(كراسة وطن) قد تكون تصرفات (التيس) أحيانا....خارجة عن المألوف, لأنه قرر أن يصبح (تيس أبو لحية).. هكذا بلا مقدمات وضع فكرته على(جارتنا لطيفة) فأخبرته بدورها قائلة: (لا تتسرع ياتيس باتخاذك القرار.. ولا تظن في بالك أن اللحية مجرد ديكور فهي وقار لمن أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي وأفادوا بعلمهم الآخرين.. وليس كما تعتقد....)!! بعد ذلك الجدال العقيم بين التيس وجارتنا لطيفة.. أخذت (التيس) العزة بالإثم ليقول لها:(عليكِ ألاّ تعارضي قراراتي.. لأني ماضٍ إلى غايتي لأصبح (تيس أبو لحية) .. وأول ما ابدأ به حفظ بعض الأحاديث.. وبعض قِصار السور.. كذلك سأستمع إلى محاضرات مشائخ الدين.. وقراءة بعض مطويات الفقه ....إلخ ما أخبرتك به... وبعد لحظة صمتٍ قوبل بها (التيس) من قِبل (جارتنا لطيفة) استدرك قائلا:(لكن في حقيقة الأمر.. أذني موسيقية فأنا استمع إلى الغناء بكل أنواعه:اليمني والعربي والغربي والهندي والتركي.. فاستغربت(جارتنا لطيفة) من سرده لجميع الفنانين والفنانات.. وذكرهم لها بالاسم من مايكل جاكسون....إلى نانسي عجرم وهيفاء وهبي واليسا وغيرهن.. وكانت تنظر إلى لحيته وتقارن بينها وبين أذنه الموسيقية حسب تعبير (التيس)! فقالت له:(ألا ترى أن ما تريد أن تتجه إليه يُناقض ميولك ورغباتك....)؟؟! فأجابها التيس:(هذا ما يجب أن أعمله ...وهي توجيهات عليا...أعمل ما يرضيها لا ما يرضيني....)! فقاطعت كلامه قائلة: (هذا نفاقٌ أن تظهرَ غير ما تُبطن.. فأي نموذجٍ أنت من البشر...)؟؟! فقاطعها ثانيةً :(لا أخفيكِ أيضا أنني معجب بكلٍ من نور ومهند, وعاصي, ولمياء, ونورهان, وسيلا...إلخ...)!! فقاطعته ساخرةً منه(ومسعدة, وسعيدة, وقبول, وسعود, وسعدية....ألا تستحي من نفسك ياتيس ومن لحيتك هذه التي تضحك بها على الآخرين)؟؟!! فرد قائلا:(استغفر الله.. لا تتكلمي لأن صوتك عورة.. ورأيك عورة.. وكلامك عورة.. وحتى أنفاسكِ عورة)!! عند هذه النقطة من الحوار الذي دار بين (جارتنا لطيفة والتيس ضاقت به ذرعا, ونفد صبرها.. فانفجرت في وجهه كالقنبلة قائلة له: إلى هنا.. ياتيس أبو لحية.. عليك أن تذهب إلى أقرب حلّاق ليحلق لحيتك.. ويخلّصك من النفاق الذي تدّعيه واستعمالك للحية كديكورٍ لمآربك الخبيثة والدنيئة.. لا تليق بأمثالك وأمثال التوجيهات التي تّدعي أنها تفرض لك لحية.. رغم سلوكك المغاير لها تماما). وحاول أن يظهر عضلاته معها بتبجح من يدّعي الفقه والعلم قائلا لها:(عودي إلى الله.. واستغفريه لذنبكِ.. ولا تقذفي التوجيهات العليا بلعناتك.. فهي توجيهات النجاة من النار.. والدخول إلى جنةِ النعيم)! وبعد استفزازه لها بكلماته ردّت له الصاع بعشرة، منهيةً الجدال معه بقولها: (تبا لك ولأمثالك.. فاعلم أنكم كائناتٍ دخيلة على الدين، تقولون ما لا تفعلون.. وتُبطنون غير ما تظهرون.. وتمارسون في الخفاء أبشع الممارسات التي يرفضها العقل والدين.. والدين ليس مجرد لحية يا تيس النحس)! * المنتصف