انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    الحقيقة وراء مزاعم ترحيل الريال السعودي من عدن إلى جدة.    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    رسميا.. الكشف عن قصة الطائرة التي شوهدت تحلق لساعات طويلة في سماء عدن والسبب الذي حير الجميع!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    موقف يرفع الرأس.. طفل يمني يعثر على حقيبة مليئة بالذهب في عدن ووالده يبحث عن صاحبها حتى وجده وأعادها إليه    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    مواطنون يتصدون لحملة حوثية حاولت نهب أراضي بمحافظة إب    مطالبات حوثية لقبيلة سنحان بإعلان النكف على قبائل الجوف    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    أول تعليق حوثي على منع بشار الأسد من إلقاء كلمة في القمة العربية بالبحرين    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تعز.. وقفة ومسيرة جماهيرية دعمًا للمقاومة وتضامنًا مع الشعب الفلسطيني    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحليل: كيف أصبحت صنعاء في قبضة الحرس الثوري، وأجهزة السافاك ؟

لا أحد يقدم إيران كمقاتل في الحرب التي تدور رحاها في اليمن سوى إيران نفسها!

تستميت هذه الدولة التي اشعلت حربا تمزق 4 دول عربية بسياساتها الطائفية، للبقاء في صنعاء وصعدة.

من هناك يخرج رئيس خلعته انتفاضة شعبية، وأصبح رئيس عصابة تتحالف مع طهران، مرتبكا، مذعورا لا يعرف ماذا يريد، لكنه يقول كشخص منهك من الملاحقة في الشهر العاشر من حرب قذرة شنها على اليمنيين: الحرب لم تبدأ بعد !

هو تكرار للجملة ذاتها التي رددها أراجوز طهران، عبدالملك الحوثي، بغباء قبل أيام : سنقاتل حتى يوم القيامة! هذا ما تريده طهران بالضبط: القتال الى مالا نهاية، لضرب |أمن منطقة الجزيرة والخليج واستنزاف دول الاقليم، لكن قبل ذلك تدمير اليمن وتمزيقه.

لقد فعلت إيران كل مايجب، لأن يغدو اليمن منافسا بقوة لسوريا والعراق كمناطق حرب تلعب فيها طهران دورا مركزيا ورئيسيا.

لكنها لا تكف عن لعب دور الحمل الوديع الذي يريد إصلاح العالم الإسلامي، ومساعدة " المستضعفين"!

نهاية ديسمبر 2014 كان حسين سلامي، نائب رئيس الحرس الثوري الايراني، المنظمة التي دست أصابع الفتنة في العواصم الأربع، يستعرض قدرات بلده التي أستطاعت بناء جيوش شعبية مرتبطة ب" الثورة الإسلامية الإيرانية" في العراق وسوريا واليمن، "يبلغ حجمها أضعاف حزب الله في لبنان"..

وقتها كانت إيران منتشية " بإسقاط صنعاء، "العاصمة العربية الرابعة" وتفاخر بإسقاط أربع دول وتحويل جيوشها إلى ميليشيات !

لم تكن الدولة الفارسية تفعل شيئا باستثناء أنها قادت الدول الأربع إلى الحرب بفضل "جيوشها الشعبية"، الميليشيات التي أعادت تعريف مواطني الدول المذكورة على أساس طائفي!

لكن ذلك لم يكن شيئا، فحسين سليماني نفسه، يعود مجددا اليوم في نفس التوقيت هذا العام 2015، ليقول إن السعودية تهاجم "مسلحي الحوثي وجيش صالح " "بدون حجة مقنعة "وأن الحرب التي يقودها التحالف العربي على الميليشيات المتمردة، لمساندة السلطة الشرعية ليست سوى نتيجة "شعور الرياض بأن لديها القوة العسكرية الكافية للهجوم".

هذه لغة دعاية سياسية تفضل إيران انتهاجها بصورة مفضوحة، وإبعاد نفسها، كطرف مدمر، عند الحديث عن المشاكل التي اشتعلت في المنطقة.

