ثمة حكاية شعبية تقول بأن فلاحاً طيباً اسمه: عبده بجاش كان يحلم أن يكون له بقرة ..ومن اجل تحقيق حلمه غادر قريته وذهب إلى قرى بعيدة، وظل هناك يعمل ويكدح في حقول الأغنياء لمدة عامين ثم عاد إلى قريته ومعه البقرة الحلم الذي تغرّب وتعب وكدح من أجلها. وقيل بأن بقرته كانت تملأ العين وتحلب ملء الجرة حليبا كامل الدسم، لكن اللصوص عندما سمعوا ببقرة عبده بجاش طمعوا فيها، وتآمروا عليها، وقاموا بسرقتها. غير أن عبده بجاش، الفلاح الطيب، الذي يؤمن بالقضاء والقدر سلُم أمره لله وغادر قريته إلى قرى أبعد من تلك التي ذهب إليها في المرة الأولى وظل هناك يعمل ويكدح في حقول الأغنياء وبعد مرور عامين رجع إلى قريته ومعه بقرة أعظم من الأولى وتدر حليباً أكثر وأدسم. عندما سمع اللصوص بخبر البقرة الجديدة التي عاد بها عبده بجاش تملّكهم الطمع وقاموا بالسطو عليها والاستفادة من حليبها الكامل الدسم. ونفس الشيء فإن عبده بجاش، الفلاح البسيط والمكافح والمؤمن بالقضاء والقدر، لم يتألم ولم يتبرم وإنما غادر قريته للمرة الثالثة ومضى بعيدا أبعد من تلك القرى التي ذهب إليها في المرتين السابقتين. وبعد عامين من الكد والتعب والعرق قفل راجعا إلى قريته ومعه بقرة هي الأعظم. وللمرة الثالثة تمكن اللصوص من السطو على بقرة عبده بجاش الفلاح الطيب الذي سلم أمره لله وغادر القرية. وفي جميع السرقات كان اللصوص يقومون بكسر قرون البقرة المسروقة وذلك ليوهموا أهالي القرية بأن البقرة التي يستحوذون على حليبها وسمنها هي بقرتهم وليست بقرة عبده بجاش الفلاح الطيب والمكافح.