عُرفت مدينة عدن بمبانيها ومعالمها الدينية منذ زمن بعيد وقد شُيد فيها عبر مراحل تاريخها الإسلامي عدد من المساجد والزوايا والأربطة والمدارس الدينية، منها ما خرب وأعيد بناؤه، ومنها ما كان يُرمم باستمرار أو يُقام من جديد، ومنها ما اندثر ولم يبق منه أثر. ومن أشهر تلك المعالم وأقدمها التي بقيت في عدن، مسجد العيدروس والذي يُعد من أشهر المعالم التاريخية في عدن تم تشييده وعمارته في سنة 1484 ميلادي وسنه (899 هجري) غلى يد الإمام أبو بكر بن عبد الله العيدروس السقاف والذي يعد أول عمل يقوم به بعد إقامته في عدن. وبحسب مؤرخين فأن مسجد العيدروس لم يكن مكاناً لإقامة الشعائر الدينية فحسب بل كان مدرسة لعلوم الشريعة والأخلاق منذ تأسيس المسجد حيث ضل محتشد بطلبة العلم محبي مجالس العلماء وقد أقام فيه كثير من العلماء من آل العيدروس. وأصبح مسجد العيدروس بعدن احد اقدم وأبرز المساجد في مدينة عدن يواجه خطر السقوط بعد ظهور تشققات أصابت القبة التاريخية وسقف المسجد جراء الامطار وتوقف عمليات الصيانة منذ ان تم تجديده وبنائه الحالي في عام 1274 ه/ 1895 م وأجراء بعض أعمال الصيانة والترميمات للمسجد في عام 1430 ه/ 2009 م.
أهمية المسجد تكمن أهمية هذا المسجد في كونه ارتبط بذاكرة المدينة من خلال زيارة العيدروس واستقبال معهده طلابا من مختلف دول العالم ويُعد مسجد العيدروس من أشهر معالم مدينة عدن ويزوره كثير من السواح من زوار مدينة العيدروس . ومسجد العيدروس تأسس كمسجد صغير في عام 1484م على يد عالم الدين ابوبكر بن عيدالله العيدروس بعد وصوله الى عدن ثم اعيد ترميمه خلال حقبة الاستعمار البريطاني واستخدمت صورته على الطوابع البريدية بعدن كونه أهم المعالم الأثرية والدينية فيها. وللمسجد منارة عالية مبنية من حجر الجبس الأسود، وأربع مشربيات خشبية بارزة تستخدم لرفع آذان الصلوات الخمس اضافة الى الزخارف الفنية والهندسية الملونة على الجص الجيري التي تعلو المدخل وتزين القبة اضافة الى الأخشاب التي استخدمت في الأبواب والنوافذ والتوابيت. وما يميز هذا المسجد وغيره من المساجد اليمنية وسيلة تغطيتها، وغالباً ما تكون من سقوف خشبية مسطحة إلا أن هذه السقوف قد ازدانت بزخارف خشبية وفق أسلوب فني وصناعي كان يعرف بالمصندقات الخشبية بمعنى تقسيم السقف إلى مساحات مستطيلة ومربعة من مستويات عدة، تمتلئ بالزخارف المحفورة البارزة والغائرة الملونة. وقد ظهر ذلك في اليمن قبل غيرها من البلاد الإسلامية". ويقبع هذه المعلم الأثري والتاريخي اليوم ضحية الإهمال مهدد للسقوط في اي لحظة نتيجة توقف أعمال الصيانة والترميم.