من الحكايات القديمة أن أحدهم ذهب لشراء بقرة شخص يدعى (المنصوب)، الأخير كان يدعي الولاية وأنه رجل صالح وحامي حمى العدالة.. أسهب المنصوب في الشرح عن بقرته المباركة المبروكة وأنها لا تنطح ولا تزابط وتدرّ لبناً كثيراً.. كانت البقرة تحلب ثلاث مرات، فهي تحلب مرة في الصباح ومرة في الظهر ومرة في المساء يطلقون عليه عصر الصبح وعصر الظهر وعصر المغرب.. وافق المنصوب على البيع وقال: لكن (عصر الظهر) حقي يعني حليب الظهر.. وافق المشتري فوراً باعتبار أنه حليب ظهر تلك اليوم. وفي اليوم الثاني جاء البائع على طول ودخل البيت يبحث عن عريش البقرة ليحلبها وعندما اعترض المشتري قال له المنصوب: اتفقنا أن (عصر الظهر) حقي دائماً وما كان أوله شرط كان آخره نور.. لم يكن هذا في حسبان المشتري الذي اشترى بقرة كما يشتري الناس ولم يسمع بهذا النوع من الشروط خاصة وأن حليب البقرة كان أكثره يدر في الظهر وما بقي لا يمثل شيئاً؟ وفوق هذا أصبحت بيت المشتري كلها مفتوحة أمام الرجل الغريب؟ وقد يخسر في بيته أكثر من حليب الظهر لوا ستسلم وسيتحول فقط إلى راعٍ للبقرة التي يذهب لبنها للمنصوب المفتري النصّاب، ولهذا قرر بيع البقرة حتى يتخلص من الكابوس وعند البيع قال له المنصوب: أنت حر بيع بقرتك بس عصر الظهر حقي لا تبيعوش؟ فهو يبقى حقي.. أنا تنازلت على البقري لكن حليب الظهر حقي وخبّر المشتري الجديد بهذا والمؤمنين عند شروطهم وأهم شيء القناعة وأنت الرابح وأنا أحسن واحد صدقنا! ولا تنسَ لو ولدت البقرة في الظهر العجل او العجلة حقي وأنت الرابح. وأنا أتابع الأخبار قرأت خبراً بأن دولاً تهدد علي عبدالله صالح بتجميد أرصدته يعني (لصالح) أرصدة ضخمة يعلمها القاصي والداني بيد الدول الأجنبية لتبتزه فقط ما عدا صاحب الحق الجائع الذي هو الشعب آخر من يعلم.. فعلي صالح قد تنازل عن كل شيء ما عدا (عصر الظهر) أو حليب الظهر، وهو ما لم يفعله مبارك ولا بن علي..الأرصدة حق الشعب ويجب أن تعود ولا يحق لأحد التنازل عنها.. ولا يصلح التنازل عن البقرة والاحتفاظ باللبن.