أقرت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس الأحد بأنه كان عليها «أن تعد بشكل أفضل» لخطة خفض الضرائب التي أثارت اضطرابات في السوق، قبل مواجهة حزبها الذي يتصاعد فيه الغضب في المؤتمر السنوي للمحافظين. وبعد أقل من شهر على توليها رئاسة الحكومة، تحدثت تراس لقناة «بي بي سي» من برمنغهام في وسط إنجلترا، وأكدت أن خططها المثيرة للجدل ستعيد النمو الاقتصادي إلى بريطانيا التي تواجه تضخماً غير مسبوق منذ عقود وانكماشاً وشيكاً. وقالت تراس الأحد: «ألتزم الحزمة التي أعلنا عنها (...) لكنني أقر بأنه كان ينبغي علينا الإعداد بشكل أفضل»، مشيرة إلى أنها «تعلمت» من هذه التجربة. وأضافت: «لدينا خطة واضحة للمضي قدماً للتعامل مع أزمة الطاقة والتضخم، ولكن أيضاً لتنمية الاقتصاد على أُسس جيدة على المدى الطويل». وذُهل عدد من نواب حزب المحافظين، بمن فيهم أنصار ريشي سوناك - منافسها في الحملة من أجل رئاسة الحزب - بعد خطة التخفيض الضريبي الهائلة التي كشفتها الأسبوع الماضي رئيسة الوزراء ووزير المالية في حكومتها كواسي كوارتينغ. وأدى إعلان الخطة إلى حالة ذعر في الأسواق وانخفض سعر صرف الجنيه إلى أدنى مستوى تاريخي وانتقد صندوق النقد الدولي المشروع بينما اضطر البنك المركزي إلى التدخل بشكل عاجل لتهدئة الأمور. وبعد ظهور تراس على «بي بي سي»، وصف النائب المحافظ مايكل غوف مباشرة عبر القناة الخطط بأنها خاطئة «لدرجة عميقة»، مشيراً إلى أنه ستكون هناك حاجة ل«تصحيح المسار». وبعد أيام من الصمت في مواجهة الموقف، تحدثت تراس إلى عدد من المحطات المحلية للبي بي سي الخميس بعدما أحدث صمتها المحرج ضجيجاً أكثر من محاولاتها العبثية للدفاع عن سياستها. وقد اعترفت الجمعة بحدوث «اضطرابات» لكنها استبعدت التراجع عن الخطة، مؤكدة في صحيفة «ذا صان» أنها تنوي معالجة قضية الدين العام «بقبضة من حديد». وكررت الأحد: «نحن بحاجة إلى خفض الاقتراض كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي على الأمد المتوسط، ولدي خطة للقيام بذلك». وظهور تراس هذا على قناة «بي بي سي» أمام حضور وطني الأحد هو الأول منذ أن كشف كواسي كوارتينغ عن «ميزانيته المصغرة» في 23 سبتمبر (أيلول).