعد أن كانت مصادر إعلامية تحدثت عن هدنة إلى يوم غد، في حين حذر وزير الثقافة عبدالله عوبل من المساس بمعلم "دار الحجر" التاريخي. وقال سكان محليون ل"المشهد اليمني" إن انفجارات قوية هزت منطقة شملان اعقبها اشتباكات بعد أن كانت قد توقفت. واعترض المسلحون الحوثيون، في وقت سابق اليوم، تعزيزات عسكرية تحركت من شملان بإتجاه قرية القابل التي شهدت مواجهات عنيفة بين الحوثيين وعدد من عناصر الجيش بعد ان عترضوا موكبا لقائد عسكري موال لمستشار الرئيس لشؤون الدفاع والامن اللواء علي محسن الاحمر ما أدى إلى مقتل 14 شخصا وجرح آخرين. وأوضح السكان المحليون أن وحدات عسكرية قطعت الشارع الرئيسي في خط شملان من "جولة المنعي القريبة من نادي الشعب إلى وادي ظهر". من جانبه، حذر وزير الثقافة الدكتور عبدالله عوبل الأطراف المسلحة والمتصارعة في وادي ظهر بمحافظة صنعاء من التعرض للمعلم التاريخي دار الحجر، مشيرا إلى أنه يمثل واحداً من أهم المعالم التاريخية والسياحية لليمن. وقال عوبل إن "المساس بهذا المعلم الهام يمثل مساساً وتعريضاً بثقافة الشعب وعدواناً على تراث البلد واستهدافاً مباشراً لحضارته". في غضون ذلك، وجه طلاب واساتذة دار القرآن المطل على وادي ظهر في همدان، نداء استغاثة لإنقاذهم بعد أن توقف الجيش في شملان، وتهديد الحوثيين بتفجير الدار بمن فيه. وتحدثت مصادر إعلامية، عن وساطه يقودها وكيل محافظة صنعاء الشيخ علي الغشمي، في حين سيتم عقد اجتماع، غدا الاربعاء، لمناقشة الاوضاع في منطقة ضلاع. وأقدم الحوثيون، اليوم، على تفجير منزل العميد صالح عامر مدير مكتب وسكرتير اللواء علي محسن الاحمر، وأربعة منازل ومدرسة ومركز صحي فضلا عن مقر لحزب التجمع اليمني للاصلاح في قرية القابل. وكانت وكالة أنباء إيرانية رسمية، حملت الحوثيين مسؤولية تفجير الاوضاع في منطقة قرية القابل (شمال العاصمة صنعاء) عبر نصبهم نقطة تفتيش واعتراضهم موكب قائد عسكري، في حين كشفت عن استهداف سلاح الجو مواقع ومخازن أسلحة للحوثيين في الجوف. وقالت "وكالة أنباء فارس" الحكومية إن "أتباع حركة انصار الله نصبوا نقاط تفتيش في قرية القابل، واعترضوا مرافقي قائد عسكري هو صالح عامر، ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة". ونقلت الوكالة عن مصدر قبلي قوله ان "11 شخصا قتلوا بينهم تسعة مسلحين قبليين واثنان من الحوثيين، في اشتباكات على الطريق المؤدي من صنعاء إلى قرية القابل، في شمال العاصمة صنعاء". من جهتها، قالت قناة الجزيرة الفضائية التي تبث من قطر، في تقرير لها ان "مسلحي الحوثي طالبوا من ملاك المنازل القريبة من دار الحجر اخلائها بحجة انها من املاك الأمام أحمد يحيى حميد الدين، آخر الأئمة الذين حكموا اليمن". ونصب الحوثيون، قبل يومين، مخيما جديدا بمنطقة ضلاع همدان، ليغلقوا بذلك كافة المداخل إلى العاصمة صنعاء بعد ان كانوا اقاموا مخيمات في منطقة حزيز (جنوب العاصمة) والصباحة في منطقة بني مطر (غرب العاصمة)، وفي منطقة همدان (شمال العاصمة)، فضلا عن المخيمات وسط العاصمة في خط المطار، وبالقرب من جامعة صنعاء (ساحة التغيير). ويطالب الحوثيون باسقاط الحكومة والتراجع عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. وأعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن، جمال بنعمر، اليوم، أن المباحثات مستمرة بين الأطراف المتنازعة في اليمن، وأن مشاورات مكثفة تجري مع الأطراف المعنية، من أجل إيجاد حل سلمي للأزمة الراهنة. وقال بنعمر، في بيان صدر عن مكتبه، إن المشاورات تركزت على سبل معالجة الأزمة، وضرورة التوافق على حلول عاجلة مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني." وأشار بيان مكتب بنعمر، أن الاخير، التقى عدداً من مسؤولي السلطة والحوثيين، بالإضافة إلى المبعوث البريطاني الخاص إلى اليمن، آلن دنكن، والسفيرة البريطانية، جين ماريوت، والسفير الأمريكي، ماثيو تولر.