نسي سليماني "الجيوش الشعبية الأربع التي بنتها دولته وفاخر هو شخصياً بتصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس، وأسست لكل هذه الحروب الطاحنة في المنطقة.

تريد إيران إخفاء يدها الشيطانية التي تقف خلف إشعال الحرب، لكنها سرعان ما تكشف عن نفسها كمحرك أحداث ولاعب رئيسي يقاتل على الأرض في اليمن، لانتزاع مكاسب سياسية من بين حرائق وأشلاء ودماء اليمنيين.

ضبط إيران متلبسة في سويسرا

نهاية الأسبوع الفائت، كان القيادي في ميليشيات الحوثي، محمد البخيتي، من طهران يطلق التهديدات بالمزيد من الحرب والفناء لليمنيين والمزيد من "المفاجآت".

وضع دمية طهران الملحقة بالحوثي، السعودية في مرمى الوعيد، لكن سيدته التي دأبت على الصبر في نسج المكائد والمؤامرات، سارعت في اليوم التالي، لقطف ثمار التهديد، بوضع ما يشبه لائحة شروط "لإنجاح أي مفاوضات" بخصوص اليمن.

قال أمير عبداللهيان في مكالمة هاتفية مع المبعوث اسماعيل ولد الشيخ "إن وقف دائم لإطلاق النار، ورفع الحصار الإنساني، المفروض على اليمن، يعدان عاملان مهمان للتوصل إلى اتفاق شامل وكامل بين الفصائل اليمنية".

هذا هو الجزء الناقص من الصورة التي التقطها ناشطون في بلدة بيال السويسرية، بالقرب من مقر محادثات الوفد الحكومي، مع وفد الميليشيات منتصف ديسمبر الجاري.

هناك ظهرت عناصر استخبارات إيرانية، تملي على وفد الميليشيات تعليمات طهران، بينهم شخص معروف في الأوساط اليمنية، يدعى أبو مصطفى، هو ضابط ارتباط لبناني الجنسية، يشرف على الملف الأمني والإعلامي للميليشيات والمخلوع.

هي ذاتها لائحة الشروط التي أفصح عنها اللهيان، وتمسك بها وفد الميليشيات في سويسرا وكانت أساسا لنسف أي تفاهمات باتجاه إجراءات بناء ثقة توافق ووقع عليها الطرفان مسبقا وتضمنها جدول أعمال المحادثات!

بجمع أجزاء الصورة المتناثرة بين جنيف وطهران وجبهات القتال التي استمر المتمردون بإشعالها، سنتمكن من ضبط طهران متلبسة، كمتصرف وحيد بقرار الميليشيات، ومصدر التوجيهات الأوحد!

تريد إيران أن تقول لدول الإقليم، وقبلها لليمنيين: نحن من يملك قرار الحرب والسلام، وأنا اللاعب الذي لا يمكن تجاهله.

هذا ليس أمرا مفاجئا، فهو خلاصة نشاط مكثف لعمل إيراني واسع بدأ التغلغل في اليمن منذ عقود.

إنها تحاول حصد ثمار جهود تخريبية ممنهجة لزعزعة الاستقرار وبناء آلتها الطائفية المتوحشة في البلد المنسي .

لقد كانت حربا حقيقية شنتها ايران على اليمن من وقت مبكر، ولديها سجل يتحدث بلسان فارسي فصيح باهى به الإيرانيون أنفسهم في أوقات كثيرة!

سيرة الدسائس الإيرانية في اليمن

قبل يومين من إجتياح الميليشيات بإسناد من حليفها صالح والجيش الطائفي الموالي له صنعاء، قالت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري الإيراني إن "كتائب الحسين تحاصر صنعاء" من عدة جهات تمهيداً لإسقاطها كما لو كان الحرس الثوري نفسه يشارك في المعركة، وفي 21 سبتمبر2014، سقطت بالفعل !

