شهدت عدد من المدن اليمنية تظاهرات حاشدة طالبتا بسرعة تشكيل مجلس انتقالي والتوافق على حكومة (تكنوقراط) تقوم بإدارة شئون البلاد وسد الفراغ الدستوري الذي تعيشه. ودانت المسيرات التي جابت شوارع صعدة والضالع وإبوتعز ما وصفته بأعمال القتل والقصف التي تقوم بها قوات الحرس الجمهوري في زنجبار والحيمة وتعز ومحاولة تسليم محافظة لحج للعناصر المسلحة. ففي محافظة الضالع خرت اليوم الاثنين مسيرتان حاشدتان في مدينة دمت وأخرى في مريس بمديرية قعطبة ففي مدينة دمت جابت تظاهرة ضخمة شوارع المدينة وهي تردد الهتافات والشعارات المطالبة بسرعة تشكيل المجلس والانتقال إلى المراحل الأخرى للثورة . وحمل المتظاهرون بأيديهم الورود بكثافة كتعبير عن سلمية الثورة ورفضهم الانجرار للعنف، فيما كان شباب آخرون يرشون الماء البارد الممزوج بماء الورد على المتظاهرين. وهتف المتظاهرون: "مطلبنا في الوقت الحالي .. تشكيل مجلس انتقالي، نجحت ثورتنا سلمية .. نبني الدولة المدنية، يا ثوار بالصوت العالي .. نشتي مجلس انتقالي، سلمية سلمية .. لا للحرب الأهلية، كما رددوا الزوامل الشعبية". دعوا المجتمع الدولي للنظر بعين الانصاف لمطالب الشعب اليمني في اختيار النظام الذي يمثله وفهم ما يدور في الشارع اليمني على انها ثورة شعبية سلمية ودانوا العقاب الجماعي الذي تمارسه عناصر وبقايا نظام صالح بحق المواطنين والمتمثل في الانقطاعات المتواصلة للتيار الكهربائي واختفاء المحروقات. كما دانوا أعمال التقطع وإطلاق النار على المسافرين في منطقة الحبيلين بردفان بمحافظة لحج والذي نجم عنه إصابة 2 أشقاء من أبناء دمت وقيام أولياء الدم باحتجاز 6 حافلات ركاب كان على متنها عدد من باعة القات، وهي خطوة قالوا إن مليشيات وبقايا النظام هي من تقوم بإثارتها وإحياءها بين المناطق اليمنية لإٌشغالها في نفسها. ورفع المتظاهرون أعلام دولتي قطر والكويت وصور أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ودعوا الجميع إلى مضاعفة الجهود ومواصلة النضال عبر تصعيد الاعتصامات والتظاهرات في الميادين العامة والساحات حتى تظهير كافة بؤر الفساد ورموز النظام السابق وتقديم المتسببين في إراقة دماء اليمنيين وإزهاق أرواحهم للمحاكمة لينالوا جزائهم العادل. كما طالبوا بضرورة تقديم المسئولين عن إخفاء السلع الأساسية والخدمات عن المواطنين والانقطاع الممنهجة والمتكررة لخدمات الكهرباء والهاتف النقال والانترنت. وفي مريس بمديرية قعطية خرج الآلاف من المواطنين في مسيرة سلمية حاشدة طافت الشارع العام بالجبارة وهي ترد الهتافات والشعارات المطالبة بتشكيل مجلس انتقالي والتعجيل بالحسم السريع والفوري لبقية مراحل الثورة. كما تظاهر الآلاف في محافظة صعدة رافضين الوصاية والتبعية للخارج ومستنكرين الدعم الدولي لنظام صالح الذي وصفوه بالميت. وشهدت مدينة إب صباح اليوم مسيرة مليونية طالبت بمحاكمة كل الضالعين بقتل المدنيين والمتظاهرين السلميين. وجابت المسيرة عدد من شوارع المدنية رافعة لافتات تؤكد على إصرار المتظاهرين على تحقيق بقية أهداف ثورتهم السلمية. كما ردد المتظاهرون شعارات منها (لن نرتاح أو نجلس حتى يتحقق المجلس، الشعب يريد مجلس انتقالي). إلى ذلك خرجت اليوم مسيرة حاشدة في مدينة تعز تعبر عن رفضها الالتفاف على أهداف الثورة. وأكدت المسيرة على سلمية الثورة حتى تحقيق أهدافها كاملة، مطالبة سرعة البدء بتشكيل مجلس انتقالي يدير البلاد خلال المرحلة المقبلة. يذكر أن مدينة تعز تعيش هذه الأيام أزمة كبيرة في الوقود والغاز والكهرباء والماء، وشوهدت طوابير طويلة لأول مرة تشهدها تعز أمام محطات الوقود.