بهذه الابيات الجميلة ابدأ كتابة شعور مختلط بالإحباط والسعادة معاً..! سيدوم الخير في أرضي مقيما رافض الإصرار إلاّ أن يدوما أرضنا بُورِكْتِ من ولاّدةٍ لم يعش في عمركِ الخير عقيما كلما ولّى عن الساحات فيكِ عظيمٌ شهدت منا عظيما خلفه نمضي ولا خلف لنا ما مضى فينا أميناً مستقيما. عندما تعصف بك الأحداث في هذا الوطن ولم يكون بمقدورك أن توقف هذه الكارثة التي تدك وطن بكاملة لسبب أنك لست صانع للقرار ولا ذو نفوذ تتحكم بهذا العبث, فما عليك سوى أن تترك أصابع يدك كرجل مدني تتجول بين صفحات الويب لتعرف ما يدور حولك كأقل ما تقدر أن تفعله أمام هذا العبث. وهذا ما حدث لي بعد أن أحدق الحزن بي ووجدت نفسي محبطاً لا أجد حلاً لذلك الحزن المتخم بالوجع على وطني الجريح, سوى أن أطلع على ما يدور لعلي أجد بذرة أمل تسرني, ولمجرد الضغطة عدد من مفاتيح الحاسوب فقد قدر لي أن تفتتح أمام عيني صفحة الويب سرعان ما عادت لي الروح لمجرد أن أضاءت شاشة الحاسوب بهذه الابيات الوطنية المذكورة سابقاً وهي للشاعر الكبير عبد الله عبد الوهاب نعمان كما أنه كانت مذيلة برابط يحمل صوت ثوري يبعث الامل المتجدد بالوطنية, أنه صوت فنان الارض والإنسان الفنان القدير أيوب طارش أطال الله عمره, فهو والفضول وحدهم من يشعرك بالانتماء لهذا التربة الطاهرة في حالة الاحباط, ففي الوقت الذي لا نجد فيه ما نمضي خلف لينقذنا من الهلاك, فأننا سنجد أمامنا التربة الطاهرة لهذا الوطن, والذي نمضي خلفها فهذه التربة الطاهرة قادرة على أن تنبت لنا الخير, ولعل ما قاله الفضول: أرضنا بُورِكْتِ من ولاّدةٍ لم يعش في عمركِ الخير عقيما. كفيلة أن تُشعرك أن الخير سيولد مهما طال الانتظار بل أن قوله في نفس القصيدة: سيدوم الخير في أرضي مقيما رافض الإصرار إلاّ أن يدوما. فهذا يدل على أن الخير مهما تكالب عليه الاشرار بأنه سيدوم ويعيش طويلاً. أنها كلمات سطورها معدودة تجسد معنى الوطن أنشدها عملاق بصوت وطني حر يجدد فيك روح الحرية المتصارعة مع الظلام الذي يحاول أن يكسر فيك المعنويات, أنها أبيات لمجرد سماعك لشطر واحد كفيلة أن تشعر أنك لازلت حياً في أرض أكثر حيوية. هكذا عشت دقيقة ونصف الدقيقة لم تكون في البال ولم أكون على موعد معها وأنا إقراءها وأسمعها أدركت حينه معانيها وكم كان هناك انسجام بين عملاقين من عملاقة الشعر والغناء للأرض والإنسان, ومع هذا كان عليا أن أكتب ما شعرت به لعلي أجد متنفس واسع من الحرية والحيوية في هذه السطور التي قد لا تكون مستوفية ومنصفة في حق أبيات نقشت بماء الذهب وعطرتها دماء الشهداء الزكية وهم ينشدونها دفاعاً عن الوطن, ولكن هذا ما جعلني أجد نفسي أمام تحليل للمشاعر قد تكون أتت بالصدفة والغفلة معاً عن مثل هذه الاناشيد الوطنية الحماسية والتي كُتبت في وقت عصيب, لتذكرنا بأن الشدائد ستزول بحماس وقدرة الانسان وعزيمته وإصراره بالمضي نحو مستقبل جميل, كما أن معناها تدلُ على أن الاشرار منقرضين وستلد الارض خيراً منهم, وما علينا سوى الصبر والاستمرار في مقارعة الظلم والصلف الذي حتماً سوف ينكسر أمام ذلك التحدي والصبر.