بعد هذا التاريخ كانت إيران تستأسد، وسنسمع لاحقا احتفاليات إيرانية متواصلة، بإشعال " الثورة الإسلامية في اليمن" وإسقاط العاصمة العربية الرابعة!

هي المفردة التي لاكها قادة سياسيون وعسكريون ومرجعيات دينية، وتباهوا بها، تعبيرا عن غطرسة فارسية بدأت بالتكشير.

حدث ذلك بينما ظلت دوائر صنع القرار العربي، تمارس دورها المعتاد، إن لم يكن التواطو، فالتزام الصمت. كان ذلك اليوم تتويجا لعقود من العمل اثمر كل هذه الوحشية الطائفية الايرانية، بواسطة اذرعها الميليشياوية وتدخلها العسكري المباشر!

تتحدث الكثير من الدراسات التي تتبعت جذور الحركة الحوثية، بأن اهتمام ايران باليمن، بدأ عقب ثورة الخميني في 79 م، وطوال السنوات اللاحقة، نسجت علاقات عبر سفارتها بصنعاء بالمرجعيات الزيدية، واستقطبت آلاف الطلاب للدراسة في جامعاتها، و " الحوزات " العلمية.

هؤلاء " الطلاب " سيتحولون لاحقا الى قيادات ميدانية للحركة التي تشكلت ملامحها على وقع ستة حروب، مع حكومة علي عبدالله صالح.

أبرز زعماء الحركة بدر الدين الحوثي، مكث في طهران منذ 94 م حتى 2002 وكان نجله حسين ذراعه التي نشرت تعاليم الجماعة ودعت واستقطبت للحركة على الارض .

زار حسين طهران أيضا، وقضى صريعا في نهاية الجولة الاولى من الحرب في نهاية الربع الثالث من عام2004. تشكلت النواة الأولى، للحركة المتطرفة التي تتخذ من أفكار الخميني، ومبادئ " ثورته الطائفية" أساسا لعقيدتها، وعلاقتها بأتباعها وباليمنيين عموما.

رغم اندلاع ستة حروب بين الجماعة وصالح، حتى 2009 ، واتهامات صالح المستمرة لايران بدعم هذه الميليشيات ، تقول بعض التقارير إن الرجل ساهم في مساندة هذه الجماعة، في البداية ومنحها التسهيلات، بما في ذلك الاتصال بطهران.

لقد تصرف صالح طوال الحروب السابقة بطريقة حافظت على الجماعة وزادت من قوتها، كما تثبت ذلك وقائع عسكرية وسياسية، وكان الهدف ابتزاز دول الجوار، واستمرار سيطرته على البلاد من خلال إدارتها بالأزمات وترك باب الصراع مواربا لإشعاله في أي لحظة.

بعض التقديرات الخليجية، تقول إن أمريكا ساهمت بصورة غير مباشرة في الإبقاء على هذه الجماعة ورفض تصنيفها كمنظمة إرهابية، لنفس الهدف : ابتزاز دول الخليج، وفتح باب واسع للقلق، من تزايد النفوذ الإيراني، بطريقة تقود للمزيد من التسلح .

لكن بعض التفسيرات كانت تقول إن الهدف من الحرب، كان تصفية قسم من الجيش، بقيادة اللواء علي محسن، وإفساح الطريق أمام نجل صالح للحكم، وفقا لمخطط التوريث.

أيا يكن الأمر، فالثابت أن يدا غريبة كانت تطيش في الخريطة اليمنية، ترتب للإيقاع بالبلد والحصول على ساحة نفوذ تمكنها من بناء "الامبراطورية الفارسية".

بعد إجباره على التنحي باتنفاضة شعبية في 2011، غيَر صالح استراتيجيته تماما وبدا أن الود بينه والحوثيين لم ينقطع .

