بيانات نظام التتبع الملاحي الدولي عبر نظام الستلايت الفضائي (الأقمار الاصطناعية) توثق بدقة لحركة وخطوط سير ونقاط انطلاق ووصول السفن عبر العالم. ما الذي تقوله البيانات المحدثة، بصورة فورية ومباشرة، حول السفينة الحربية في عهدة واستخدام الإمارات العربية المتحدة "سويفت"؟ أعلنت القوات اليمنية استهداف السفينة الحربية "سويفت"، في وقت مبكر من صباح السبت الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2016، قبالة المخا، قرب مضيق باب المندب. وزّع الإعلام الحربي للجيش اليمني، مساء السبت، مشاهد مسجلة توثق استهداف سفينة "سويفت" الحربية الإماراتية قبالة سواحل المخا، غربي البلاد. وبعد اعتراف، تراجعت الإمارات، بالتزامن مع التحالف السعودي، بزعم أن السفينة المستهدفة كانت مدنية وتحمل إغاثات. جاء الإعلان السعودي مناقضاً لإعلان إماراتي سبقه بساعات بتعرض إحدى قطعها الحربية لحادث قرب باب المندب، أثناء عودتها من رحلتها، دون إصابات. فيما قال البيان الأخير، إن قوات "التحالف" قامت بعملية إنقاذ لركاب مدنيين! * القوات اليمنية كبّدت البحرية الإمارتية خسائر قرب باب المندب ظهر متحدث التحالف العسكري السعودي العميد عسيري، في قناة الاخبارية السعودية، مساء السبت، مصرحاً "لانثق فيمن يقتل المرضى العزل على سفن الإغاثة"، وصارت للمرة الثالثة السفينة الحربية، المدنية، سفينة إغاثة ونقل مرضى. والخبر الأول في وكالات ووسائل إعلام عربية وعالمية، يوم الأحد، هكذا "التحالف العربي يقول إن الحوثيين يهددون الملاحة الدولية" (..). من جانبه قال مصدر عسكري يمني لوكالة "خبر"، إن السفينة المستهدفة "سويفت"، هي سفينة عسكرية تابعة للبحرية الأمريكية بشكل أساسي، وتستخدم كاسحة ألغام بحرية، ولها أغراض لوجستية لدعم القوات البحرية المعادية، وقد استأجرتها الإمارات لتشارك ضمن أعمال وخطط تحالف العدوان على اليمن. بيانات ملاحية موثقة لكن ما الذي تفيده بيانات نظام التتبع الفضائي/ المنظمة البحرية الدولية عن السفينة ومسارات تحركها خلال الساعات الأربع والعشرين التي دارت خلالها الأحداث السابقة، وما نشأ من جدل وبيانات متناقضة ومحاولة التستر وتحويل القضية إلى مجال إنساني وإغاثي، ومن ثم تصعيدها لتصبح قضية ملاحة دولية مهددة؟ تظهر بيانات وخرائط ومعطيات التتبع الفضائي ما يلي: السفينة "سويفت" / UAE- SWIFT الحمولة 700 طن الطول والعرض 97×27 صنعت عام 2003 قيد الخدمة تتحرك بسرعة 10.2 عقدة بالساعة السفينة مسجلة دولياً باسم الإمارات في نظام الملاحة الدولي نوع السفينة: لوجيستية بحرية أما آخر وأحدث نقطة مغادرة/ انطلاق (ATD) للسفينة، فكانت مياه خليج عدن/ اليمن (YEADE)، وتحديداً في نقطة عند خط العرض: 12.25983° وخط الطول: 43.81917° . وغادرتها سويفت الساعة 09:13 الجمعة 30 سبمتبر، باتجاه باب المندب، كما توضح خريطة رصد وتتبع ملاحية لمسار تحرك "سويفت" في الوقت المحدد. وفي هذه الحالة الخاصة، أيضاً، تضع خرائط وبيانات الحركة الملاحية علامة استفهام (؟) عند مؤشر نقطة الوصول وتاريخ العودة المتوقع (ETA)/ لم تعد. وبعد مرور وقت من تحركها في 30 سبتمبر/ أيلول، باتجاه باب المندب، أعلنت القوات اليمنية عن استهداف السفينة الحربية الإماراتية قبالة المخا، قرب باب المندب، صبيحة 1 أكتوبر/ تشرين الأول. كذب مضوح كانت هي السفينة "سويفت". ولم تكن ثمة سفينة إغاثة في هذا الوقت المبكر، ولم تسجل بيانات من أي نوع لأي سفينة بهذا الخصوص وفي هذه المنطقة الملاحية من المياه الإقليمية اليمنية. الإماراتيون الذين أقروا أولاً بتعرُّض قطعة بحرية لحادث، عادوا لاحقاً تحت التجيير الواضح والمكشوف إلى مواكبة القيادة العسكرية السعودية لتحالف العدوان والعميد عسيري الذي راح يقص بأسى عن سفينة مدنية، ثم سفينة إغاثة ونقل مرضى، ومن ثم يحذر العالم من تهديد الملاحة الدولية. والمصادر الإماراتية، قليلة التنسيق وكثيرة التخبط مع المركز السعودي، عادت لتتحدث عن سفينة تنقل مساعدات إغاثية (إلى مضيق باب المندب؟). إحباط "مهمة" وفي وقت سابق، السبت، أكدت مصادر عسكرية يمنية، مصرع 22 من مشاة البحرية الإماراتية لدى استهداف قوات الجيش واللجان بارجة حربية قبالة المخا الساحلية على البحر الأحمر. ووفق مصدر تحدث ل"خبر"، مشترطاً عدم نشر هويته، فإن استهداف الجيش اليمني واللجان الشعبية للبارجة الإماراتية، وهي من طراز "سويفت"، وقع خلال استعدادهم لتنفيذ مهمة وصفها ب"الخاصة" قرب باب المندب. * بالصور.. تعرف على "SWIFT" وحش بحري اصطاده اليمنيون وأضاف، أنه وبعد استهداف البارجة وتدميرها شوهدت زوارق حربية تهرع إلى المكان وتم استهدافها، أيضاً، بصليات من صواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى إجبارها على الفرار وتفرقها. فيما استمرت القوة الصاروخية بالقصف لمدة طويلة. عن "سويفت" ويبلغ طول السفينة 98م وعرضها 27م، وارتفاعها 3.5م، أما طاقم السفينة 35 فرداً، إضافة إلى أنها قد تحمل مائة جندي من قوات المشاة إذا تطلب الأمر، وتبحر بمدى 6500 كم، وبسرعة تتجاوز 80 كم/ ساعة. وللسفينة قدرة على حمل مئات الأطنان من المعدات المختلفة بما فيها الآليات، كما أن بإمكان المروحيات أن تهبط على سطحها كقاعدة تنطلق منها لتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق قريبة. كما تحمل زورقاً حربياً يستخدم، أيضاً، في العمليات العسكرية، وتضم في أسلحتها عدداً من المدافع البحرية. كما أن للسفينة المذكورة ميزات أخرى، أهمها أنها ذات هيكل خفيف، كونها مصنوعة من الألمنيوم، وقد استخدمها الأمريكيون في غزو العراق في العام 2003.
