مايزال الغموض يلف قضية اختطاف واختفاء السياسي البارز وعضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان (56 عاما) ! " لم أتلق تأكيدات فيما يتعلق بحياة محمد قحطان، القيادي في حزب الإصلاح !هذا ماصرح به مبعوث الأممالمتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ حول قضية قحطان ,وأضاف: سألت إذا ما كان قحطان قد توفي؟ فأخبره المختطفون بأن المعلومات غير موجودة والاتصالات صعبة، وسيزودون الأممالمتحدة بمعلومات في المستقبل حال توفرها" التصريح أثار ردود فعل غاضبة ومنددة بلامبالاة المبعوث الأممي وتصريحه المثير للجدل والشك, وحضرت التكهنات والتأويلات عن مصير الرجل, يرجح بعض الناشطين والصحفيين احتمالية تصفيته في سجون جماعة الحوثي وصالح , بينما يستبعد ذلك آخرين , ويروا أن الأمر اتخذ بعداً مناطقياً كون قحطان من محافظات المناطق الوسطى . منظمة هيومن رايتس ووتش طالبت جماعة الحوثي وصالح الى سرعة تقديم معلومات عنه والتواصل مع عائلته ,محملة إياهم مسؤولية سلامته , وأكد نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط "جوستورك" إن الحوثيين دأبوا على أخفاء معارضيهم! مطلع شهر ابريل الماضي وتحديدا اليوم الرابع منه ,الواحدة والنصف ظهرا, كان لأسرة السياسي محمد قحطان موعد مع المعاناة ورحلة بحث لم تنته حتى اللحظة. 3سيارات مدنية وخمسة عشر مسلحا بزي مدني, قال المسلحون لحارس قحطان الشخصي : ابلغه بالمجيء وإذا لم يفعل سنفجر بوابة المنزل ونأخذه بالقوة , هذا ما قاله نجله عبد الرحمن لهيومن رايتس , ذهب قحطان مع المسلحين ! ولم يعد لمرة واحدة بعد ثلاثة أيام أي يوم 7 ابريل حيث كان لايزال محتجز في منزل القيادي حميد الأحمر الذي استولت عليه مليشيات الحوثي سمح لهم بزيارته , ظلت الأسرة تتلقى تطمينات , وظنت أنها أيام محنة ستزول سريعا بعد إطلاقه, يوم بعد أخر أسابيع وأشهر ينتظرون , وهم لايعرفون مكان سجنه ولا مصيره .. اخذ إلى مكانِ مجهول , مختفٍ قسرياً . قحطان كان قبل اختطافه الثاني قد سبق وتم اختطافه وهو في طريقه إلى عدن وأعادوه من محافظة إب إلى صنعاء ,حاصروا منزله ووضعوه تحت الإقامة الجبرية لمدة أسبوع قبل اختطافه وإخفائه. أواخر أغسطس سربت صورة لشخص شبيه بمحمد قحطان وكان واضح عليه الانهيار واثر المرض, قيل أنها له وانه نقل إلى المستشفى بعد تعرضه للتعذيب ,نفت أسرته أن تكون صورته , غير أن الشك ظل حاضرا بان تلك الصورة له خصوصاً وأن جماعة الحوثي لم تنف أو تؤكد صحة تلك الصورة المنسوبة له, وهي التي أثارت ردود فعل غاضبة ومنددة بجريمة الاختطاف والتعذيب بحقه والمختطفين. في اليوم التالي لتسريب الصورة يوم 27اغسطس وبعد ثلاثة أشهر من الانتظار نفذت أسرة قحطان اعتصام أمام منزل اللواء علي محسن الأحمر والذي حولته المليشيا إلى سجن لمعارضيها وقيل إن قحطان سجين فيه. تم الاعتداء على الأسرة ورفع السلاح بوجه الأطفال والنساء المعتصمون, فض اعتصامهم ولم يعرفوا شيء عنه! احد قيادات جماعة الحوثي كتب على صفحته بأن قحطان قتل بقصف لطيران التحالف بعد وضعه كدرع بشري في أحد المواقع العسكرية للمليشيا, ولمحت بعض عناصر المليشيا بان قحطان قد قضى بضربة للتحالف على منزل الجنرال علي محسن الأحمر بصنعاء. وبين تكهنات بقتله بغارة جوية بعد وضعه من قبل الحوثيين في مخزن أسلحة معرضة للقصف, وبين تعرضه لتعذيب شديد أدى إلى وفاته, ورأي يقول انه ربما لايزال حي وان الحوثيين وصالح يعتقدون انه بالإمكان استخدامه كورقة . فإن قضيته تظل الأكثر غموضا كونه السياسي البارز والذي تآلبت عليه المناطقية والروح الإنتقامية والحقد لدى صالح والحوثيين. قحطان هو رمز لآلاف المختطفين من سياسيين وأكاديميين وصحفيين ومواطنين لايعرف أيضا مصيرهم, تعرضوا للتعذيب ومات من مات في سجون المليشيات, وقتل من قتل باستخدامهم دروع بشرية كما حدث للصحفيين عبدالله قابل ويوسف العيزري تبقى قضية المختطفين , المختفين الذين يتعرضون للتعذيب والذين لايعرف مصيرهم , القضية الغائبة عن المنظمات والإعلام رغم أنها قضية وجع لأسرة تظل تسمع الأخبار والشائعات، و تعايش الهم والوجع يوميا تنتظر خبر عن ابنها ولا خبر وان وجد فمجرد شائعات تزيد من همها ومخاوفها. وستظل جرائم اختطاف واختفاء وتعذيب واستخدام السجناء كدروع بشرية جريمة يندى لها جبين الإنسانية وشاهد على وحشية وإجرام المليشيات، وهي الجرائم المجرمة في القوانين والمعاهدات الدولية والتي لاتسقط بالتقادم بدءاً من الاختطاف، مرورا بالاختفاء القسري والتعذيب وانتهاء بقتل السجين سواء كان تحت التعذيب أو وضعه كدرع بشري. الكاتبة " سامية الأغبري"