التقت الحركة الطائفية المتطرفة مع صالح الذي استنفر عصبياته، القبلية والطائفية كآخر رئيس "زيدي" وذهبا معا لدحرجة رأس البلاد نقطة نقطة، وتسليمها لإيران. في الغضون كانا يختطفان المذهب الزيدي نفسه ويضعانه في عمامة مرشد "إثني عشري".

حتى بعد تخليه مجبرا عن الرئاسة، ظل صالح الطرف القوي الذي بنى جيشا تقوده عائلته طوال 33 عاما، 90% منه ينتمون جغرافيا الى المناطق الزيدية، وبقيت ولاءاته متماسكة، وحلة من السيطرة المطلقة لعائلته.

كانت طهران مسرورة بهذا التطور المهم رغم أنها كانت عاكفة على بناء آلتها المتوحشة، وقد سخرت إمكانياتها لذلك بكل الصور، لكنها لم تجرؤ على التصريح مرة واحدة بأنها على صلة بدعم الحوثيين، أو تشجعهم.

في الواقع ذهبت ابعد من ذلك وفتحت خطوط اتصال مع صالح نفسه!

لقد ثابرت على انكار كل وقائع صلتها بالجماعة، بما فيها شحنة سلاح ضبطتها قوات خفر السواحل اليمنية، بمساعدة البحرية الامريكية، في يناير 2013 في ما عرف بسفينة جيهان 2، سبقتها شحنة أخرى جيهان 1 ، كانت في طريقها الى ميناء ميدي على السواحل الغربية، الواقع وقتها تحت سيطرة الحوثيين.

تمسكت طهران بإنكار صلتها بالشحنة بينما كانت السلطات اليمنية تقبض على 3 من عناصر الحرس الثوري الايراني، كانوا صحبة الشحنة على متن جيهان2، وظلوا رهن الاعتقال والسجن حتى "إسقاط العاصمة العربية العربية"!

قبل ذلك في يوليو 2012 اعلنت وزارة الداخلية اليمنية ضبط شبكة تجسس إيرانية" تعمل منذ 7 سنوات ويقودها ضابط سابق في الحرس الثوري الإيراني وتدير عمليات تجسس في اليمن".

" جهاد " إيراني في اليمن

ما هو نوع التجسس الذي تقوم به تلك الشبكة؟

لن تحصلوا على إجابة من أحد إلا من الايرانيين أنفسهم! في اليوم التالي لاجتياح صنعاء، تحديدا في 22 سبتمبر 2014 كان أحد أذرع المرشد علي خامنئي في البرلمان الايراني، يحتفل بصورة مستفزة بإسقاط " العاصمة العربية الرابعة".

قال مندوب طهران في البرلمان الإيراني ، علي رضا زاكاني المقرب من المرشد متباهيا إن " 3عواصم عربية أصبحت اليوم بيد إيران، وتابعة للثورة الإيرانية الإسلامية" مضيفا : " صنعاء اصبحت العاصمة العربية الرابعة في طريقها للإلتحاق بالثورة الإيرانية" .

إن "إيران تمر هذه الايام بمرحلة "الجهاد الاكبر" قال زاكاني امام أعضاء البرلمان الإيراني.

لقد كان "جهادا" مثمرا حقا أسفر عن اسقاط 4 عواصم عربية، ووضعها في السلةالايرانية. لذلك أعاد نائب قائد الحرس الثوري، مؤخرا التذكير ب"الجهاد " باعتباره "السبيل الوحيد لسعادة المسلمين، والوصول الى الحرية والهوية الدينية"!

انها الطريقة الايرانية للحصول على السعادة بتدمير 4 دول و وتشريد 4 شعوب ، وهو ما لم تفعله حتى اسرائيل!

