عندما كنت في سن الطفولة وأنا أعيشها بالقرية في مجتمع ريفي فيه من الحيوانات أشكالاً وألوان "أبقار عجول حمير غنم" كان في منزلنا "عجل " توفيت أمه البقرة بسبب مرض لحق بها أثناء ولادته للعجل ...... المهم عندما ماتت البقرة ولم يجد العجل الحليب الذي يطعمه, رحمه والدي ويوماً قال لي "روح للسواق وأشتري حليب للعجل لأجل "نجرعه" تحت هذه الكلمة خطيين" مبررا لي والدي من أجل يكبر العجل ويصبح ثوراً نستفيد منه في حرث الارض, ذهبت واشتريت حليب با لكيلوا جرام وفي الطريق جربت أن أطعم هذا الحليب الناعم الملمس كالحرير فطلع الحليب لذيذ جدا حسدت العجل لهذا.... المهم روحت الحليب للمنزل وكنت أتمنا أن يكون لي أنا وليس للعجل ومع الايام كبر العجل وأصبح ثوراً ينطح كل من في طريق حتى والدي ذات يوم تعرض للنطح وكان يصيح ويقول "كُله من الحليب حقي مش منك" أضطر والدي أن يبيع ذلك الثور المعيون ليستفيد من ثمنه وهنا خلصنا من الثور.... ولكن كلمة "نجرعه" التي تحتها خطين عالقة في ذهني ولها كانت قصة ممتعة مع العجل والحليب ولذته "مرة الايام وأول ما سمعت عن أول جرعه من لسان علي صالح رئيس اليمن السابق اّن ذاك أن هناك جرعة ستطرح على الشعب ولسبب مستوى ثقافتي القروية, فرحت وقلت يا الله شا يصرفوا لنا حليب مثل حليب العجل اللذيذ الذي كان أبي يشتريه للعجل ونكبر وننطح مثله تمام, مرت الايام وأنا أنتظر الحليب حق الجرعة, وكلما أروح أشتري حاجه من الدكان الذي في سوق القرية أجدها غالية وأسأل لماذا غالية في سعرها ؟؟!! يقول لي البائع جرعه يا أبني جرعة, استغربت من موووووووووووهي هذه الجرعة, وأنا مراعي للحليب... أتضح لي مع مرور الايام أن الجرعة هي أشبه بحليب أبي الذي جرع العجل ليخدمه, وحرمنا من الحليب حتى وصل هذا العجل الى ثور "فحل" ينطح القرية بكامله, وهكذا فعل صالح بنا جرعة خلف جرعة حرمتنا الحليب ليجعل من هذه الجرع فحولاً نطحتنا جميعا ليلة ثاني العيد بجرعة قاتلة كما فعل عجل أبي......