ما أن نعى الناعي الإعلامي الرفيع والعبد الصالح «يحيى علاو» حتى انتفض اليمنيون كلهم انتفاضة واحدة كطير أصابه سهم، وبحركة واحدة وقلب واحد ولسان واحد بلحظة واحدة، وكشخص واحد، رددوا جميعاً الله يرحمه، الله يرحم «يحيى علاو» كلمة ترددت في السهل والجبل والمدينة والريف، في كل بيت وسمعنا اليمن تقول بصوت واحد «الله يرحمك يا يحيى علاو» وبصورة تبدو أنها لم تحدث من قبل؟ إنها هبة الله ورحمته منحت للعبد الصالح.. وهذا خير عزاء لأسرته وأكثر من ذلك حسن خاتمة وعلامة قبول.. وهي خير ما يرجوه المؤمن وهي له «حلم الأحلام يلملم به كل أحلام الدنيا الفانية ويصوغها من جديد، وينسجها من جديد ويدخل بها إلى حلم الخلود الأبدي، ودائرة النعيم المقيم حيث يسكن الظلال ويقيم الزمان. «الله يرحمه».. قالها الرجل والمرأة والعجوز والطفل في الريف والمدينة وأعشاش الطيور «وكهوف» السباع (الغادية).. أوووه إنها تجليات الرحمة وبشائر النور إنها يوم الرحمة في «اليمن» حلت فهنيئا لك أخي «يحيى» يرحمك الله» وأرجوا أن أكون من المشمولين بهذه الرحمة التي وسعت كل شيء، نعم كل شيء غصباً عن الجميع، ولا شيء بعدها ولا شيء قبلها، فهي الأولى والأخرى، والنعم الظاهرة والباطنة، وهي العز الذي لا يعرف الذل، والخلود الذي لا يعرف الفناء!!! أحسب أن «يحيى علاو» لو خرج وأطل علينا من قبره لقال «الله يرحمكم» يرحمكم جميعاً لم تنسوني ولم تخذلوني الرحمة لكم وسيذوب في بهاء الرحمة ويطلق ضحكات الفرح ليقول رحم الله من ظلمني.. ورحم الله من أوقف راتبي، أيضاً فهؤلاء مساكين يستحقون الرثاء والمساعدة رحم الله الجميع فاليوم عنده يوم العفو العام وحلم الأحلام، ويوم الرحمة التي انطلقت من حناجر الأطفال والعجائز وكل الناس. كنت أريد أن أعاتب الحكومة وأقول لها كيف سمحت لنفسها بقطع راتب «يحيى علاو» ألم يقم بواجبه وزيادة؟ ألم يقدم ما عجزت عنه وزارة الإعلام وكل الحكومة؟ ألم يكن يصنع البسمة وينشر الحقيقة؟ ألم يربط بين اليمنيين برباط المعرفة والتعارف؟ ألم يدخل إلى كل بيت؟ وأخذ معه كل اليمن إلى كل بيت حاضرا وتاريخياً إنسانا وعادات؟ لقد بدأ برامجه بجوهرته «عالم عجيب» وكان عجباً أراد أن يلفت نظركم إلى أن الفكر والتفكير والتدبر هو أساس الحضارة ونجاح الدنيا والآخرة فلم تفهموا لأنكم مشغولون بشيء آخر. وانتهى برائعته «فرسان الميدان» ليقول لكم أن البطولة والفروسية في الميدان وأن الميدان هي هذه القرى والأحياء الفقيرة وأن المعركة هي معركة هذا الإنسان اليمني والارتقاء به فلم تفهموا شيئاً لأنكم مشغولون بشيء آخر، والمشغول لا يشغل، كما أن الأبقار المأكولة والوحوش الآكلة كلها عاجزة عن الصعود والطيران؟ فلماذا قطعتم «مرتبه» بدلا من تكريمه ألم تخجلوا من الله ومن الناس؟ ثم من متى وأنتم تحرصون على الدوام والوظيفة ألا يوجد آلاف الأميين يستلمون رواتب وإكرامية، ومجموعة قليلة الواحد منهم يستلم مرتبات لمئات الأسماء الوهمية، إن لم يكن الآلاف ولشخص واحد؟ كنت أريد أن أسجل هذا لعتب ليس من أجل «علاو» الذي ارتفع وإنما من أجل اليمن وشعبها فهناك الكثير من أمثال علاو تؤخذ حقوقهم المادية والمعنوية لا لذنب سوى أنهم يحاولون صناعة البسمة والمشاركة في رفع الجور، يخدمون الحقيقة ويضعون اليمن في قلوبهم ولا تنحني جباههم إلا لله؟ القضية ليست قضية «مرتب» إذا والأمر يتعلق بحقوق الناس وبأفعال مشينة تمنع نزول الرحمة وتقطع الغيث. هل يمكن أن نرى أحدهم يقدم استقالته أو يعلن التوبة ويعتذر للشعب عن عمل مشين أو مسلك خاطئ يمارس كل يوم، إنه خلق ذميم يبعدكم عن «الرحمة» ألا تريدون رحمة الله؟ ألا تطمعون أن يقول لكم الناس وهم خلق الله وعياله في الأرض وبصوت واحد الله يرحمكم؟ فتكون واجبة الاستجابة يوم تنزلون حفرة مساحته 3متر × 2متر وخرقة قماش طولها بضعة أذرع؟ هنا تصبح «الله يرحمك» أغلى من كل وسام، وأشرف من كل منصب، وأفضل من كل تكريم يمنحه بشر ضعيف. كنت أريد أن أعاتب وأستمر لولا أني لمحت روح «يحيى علاو» من وراء الأفق المشع ضاحكاً فرحاً ويصيح بي: كفى.. كفى.. هذا «يوم الرحمة» ويوم العفو ولا أريد أن أسمع غير الرحمة التي صعدت مثل الأنوار من كل شعب ومن كل وادي ومن كل حارة وقرية.. فليرحمكم الله جميعاً.. الرحمة الرحمة. توقفت عن العتاب وقلت من كل قلبي الله يرحمنا ويرحمكم جميعا أفراداً وجماعات الله يرحمك يا أستاذ «حسن» الله يرحمك يا رئيس الحكومة ويا وزراء الحكومة، الله يرحمك يا رئيس الجمهورية.. الله يرحمك يا رئيس مجلس النواب وأعضائه جميعاً والله يرحمك يا أستاذ عبدالعزيز أنت والذي معك في الشورى، الله يرحم كل الشعب وكل الحكومة وكل الطير وكل الحيوان والسباع والذئاب في اليمن، الله يرحمك يا قناة السعيدة، ويا قناة سهيل وقناة اليمن.. أيضاً فهذه يوم «يحيى علاو» ويوم الرحمة التي صعدت مثل النور من حناجر العباد الرحمة للجميع على أمل أن يستفيد الجميع من العفو العام ويوم «الرحمة» ويعودون كما ولدتهم أمهاتهم؟ وعندها ستحل «الرحمة» في اليمن ولن نرى حربا في صعدة ولا حراكا في الجنوب ولا قاعدة في مأرب ولا فسادا في صنعاء والوسط. سيخرج الشر بدخول الرحمة، وتحل السعادة والتقدم والاستقرار، فالرحمة لنا ولكم أجمعين، وأبائنا وآباكم وأمهاتنا وأمهاتكم وأبنائنا وأبنائكم... الرحمة لليمن في يوم «الرحمة» ورحمك الله يا «يحيى علاو».