كان زاكاني بعد اسقاط صنعاء يضع ما يشبه حزمة تكليفات، للميليشيات هنا و " وكتائب الحسين" لتنفيذها تاليا:

" بالتأكيد فإن الثورة اليمنية امتداد طبيعي للثورة الإيرانية وان 14 محافظة يمنية من اصل 20 محافظة سوف تصبح تحت سيطرة الحوثيين ، ولن تقتصر على اليمن وحدها وسوف تمتد بعد نجاحها الى داخل الاراضي السعودية، وان الحدود اليمنية السعودية الواسعة سوف تساعدفي تسريع وصولها الى العمق السعودي"! قال الرجل في لحظة زهو وانتفاشة.

قبل ان يمر الاسبوع على إصدار هذه "التعليمات" خرج قيادي حوثي في تصريح لصحيفة القدس العربي وتحديدا في 27 سبتمبر 2014 مرددا نفس الكلام حرفيا: سنقوم باسقاط بقية المحافظات والتوجه الى السعودية!

استغلت إيران حالة التخبط العربي، واذعان القوى السياسية اليمنية، التي رضخت لسلطة الامر الواقع،وخضوع الرئيس الشرعي، فراحت تركض في البلاد كمساحات مفتوحة.

تأكيدا على الهيمنة الايرانية التي ستأخذ بالتزايد في صنعاء، حاصرت الميليشيات التي تتصرف كذراع إيرانية خالصة مبنى جهاز الامن القومي في العاصمة، تريد الافراج عن عناصر الحرس الثوري الايراني الذين ضبطتهم الداخلية اليمنية، في وقت سابق.

لقد أخلت سبيل العناصر الايرانية التخريبية، ولاحقا جرى اعتقال الضابط اليمني في الامن السياسي بصعدة يحي المراني، المسؤول عن ملف خليةالاستخبارات الايرانية!

كانت تفرج عن شبكة التجسس الإيرانية وتلقي بالضابط اليمني رهن السجن!

بنفس الوقت جرى احالة مواطن ايراني مقيم في صنعاء ، يعارض نظام طهران من الطائفة البهائية الى المحكمة بتهمة التجسس لمصلحة اسرائيل !

لقد تصرف الحوثيون كميليشيات ايرانية خالصة، بل كجزء من جهاز الإستخبارات ،السافاك ووحدات الحرس الثوري الايراني لمواجهة اعداءها اليمنيين!

في الأثناء حرص اليمنيون والعرب على السلام وتجنب الحرب، وحرصت ايران وميليشياتها الإرهابية هنا على الحرب، باعتبارها الهدف الذي تستميت ايران لتحقيقه!

لقد غدت مفردة إسقاط العاصمة العربية الرابعة، تتردد على لسان قادة ايران من سليماني، الى وزير الدفاع شمخاني الى مستشار المرشد شيرزاي الى رئيس البرلمان علي لاريجاني، بصيغ مختلفة، واستمرت في التدفق طيلة اشهر " الربيع الايراني" في اليمن!

صنعاء في قبضة الحرس الثوري ورجال السافاك

ذهبت الميليشيات تطلب السيطرة على المدن واحدة تلو الاخرى، واغراها استسلام او تسهيل المجتمع الدولي والدول الراعية للتسوية السياسية .

من جانبها كانت الامم المتحدة تدون حضورا سيظل وصمة عارفي تاريخها بشرعنةالانقلاب في المرحلتين : 21 سبتمبر و19 يناير ، وذهبت تبحث عن صيغة " نقل سلمي للسلطة"!

واصلت الميليشيات اندفاعها في كل مكان وتحولت الألوية العسكرية المرابطة في المحافظات الى اداة لتكريس سلطة الميليشيات، فذهبت الى آخر نقطة في الانقلاب: التخلص من الرئيس والحكومة ووضعهم قيد الاقامة الجبرية، بقوة السلاح ولغة القتل.

حصل ذلك في 19 يناير 2015 وكان الجزء الاخير من اعلان الحرب.

كانت رغبتها بالحرب جامحة، وذهبت تطلبها في الداخل والخارج .

