تلقت طهران صفعة جديدة أفشلت مساعيها إلى إطالة أمد الأزمة اليمنية، بعد أن نجح المبعوث الأممي إلى اليمن اليمن إسماعيل ولد الشيخ في انتزاع موافقة الحوثيين على الجلوس إلى طاولة الحوار في جنيف، أواسط الشهر الجاري، مما دفع طهران إلى التطاول على المسؤول الدولي ووصفه ب"المأجور". ووجهت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، السباب إلى ولد الشيخ، واتهمته ب"المأجور"، ووصفته بأنه "كان يوهم العالم خلال جولاته المكوكية أنه يسعى إلى إجراء مشاورات من أجل وقف القتال في اليمن". وزعمت الوكالة أن المبعوث الأممي اتهم في مؤتمر صحفي -لم تشر إلى مكانه وزمانه- التحالف العربي بقيادة المملكة بإفشال كل الجهود الهادفة إلى وقف الحرب في اليمن. وهو ما نفاه ولد الشيخ الأسبوع الماضي، حينما أعلن صراحة أنه لمس لدى المسؤولين السعوديين الرغبة الصادقة في وضع حد للأزمة اليمنية، وأن القيادة في الرياض أثبتت له بما لا يدع مجالا للشك حرصها على إيجاد حل سياسي يضع حدا لمعاناة اليمنيين. ويرى مراقبون أن الغضب الذي اجتاح طهران من نجاح ولد الشيخ في مساعيه طبيعي ومتوقع من النظام الإيراني الذي أدمن افتعال المشكلات، وسعى منذ البداية إلى عدم إنجاح مساعي حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية، وأوعز كثيرا لعميله الحوثي إما بمقاطعة المفاوضات أو العمل على إفشالها. إلا أن التوجه العالمي الجديد الذي يضغط باتجاه عقد مفاوضات الحل النهائي أرغم الانقلابيين على إعلان قبولهم المشاركة في جنيف، وهو ما أصاب الخطط الإيرانية في مقتل، وأشعر قادة طهران بأن الخطط التي أنفقوا وقتا طويلا في وضعها والجهود التي بذلوها ذهبت أدراج الرياح. وتوقع ولد الشيخ إرسال الأممالمتحدة مراقبين مدنيين لمراقبة تطبيق الاتفاق السياسي في اليمن، في حال تم التوصل إليه في مفاوضات جنيف. وقال إن "هؤلاء المراقبين سيكونون من اليمنيين الذين لم يشاركوا في الحرب، ومراقبين من دول عربية وإسلامية، لتفادي خطف أجانب"، مشيرا إلى أنه يشعر بالتفاؤل، وسط سعيه الحثيث مع الأطراف كافة إلى وقف إطلاق النار قبل بدء المفاوضات، وأنه حصل على قبول من الأطراف كافة هذا المقترح. وأوضح في تصريحات صحفية أن الحكومة الشرعية أكدت قبولها الحوار، إلا أنها ترفض وقفا لإطلاق النار قبل تقديم الحوثيين ضمانات تطبيقهم القرار الدولي رقم 2216.