مرة أخرى تعود قصص المهجرين قسرا من صعدة إلى الواجهة وتكشف جانبا من جرائم عصابات الحوثي ضد أبناء صعدة وحقائق يندى لها جبين الإنسانية. ذكرى الواحدي السكوت أو القتل حسن منصور الرازحي ضحية أخرى من ضحايا عصابة الحوثي ففي 2010م تعرض للضرب المبرح والتهجير من بيته واستولى الحوثيون على ممتلكاته، يقول: جاء مسلحي الحوثيين إليَّ وقالوا أنت مطلوب لأبي محمد اقتادوني إلى أحد المساجد وأخذوا جوالي وقالوا: انتظر أبو محمد حتى يفرغ من صلاته وبعد قليل التف عدد منهم علي قائلين أنت كافر يهودي تتخابر معهم وأمسكوني بشدة لأدخل احد الأماكن المظلمة بجانب المسجد فرفضت فحركوا السلاح ناحيتي وهموا بضربي فدخلت وأنا أقول لهم ما ذنبي ما تهمتي؟ ثلاث ساعات إلى بعد صلاة العشاء طلبت منهم بعض الماء فرفضوا اعطائي وبعدها فتحوا الباب وقالو تعال لمقابلة أبو محمد وأول ما دخلت المسجد انطفأت الشمعة الموجودة في أحد زواياه فشعرت بشيء مخيف ولمحت عدد منهم وفي أيديهم هراوات وعصى حاولت الهروب فقاموا بضربي في كل أجزاء جسدي مع صراخاتهم يا يهودي يا كافر كنت أحاول حماية رأسي وهم يضربونني بلا رحمة حتى أغمي عليَّ هذا لأنني لم أتبعهم وأدرس منهج الدولة في المدرسة ولا أدرس منهجهم. وفي الليل وضعوا البنادق على رأسي وأجبروني على كتابة تعهد أن لا أتكلم بما حدث لي و لا أعمل شيء ضدهم وهددوني إذا تحدثت لأحد بما جرى لي سوف يقتلونني وقالوا أنت مراقب ومنزلك ملغم ومنعوني حتى من العلاج . وتابع بقوله: سحبت نفسي بقوة إلى منزلي وجسدي مليء بالجروح والدماء وهم يراقبونني من بعيد رأت زوجتي ما حدث لي فأصيبت بصدمة شديدة وبعد ثلاثة أيام ذهبت للعلاج. كثرت مشاكلهم وتحرشاتهم وكنت تحت أعينهم ليل نهار فهاجرت من منزلي أنا وعائلتي إلى عمران واستولوا على منزلي وكل ما أملك... أتمنى أن أرى منزلي ولو من بعيد.
نسينا العالم (تبلد لدينا الإحساس ونسينا العالم) بحزن شديد تحدث هادي علي هادي عن مأساة صعدة بهذه الكلمات، هادي معلم في أحد مدارس صعدة تعرض للضرب المبرح والتهجير من منزله كآلاف من أهالي منطقته يقول: في 13 رمضان قبل ثلاث سنوات تم استدعائي إلى أحد مراكزهم في منطقه (غربي رازح) من قبل مجموعة مسلحة أعرفهم جيدا أخذوني إلى أحد المساجد المهجورة فاعترضت فقلت لماذا هنا سأذهب إلى المركز فردوا موضوع مهم لا يمكن التحدث إلا هنا، فبدأ التحقيق بأسئلة تعجيزية واتهامات كثيرة وبعدها ضربوني لمدة نصف ساعة بالهراوات وأعقاب البنادق حتى كسرت يدي. قالوا لي بعد انتهائهم من ضربي اذهب لمنزلك تمرض ولا تقول لأحد ما حدث لك أو نقتلك. رجعت إلى منزلي أصيب والدي بجلطة لما رأى أثار التعذيب علي وكذلك أمي وعاشت زوجتي صدمة عنيفة جدا، لم أسكت فبلغت كل الجهات وأصبحت قضيتي رأي عام وهذا ما جعلهم يتراجعون قليلا عن قتلي فجلست ثلاثة أشهر لا أخرج وإخوتي يحرسون المنزل حتى لا يقتحمون المنزل. وأضاف: استمرت التهديدات والمضايقات لمستوى تسجيل اسم كل داخل وخارج من منزلي وكثرة انتهاكاتهم لأهالي المنطقة فخرجت وتبعتني عائلتي بعد فترة نحاول أن نتأقلم مع وضعنا الصعب هنا. وقال: لم يتعاملوا معنا حتى بلغة المحتل أو أسير حرب بل بقوانينهم التي تشبه قوانين الغاب. جريمة أخرى ارتكبها الحوثيون ضد أسرة محمد مهدي فكتبت له فصولا أخرى من المعاناة يقول: كانوا يقولون مرارا لابني لازم تقتل «أبوك» هو خائن يهودي.. وفي رمضان احتجزوا واحد من أولادي ولا يزال معتقلا عندهم لفترة طويلة حتى أطلقوه قبل سنة. المسن محمد مهدي صعدة يحمل في تنهداته قصة صعدة وأبنائها الذين وجدوا أنفسهم وممتلكاتهم تحت أسر عصابة إرهابية، ظلت تنموا أمام أعينهم دون أن يسمع لمأساتهم ومعاناتهم أحد وبعد أن قتلوا عدداً من أفراد أسرته ودمروا أربع مزارع شاسعة كان يمتلكها إلى ما قبل الحرب.. وحاولوا مراراً اغتياله فهاجر مع بقية عائلته إلى صنعاء ولا تزال التهديدات تصل إلى مسامعه بإكمال بقية أسرته وتغيب قبورهم عن الأعين. يقول: في صعدة ذقنا الويلات وهنا نلاحق بالتهديدات نطلب بعدالة تقتص لنا من هؤلاء القتلة ونعود إلى صعدة السلام الخاليه من الحوثيين.