أطلق زعاماتها التهديدات الاستفزازية للجوار بالتصريح والتلميح، لكن المناورة العسكرية "المشتركة" لوحدات صالح العسكرية والميليشيات على الحدود مع السعودية، كانت تعبيرا عن لعبة فوضى أوسع من اليمن، وصارت الميليشيات وحلفها في مهمة إيرانية خالصة لزعزعة امن المنطقة برمتها.

لم يكن زاكاني يمزح إذاً.

في 21 فبراير الذي صادف ذكرى انتخاب الرئيس الشرعي، تمكن الرئيس هادي من كسر الحصار المفروض عليه ووصل الى عدن فأ علنها عاصمة مؤقتة.

كانت ضربة موجعة في رأس الحلف الانقلابي بقيادة الحوثي، صالح.

من هناك حاول هادي ، باسناد عربي، الضغط على الميليشيات لاعادتها الى جادة الصواب، لكنها كانت تفتح الباب على مصراعية لايران، وتصبح صنعاء شيئا فشيئا في قبضةالحرس الثوري فعليا !

لاحقا علق أمير عبداللهيان مساعد الخارجية الايراني، بصفاقة على مغادرة هادي صنعاء، وكأنه يتكلم عن محافظة إيرانية.

توعد بان يدفع الرئيس هادي ثمن هذه الخطوة !

كان يقول ذلك في 11 مارس بينما غدت صنعاء مسرحا للحرس الثوري الإيراني واجهزة مخابرات طهران!

هل هذه واحدة من الشائعات التي سوقها المناهضون للميليشيات؟

المشكلة ان هؤلاء الخصوم لم يفعلوا، وكان عليهم فقط ان يتعاملوا مع الحقائق على الارض ايصالها للناس.

في 1 مارس استقبلت طهران وفدا لميليشيات الحوثي صالح، في خطوة عبرت عن استخفاف وعجرفة ايرانية ألقت بكل الاعراف الدبلوماسية والقوانين الدولية الى المزبلة.

لم تتصرف طهران كدولة تحترم نفسها، بل كعصابة من قطاع الطرق، فأبرمت مع الميليشيات اتفاقا يسمح بتسيير رحلات للطيران الايراني الى اليمن بمعدل 28 رحلة في الاسبوع!

في الواقع لا رحلات بين اليمن وطهران، وحركة المسافرين بين البلدين تكاد تكون عند مستوى الصفر، لكن الاتفاقية كانت عمليا جسرا جويا لنقل شحنات أسلحة وووحدات عسكرية وامنية وعناصر استخبارات ايرانية.

في 5 مارس أي بعد اقل من اسبوع على " اتفاقية " العصابات، أعلنت وزارة الامن الايرانية عن تحرير دبلوماسي إيراني ، كان مختطفا في اليمن لدى مجموعة مسلحة لم يكشف النقاب عنها!

هكذا صاغت شبكة سي ان ان الامريكية الخبر على موقعها على الانترنت : " أعلنت إيران الخميس أنها نفذت لأول مرة عملية عسكرية في اليمن، لتحرير أحد دبلوماسييها من يد جماعة مسلحة كانت تختطفه، وذلك في تطور يأتي بعد أشهر على سيطرة جماعة الحوثي المتحالفة مع طهران على الأوضاع في العاصمة اليمنية، صنعاء". ن

قلت وكالة الانباء الايرانية عن حسين أمير عبداللهيان، ان عملية التحرير "تمت بمجهود أمني إيراني، وعبر عملية معقدة في منطقة خاصة من البلاد - اليمن ".

وقال وزير الأمن الإيراني، حجة الإسلام محمود علوي،ان " عملية التحرير تمت بأقل التكاليف " .

لقد انتهت معاناة الدبلوماسي أنور أحمد نيكبخت، بعد عشرين شهرا من الاختطاف، لكن بلدا بأكلمه كانت تختطفه ايران وميليشياتها، وتشعل النار بجثته.

