أثار ظهور تنظيم جديد قلقا كبيرا وسط سكان تعز، حيث يتساءل كثيرون عن ماهية هذه الجماعة الجديدة التي سمت نفسها باسم "حماة العقيدة" و زاد انتشارها بصورة ملحوظة خلال الفترة الماضية . وقالت مصادر محلية ان الجماعة تجاوزت -في الفترة الأخيرة- نشاطها المعتاد، حيث شارك عناصرها بفاعلية في المعارك التي تشهدها المحافظة , مع أن الجماعة كانت معروفة في السابق بكونها جماعة دينية، تهتم بأمور الدعوة إلى الله، دون تدخل في الشؤون السياسية أو الحياتية للمواطنين وزادت من انتشارها الأمني في الشوارع، وباتت سياراتها تمشط الأحياء كافة، وعلى متنها أسلحة رشاشة ومسلحون وجوههم مغطاة بقطعة قماش سوداء. ومما زاد من مخاوف المواطنين من هذه الجماعة الانتهاكات التي بدأ يرتكبها أفرادها، من اختطاف لبعض السكان، مرورا بالقتل والنهب. ويؤكد سكان في المدينة أن "حماة العقيدة" هو تيار سلفي يقوده شخص يسمى عادل فارع، وكنيته "أبو العباس"، مشيرين إلى أنه أبرز التيارات السلفية الموجودة في المدينة منذ وقت طويل، مشيرين إلى أن فارع كان قد صرح خلال الفترة الماضية بعزمه "أسلمة المجتمع"، وفق تعبيره. مستدلين بإعلانه إقامة "إمارة حماة العقيدة"، في منطقة "الباب الكبير" وسط مدينة تعز، بعد شهرين فقط من بدء الحرب في تعز. ويتركز وجود الإمارة في أحياء البلدة القديمة "باب موسى، الأشرفية، وادي المدام، والجمهوري". كما يوجد نفوذ واضح لها في منطقة صينة، غرب المدينة، ومنطقة النسيرية المحاذية لها، ووادي المعسل جنوب شرق المدينة، فضلا عن المناطق المجاورة لقلعة القاهرة، وسوق الصميل القريب من إدارة أمن المحافظة. ودعا كثير من سكان المدينة السلطات المسؤولة وعناصر المقاومة الشعبية إلى الالتفات لهذا الخطر الجديد، قبل أن يستفحل خطره ويهدد مستقبل المحافظة، لا سيما أن توقيت الإعلان عن إنشاء "الإمارة الإسلامية" أثار كثيرا من الشكوك وعلامات الاستفهام حول الهدف الحقيقي منها، والسبب في اختيار هذا التوقيت الذي جاء في وقت تشتد فيه المواجهات بين المقاومة الشعبية وفلول التمرد الحوثي. ويقول المحلل السياسي علي الزايدي إن الحركات السلفية موجودة في مدينة تعز منذ وقت طويل، لكن ظهرت جماعات أخرى بمسميات لم تكن معهودة في السابق. وأضاف أن هذه الحركات مختلفة في توجهاتها وآرائها، رغم انتمائها جميعا إلى الفكر السلفي. فبينما يرى البعض أهمية مسايرة العصر، والارتضاء بالديمقراطية ونظام الحكم الحديث، والمشاركة في العمل، تمسكت أخرى بنظام البيعة والخلافة، واختارت توجها يميل إلى العنف. وهذه الأخيرة أوجدت قلقا شعبيا في تعز، خصوصا بعد ارتكاب عناصرها بعض عمليات القتل والخطف وطلب الفدية. ونتيجة لتدخل عناصر هذه الحركات في شؤون المواطنين الحياتية، فقد اشتبكوا مع عناصر من المقاومة المسلحة، ودارت اشتباكات بين الطرفين، تدخل على إثرها عقلاء منهما ونجحوا في إنهائها، مشددين على ضرورة توحيد الجهود لطرد عدوهما المشترك، جماعة الحوثيين وفلول المخلوع صالح.