عندما تهجرك الكلمات من شدة الألم عندما تغادرك المعاني لأن قهر فؤادك أعمق من كل معنى عندما تتسابق الدموع على خديك فترى الحياة ضباباً حينها تكون السعادة قد غادرت قلبك وغادرت الأفراح دربك كل هذا أنا أنا في الحزن أصبح وأمسي أنا حقاً سمفونية حزن أنا بكاء سرمدي أنا وطن رثى أبناءه حياً أنا ترب طهور دُنِست أرضه غصباً أنا كنت للجمال رمزاً وللحب هدفاً لكنهم قتلوا فيَ كل هذا وقضوا على أحلامي، ووأدوا كل أمنياتي هذا أنا المواطن اليمني هل تراك تخجل أن تقول أنا يمني؟! هل تراك تهرب منها كأنها لعنة؟؟ هل ترى هامتك لن تستقيم إن قلت أنا يمني ألا ترى أنك تحني رأسك؟ ويحمر جبينك خجلاً لِمَ كل هذا؟ أين غرسي؟ أين بذرات طيبي؟ أين الطيور التي كانت تغرد في حقولي جذلاً أين ضاع كل هذا؟ ومن أضاعه حقاً؟ إن كنتم حقاً مني، لا تسكتوا على قتل حناني، لا تضحكوا على آهات قلبي، فإنه يومًا أبنائي صدقًا سيمسحون دماء تربي. غدًا سأستفيق، سأنفض من ضنوا أنهم دمروني، سأمحو كل آهات شجوني، سأدفن من ضنوا أنهم أضاعوني، وسأحضن من رفعوني، من بالهام افتخروا وصدحوا بكل لحن طروب: أنا يا كُل الدنا أنا فخر العالمين أنا اليمن.