بعد العملية بأيام، كان وزير الدفاع علي شمخاني يقول : إن ايران اصبحت موجودة على ضفاف الابيض المتوسط، وفي صنعاء وباب المندب!

لقد أصبح متأكدا أكثر من اي وقت مضى بأنه يقول الحقيقة كما هي على الأرض.

اما وعيد عبداللهيان للرئيس هادي ، فكان عبدالملك الحوثي يتكفل بتنفيذه بخطاب حرب، وتعبئة عامة، ونفير " للجهاد"، المفردة التي استخدمها من قبل البرلماني زاكاني، ونائب قائد الحرس الثوري الايراني، مؤخرا!

فعل ذلك الحوثي وخرج بعده صالح، يغلق كل المنافذ ويفتح طريقا وحيدا لهادي باتجاه البحر!

لقد اشتعلت الحرب الايرانية على اليمن في فصلها الأخير.

الحرب كهدف ايراني ملح ووحيد !

كانت حربا، بدا أنها الهدف الوحيد، الاكثر الحاحا بالنسبة لايران والمطلوب لذاته، وليس شيئا آخر.

مامن تحالف عربي وقتها وما من عدو مزعوم يدفع ميليشيات لقتل ابناء البلد.

كان الحوثي وصالح وعبداللهيان، يلهون باليمنيين، ينقلون الحرس الثوري وشحنات الأسلحة ويقتلون المتظاهرين السلميين.

كانوا وحدهم، وكانت حربهم الحصرية يشعلونها في كل مكان و يستمتعون بنقلها من منطقة الى أخرى، ويطلقون التهديدات للجوار العربي.

كان جنون القوة الغاشمة، يسحق شعبا بأكمله، وكانت ايران تبتهج بنصر حاسم، لم تكن تتخيله.

كانت ترى صنعاء نسخة من دمشق: اكثرية شعبية مسحوقة، وسلطة طائفية تقتل الناس بكل الوسائل، لأنها احتكرت الجيش، وشكلت الميليشيات، وكانت ميدانا " للجيوش الشعبية" لطهران.

مطلع العام 2015 قال علي شيرازي ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، إن "جماعة الحوثي في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام"!

من هم اعداء الاسلام، بنظر طهران؟

إنهم الاغلبية اليمنية الساحقة ، لقد حسمت امرها وقررت سحقهم. لكنهم أيضا جوار اليمن الذي يجب ضربه بهراوة الميليشيات وانشطة الحرس الثوري .

قرر شيرازي في مقابلة مع موقع "دفاع برس" التابع للقوات المسلحة الإيرانية، هذه الحقيقة بنفسه ليؤكد تصريحات ايرانيةأخرى :

"الجمهورية الإسلامية تدعم بشكل مباشر الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان و"القوات الشعبية" في سوريا والعراق"!

أفضل من يستطيع ان يضع النقاط على الحروف، ويقدم مختصرا بشأن هذه الميليشيات التي تشن حربا ايرانية على اليمن والمنطقة، ليسوا خصومها بل تلك الدولة التي تمسك بجهاز التحكم من هناك، في طهران.

"إن عبدالملك الحوثي ليس سوى "حسن نصر الله اليمن" " خطابه وبناءه يشابه تماماً زعيم حزب الله في لبنان" يقول موقع ايراني .

للتوضيح أكثر يسرد موقع شفاف الإيراني جملة هذه الحقائق عن ذراعهم الميليشياوي في اليمن :

" قيادات حركة أنصار الله الحوثيين قد تعلموا وتدربوا في إيران، إن أغلب قيادات الحوثيين البارزين الآن كانوا من المقيمين في مدينتي قم وطهران، وأنهم خلال فترة تواجدهم تعلموا ودرسوا في الجامعات الإيرانية".

