ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن مسؤولين أمريكيين استبعدوا أن تمهد عودة رئيس حكومة تصريف الأعمال علي مجور من السعودية إلى صنعاء لعودة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتلقى العلاج في الرياض بعد إصابته في انفجار وقع بدار الرئاسة في الثالث من يونيو الماضي. ونقلت الصحيفة اليوم الأربعى عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لم تذكر اسمه القول «إنه يتعين على الرئيس علي عبد الله صالح الوفاء بتعهده فورا لنقل السلطة وفقا لاتفاقه مع مجلس دول التعاون الخليجي، الذي يقدم أفضل أمل لانتقال سياسي سلمي ودستوري منظم». وأضاف المسؤول الأميركي ان «الولاياتالمتحدة تدعم تطلعات الشعب اليمني لتحقيق إصلاح سياسي ذي معنى، لكن القرار في النهاية متروك للشعب اليمني ليقرر شكل هذا الإصلاح». وتجنب المسؤول الأميركي الإشارة إلى احتمالات عودة الرئيس اليمني إلى بلاده أو الاستمرار في البقاء بالمملكة العربية السعودية. لكن الحزب الحاكم الذي يحاول توظيف حادثة دار الرئاسة لتخفيف الضغوط الدولية على الرئيس صالح لبدء نقل فوري للسلطة، قال إن المبادرة الخليجية تحتاج إلى إعادة نظر. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم قوله «بعد الذي حدث نقول لأصدقائنا في الغرب إن المبادرة الخليجية تحتاج إلى إعادة نظر، وأي حديث غير الانتخابات المبكرة لن يكون مقبولا، ولن نقبل وساطة في ذلك». وتدعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي مبادرة توسطت فيها دول الخليج العربية تقضي بتقديم صالح لاستقالته وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة في غضون شهرين مقابل منحه ضمانات من الملاحقة القضائية، لكن صالح تنصل عن وعوده بتوقيع الاتفاقية ثلاث مرات متتالية. وكانت صحيفة الشرق الأوسط ذكرت في وقت سابق نقلاً عن مصادر أمريكي أن اتفاقا غير معلن تم إبرامه لبقاء الرئيس صالح في المملكة السعودية وعدم عودته إلى اليمن. مضيفة أنه يوجد انقسام داخل الإدارة الأميركية حول أزمة اليمن، حيث يقود مستشار أوباما للإرهاب جون برينان فريقا معتدلا ينادي بالتفاوض والتنسيق بين صالح والمعارضة والمسؤولين بدول مجلس التعاون الخليجي، بينما تقود وزيرة الخارجية الأميركية فريقا آخر متشددا ينادي بضرورة رحيل صالح. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قد رفضت التعليق عما إذا كانت الولاياتالمتحدة تؤيد أو تعارض خطة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح للعودة إلى بلاده. ودعت نولاند صالح إلى التوقيع على اتفاقية نقل السلطة. وقالت «إذا كانت صحته جيدة بما يكفي ليدلي ببيان، فإن عليه أن يوقع على اتفاقية دول مجلس التعاون الخليجي للمضي قدما بالبلاد». وأضافت خلال المؤتمر الصحافي الدوري «نحن مهتمون بالإجراءات التي يتخذها للسماح للبلاد بالمضي قدما بطريقة ديمقراطية، بغض النظر عن المكان الذي يوجد فيه». يأتي ذلك في وقت يشهد الشارع اليمني احتفالات بتهاوي نظام الزعيم الليبي معمر القذافي، الذي أسهم في رفع معنويات الشباب اليمني لمواصلة الثورة والإطاحة بنظام صالح. وقد شهدت ساحة الحرية بتعز وساحة التغيير بصنعاء وساحة الحرية بعدن إطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بما حققه الثوار في ليبيا وخرجت مسيرات حاشدة في عدة مدن يمنية تنادي بالحسم في إسقاط نظام الرئيس صالح قبل انتهاء شهر رمضان.