من الناس من يعيش مائة عام ثم يختفي وكأنه لم يعش يوماً واحداً، ومنهم من يعيش 20 عاماً ثم يمضي وكأنه عاش ألف عام. الحياة ليست إذن بطولها وعرضها، ولا هي بالسنوات الكثيرة، بل هي تلك اللحظات المليئة بالجليل والعظيم.
والبطل الذي أتقدم بخجل أضع زهرة على قبره المجهول، كان يقول دائما: "العُمْر لا يقاس بالسنين وإنما بما يصنعه (الإنسان) في هذه السنين”.
ذلك هو بطل الثورة الشهيد علي عبدالمغني شابٌ يمانيٌّ أسمر اللون في الثانية والعشرين من عمره وقد كتب هذا الكلام وكلاما كثيرا رائعا، في مجلته الحائطية.
كان الشهيد ألمع زملائه ذكاءً وعقلاً، قادراً على تحديد مدى وعي الزملاء. وكان من جمله كلامه وما كتبه: “نحن الغد وهم الأمس، والأمس مضى والغد قادم”. وكان يرمز بالأمس إلى القوى المتخلفة والمعادية للثورة، ويرمز بالغد إلى شباب الثورة والجمهورية. وكان معتزاً بنفسه ولكن دون غرور.
من صفحة مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام (ملف مهندس أيلول)