يضيف الموقع في تقرير نشر مطلع العام 2015: "كل الذين درسوا وتخرجوا من الجامعات ومراكز التعليم في إيران يحملون أفكار الخميني مؤسس الثورة الإسلامية الإيرانية". إنها نبتة ايرانية شيطانية في الأرض اليمنية، جلبت للبلاد الدمار والخراب، وراحت تتصرف ككيان ايراني صرف، بدءا من شعار مخادع ولد في طهران، وانتهاءا برسم خارطة دعششة مخالفيهم !

تعترف طهران بنفسها عن إشعال حرب والاعتداء على بلد اسمه اليمن. تقول بصراحة انها اسقطته أرضا، و تتحدث عن ثورة " طائفية" في بلد متعدد المذاهب! لقد كانت حربا إيرانية مباشرة على اليمنيين، ارادت تمزيقهم، واعادة فرزهم طائفيا بصورة قذرة.

أرادت الهيمنة المباشرة من خلال ميليشيات طائفية، تستخدمها لضرب البلاد كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان.

تريد بنفس الوقت، استهداف الامن العربي وتصدير ثورتها الطائفية واطلاق مرحلة دويلات الطوائف المزمعة .

هذه السياسة مزقت 4 دول ووضعتها تحت رحمة الدولة الفارسية الطامحة للهيمنة، وهي تقدم خدمة جليلة للطرف الذي تزعم معاداته : إسرائيل !

اسقطت طهران دولا وحولتها الى ميليشيات، وكلفتها بالعمل كخطوط قتال أمامية لمصلحتها. كانت تعيث بامننا وتمزقنا لتحصل على أمنها الخاص.

لاريجاني : تصدير " الثورة" .. لتأمين ايران

هي تتحدث بصراحة عن هذا الهدف، غير عابئة بقطعانها الذين يذبحون بلدانهم بين يدي المرشد.

يقول علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني "إن العلاقة بين الإيرانيين وحكومتهم ووفائهم لثورتهم الإسلامية وتصدير هذه الثورة إلى بقية دول المنطقة،.. كلها أمور تساعد على حفظ البلاد ( إيران ) من الداخل ".

هكذا تحدث الرجل بإخلاص ونقلته عنه وكالة أنباء فارس في 31 ديسمبر 2014!

إنهم يفعلون شيئا واحدا بوضوح : يدمرون بلداننا ليحصلوا على النفوذ وتأمين دولتهم وضمان هيمنتها.

وظيفة قطعان الميليشيات الحصرية: إفناء اليمن، لتحصل ايران على المجد والقوة والنفوذ.

هذا ما يتحقق الآن بصورة فضيعة و مأساوية. لم يسبق ليمني ان تخلى عن وطنه ليصبح جزءا من طائفة في بلد آخر. الحوثيون وصالح فعلوا ذلك بدناءة وخسة غير مسبوقة.

وفي النهاية هذا ماحدث : أجبرت الحرب الايرانية على البلاد، اليمنيين ، على حمل السلاح، للدفاع عن وجودهم في مواجهة حملة فارسية برداء طائفي.

استيقظ العرب، فساندوا اشقاءهم بحلف عسكري، يحاول استعادة اليمن المخطوف، وتأمين الأمن القومي العربي المهدد بالهجمة الفارسية السافرة.

هي معركة وجودية، فرضتها عليهم إيران وذراعها الإرهابية.

كان تدخلهم ضروريا من أجلنا، وكانت مصادفة تاريخية أننا بمثابة خط الدفاع الاول عن المنطقة برمتها. لكنها في الاصل معركة اليمنيين للدفاع عن حقهم في الحياة في مواجهة ميليشيات تعمل كآلات قتل إيرانية تفتك بالاطفال والنساء وتدمر البلاد بلا رحمة.

أيا يكن الامر، هذا مصير صنعته العصابة الاجرامية في صنعاء وصعدة، واليمن بأبنائه في كل مكان يدفعون الثمن، لكنهم عازمون على تحرير بلدهم المخطوف في إيران ..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.