الثابت وبعد سنوات من انقلابها الأسود وعقود من نشر فكرها الطائفي الإيراني الدخيل على المجتمع اليمني أن جماعة الحوثي الانقلابية استحلت في أدبياتها ومراجعها كل المحرمات التي دأبنا على عدم المساس بها ، وأهمها حرمة النفس والعقيدة والعيش الكريم وحماية الأعراض والأموال وحسن الجوار ، ثم عكست هذه القناعات الباطلة على سلوكها في التعامل مع أبناء هذه الأرض الطيبة ، فنكثت بكل العقود والاتفاقات التي أجمع عليها اليمنيون ، وشمل هذا النكث ماكانت الجماعة الحوثية جزء منه، فانكرت وبدّلت وحرّفت وتخلت عن حسن الجوار مع الاشقاء والأصدقاء ، ثم اشعلت حرباً لتصل بالبلد الى ماهي عليه اليوم . ومع استمرارها في غيها وكل يوم تمرّ يظهر بجلاء كيف تتفنن الجماعة الانقلابية الحوثية في إنزال أكبر قدر من الأذى بحق اليمن واليمنيين ، والذي شمل كل مجالات الحياة، ولم يسلم منه بشراً ولا حجراً ولا شجراً ، وهذا التفنن المقيت في الأذي بقدر ما يترك أثراً مباشراً وقريباً فإنه كذلك يترك جراحاً معنوية وأثاراً طويلة الأمد ستحتاج لعقود عديدة للتعافي منها.
بتعنتها وإصرارها على المضي في طريق الفوضى أهدرت هذه الجماعة المليشاوية كل الفرص التي اتيحت لها لإصلاح هذا الخطأ التاريخي ، وكابرت واستمرت في تطبيق نظريتها المشؤومة القائمة على الإصطفاء الإلهي لسلالتها دون غيرها من الشعب ، واعتبار الآخرين خدماً ووقوداً لحربها، وما فتئت تمارس كل أنواع التمييز بحق من لاينتمي للسلالة المزعومة حتى في اطار تركيبتها الداخلية ومؤسساتها الشكلية ، كما استحلت دماء وأموال من يخالفها متكئة على أفكار سلالية منهجت أفرادها وقياداتها عليها .
تستمر هذه الجماعة في انقلابها وتتفنن في إنزال أصناف جديدة من الأذى بحق البلد أرضاً وإنساناً وعقيدةً وأخلاقاً ، وتمارس هوايتها الملعونة في الرقص على دماء وجراح الضحايا ، ولا تمرّ يوم إلا ويظهر قبح هذه الجماعة بصورٍ وأشكالٍ عديدةٍ وجديدة ، ويحق لنا أن نتسأل اليوم : إلى متى تستمر هذه الجماعة الانقلابية في غيها الذي كلما زاد في عمره يوماً تهاوت البلد اكثر ، وزادت التكلفة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية ، وهل بقى لديها ذرة من عقل لتغلّب مصلحة البلد على مصلحة السلالة المقيتة ويعود اليمنيون شركاء في السلطة والثروة يحتكمون لما يتفقون عليه دون فرضٍ ولا اجبار ولا أذىً لجارٍ ولا صديق .