ذات كنا على مشارف الانتقال قريبا من التغيير في الطريق المؤدي إلى الوطن على بعد لهفةٍ من أحلامنا ..لم يرُق ذلك لمُواطني المتارس، وعشاق الكهوف، ودعاة الموت ، وأنصار التخلف ، فقد عز عليهم أن يتجه اليمن صوب المستقبل الأفضل الذي يبدو ألد أعدائهم وأهم خصومهم لقد استكثروا عليه التحرر والإنعتاق من الماضي الذي هم أبرز مخلفاته و آثاره القبيحة . إن آباءنا لم يهبونا وطنا وإنما منحونا جغرافيا وبلدا نعيش وننتمي إليه لتبقى مهمة تحويله إلى وطن تتوارثها الأجيال وهي مهمة لن يكتب لها النجاح ما لم تكن حوافز القيام بها أقوى مما في معادلة الحياة من تحديات وما لم يكن ثمة استعداد للعمل الجاد وقدرة على التضحية والتفاهم والتعايش لتحقيقها بحسب المفكر الدكتور ياسين سعيد نعمان الذي يرى أنه ليس أمام اليمن اليوم إلا التحول إلى وطن أو الكارثة ذلك أن البلدان التي بقيت مجرد جغرافيا وأنظمة تسلط ورعية وفشلت في أن تتحول إلى وطن يجسد المعنى الإنساني على هذه الجغرافيا - وهو ما عبر عنه بالاستخلاف - راوحت مكانها وغرقت في التخلف والصراعات والعنف وتعرضت للانهيارات المستمرة. وهكذا يريد هؤلاء أن نظل أسرى التخلف وطريحي الفوضى ورهن العنف لانهم كائنات لا تتغذى إلا من الدماء ولا تنموا إلا عبر الحروب ولا يمكن لها أن تعيش إلا في ظل ظروف كهذه !! لقد أرهقوا اليمن بسياستهم المستوردة وصرختهم المستأجرة ومشروعهم المستهلك وخياراتهم النزقة. منذ ما قبل ثورة الشباب السلمية والحوثي يقف حجر عثرة أمام بناء اليمن وتطويره وبصرف النظر عن جدية تلك الحروب التي خيضت معه من عبثيتها إلا أن البلد تعثرت بهذه الكائنات كثيرا . حاول الحوثي أن يجمل وجهه القبيح عن طريق ثلاث عمليات تجميل أجراها كانت الأولى مع اندلاع ثورة فبراير السلمية في العام 2011م حيث انخرط في صفوف الثوار والتحق باحتجاجاتهم وكانت الثانية بجلوسه على طاولة الحوار الوطني وتمثلت العملية الأخيرة في موفقه للجرعة. ثلاث عمليات تجميل لم يخرج منها إلا بمزيد من التشوه والقبح فقد تعرى وبانت سوءاته واتضح للجميع كيده وحقده على اليمن . فقد تأكد أن انخراطه في الثورة لم يكن إلا للمزايدة التاريخية وأن جلوسه على طاولة الحوار ليس إلا من قبيل المناورة والابتزاز السياسي وأن موقفه من الجرعة ما هو إلا تغطيه لمخططه في الاستيلاء والانقضاض على مكتسبات الشعب وفي المقدمة منها الجمهورية. مع كل تحفظاتي على مؤتمر الحوار منذ تشكيل لجنة الاتصال في 6مايو2012م ثم تشكيل لجنته الفنية في 14يوليومن نفس العام مرورا بطريقة اختيار أعضائه فالآلية التي تمت بها عملية التحاور إلا أن مخرجاته ستظل هي الطريق الوحيد المؤدي إلى الوطن والموصل إلى أحلام وتطلعات الشعب