اختتمت المعارضة الإيرانية في العاصمة الفرنسية باريس، أمس، أعمال اليوم الثاني والأخير لمؤتمرها السنوي الحاشد بحضور شخصيات سياسية عالمية وعربية وبمشاركة عشرات الآلاف من أنصار معارضة النظام الحالي في طهران. وشهدت فعاليات المؤتمر إجماعا على ضرورة إسقاط النظام القائم في إيران المتهم بخنق الحريات والأقليات داخليا وتدمير محيطه خارجيا. وقالت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي، إن سياسة ولاية الفقيه تحاول فرض سيطرتها على اليمن ولبنان والعراق وسورية، مؤكدة أن تدخلات النظام الإيراني في المنطقة تأتي بسبب ضعفه وليست قوته وبسبب تخاذل المجتمع الدولي عن دحره. وشددت رجوي خلال مؤتمر صحافي امس بعنوان «تضامن شعوب الشرق الأوسط لدحر ولاية الفقيه» والذي عقد على هامش فعاليات اليوم الثاني والأخير للمؤتمر السنوي للمعارضة الإيرانية في باريس على أنه لا بد من البدء في اتخاذ خطوات عملية لإنهاء مخططات نظام ولاية الفقيه في المنطقة. وأوضحت أن «تدخلات النظام الإيراني لا تنبع من قوة بل نابعة من أزمات وضعف في البنية الداخلية للنظام، وبسبب تخاذل المجتمع الدولي عن دحره». وأضافت ان «عاصفة الحزم» أفشلت تدخلات إيران في اليمن، مشيرة الى ان الشعب السوري لديه القدرة الكافية على إنهاء عمر نظام الأسد ونظام ولاية الفقيه. ودعت رجوي إلى طرد النظام الإيراني من منظمة التعاون الإسلامي. وذكرت أن داعش هو حصيلة القمع الذي مارسه المالكي في العراق والأسد في سورية على شعبهم بتوجيه من نظام ولاية الفقيه، مضيفة أنه «لا يمكن أن تخير الشعوب بين نظام ولاية الفقيه، وإرهاب داعش». وأكدت زعيمة المعارضة الايرانية على أن أغلبية الإيرانيين يعارضون تدخل طهران في شؤون المنطقة، لافتة إلى أن الخميني وأتباعه لا يمتون للإسلام بأي صلة بل شوهوا صورته. وفي سياق متصل، رحب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بخطاب الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، الذي ألقاه أمس الاول، أمام مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، معتبرا إياه بأنه «رسالة صداقة للشعب الإيراني لأنها تعبر عن التضامن مع مطالبه». وعلى هامش فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر، قال محمد محدثين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تصريحات ل «العربية.نت» إن «المجلس يثمن حضور الأمير تركي الفيصل في الجمع الإيراني ويرحب بخطابه الذي دل على الصداقة بين شعوب المنطقة وخاصة بين الشعبين الإيراني والسعودي، كما أثبت بأن نظام الملالي هو العدو الرئيس لشعوب المنطقة كلها». وأضاف محدثين: «لقد لاحظ مدى نفور الإيرانيين من نظام الملالي وسياساته ورأى كيف أنهم عازمون على إسقاط هذا النظام ولديهم القوة والعزيمة لتحقيق ذلك، وبناء نظام ديموقراطي في بلدهم». وحول إعلان الأمير تركي الفيصل دعمه لمطلب إسقاط نظام الملالي في طهران، قال محدثين: «هذا الإعلان يعتبر تأييدا لمطالب الشعب الإيراني التي عبرت عنها منظمة مجاهدي خلق منذ عقود وناضلت وتناضل من أجلها منذ ظهور نظام الملالي». وعلى ضوء ما أكده الأمير الفيصل في كلمته حول ضرورة إحقاق حقوق كافة مكونات الشعب الإيراني مع إشارته للاضطهاد الذي تعانيه الأقليات العرقية والدينية، قال محدثين إن «المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق ملك لكل الإيرانيين بكافة انتماءاتهم الدينية والعرقية ويؤمن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن كافة الأديان يجب أن تتمتع بحرياتها وأن لا يتم حرمان أي مواطن على أساس انتمائه الديني أو المذهبي أو إعطاء امتيازات خاصة لآخرين بسبب تمايزهم الديني». وفي المقابل، أعربت إيران عن رفضها رسميا مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل في التجمع الحاشد للمعارضة الإيرانية في باريس. وجاء هذا الرفض على لسان مصدر بوزارة الخارجية في طهران نقلته وكالة الأنباء الإيرانية لكنها لم تذكر اسم المصدر، الذي اعتبر ان هدف هذه المشاركة هو «إسقاط الحكومة الإيرانية». الى ذلك، قال الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي على صفحته على تويتر إن: «نظام ولاية الفقيه أسوأ بكثير من نظام شاه إيران. مارس اغتيالات واختطافات وزج بآلاف الإيرانيين في السجون بلا محاكمات.. تحية للشعب الإيراني الذي ينتفض ضد عمائم الشر». واضاف خلفان في سلسلة تغريدات: «الاعتراف بالمعارضة الإيرانية اعترافا رسميا وفتح مكاتب لها في دول العالم يعتبر ضرورة تتطلبها حقوق المواطن الإيراني.. أصداء عالمية للمعارضة الإيرانية تضع النقاط على الحروف لزحزحة الفقيه الخروف».