أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله الطاهرين. أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع دخول الحرب مع النظام السعودي شهرها الثالث وهي حرب يمكن أن تسمى حرباً على المدنيين نظرا لتركيز النظام السعودية في حربه على القصف العشوائي للقرى والمدن والأسواق والمساجد والمستشفيات وكل مرافق الحياة وطال القتل والجرح في كل فئات المجتمع أطفالا ونساء بالدرجة الاولى، ثم كبارا وصغارا رجالا ونساء وحرصا منا على حقن الدماء وسعيا منا إلى وقف العدوان على المدنيين وما يلحق بهم من ضرر نقدم مبادرتنا الثالثة وقبل أن نصل إلى خلاصة هذه المبادرة نقدم بعض الإيضاحات الهامة في نقاط مختصرة أولا: -سبب الحرب مع النظام السعودي: إن سبب الحرب مع النظام السعودي هو فتحه لأراضيه ومواقعه للعدوان علينا وتسليمه بعض المواقع كقواعد للجيش اليمني ليباشر منها عدوانه علينا إضافة إلى المشاركة الفعلية للطيران السعودي في عمليات قصف طالت منطقة الملاحيظ ومناطق أخرى على الشريط الحدودي ثم تطورت الأحداث ليباشر النظام السعودي هجومه البري ويوسع من نطاق عملياته الجوية لتطال معظم القرى والمدن في محافظة صعدة ومناطق في محافظة عمران ومحافظة الجوف ومحافظة حجة مخلفة خسائر كبيرة في المدنيين الذين كانوا هم الضحية الأولى لهذا العدوان. ثانيا: حين بدأ النظام السعودي هذا العدوان أعلن رسميا أنه يريد إبعاد المواطنين اليمنيين إلى العمق عن أراضيهم في المناطق اليمنية وذلك عشرات الكيلومترات وفرض مناطق عازلة داخل المناطق اليمنية، فكان لزاما علينا مواجهة هذا العدوان ورفض هذا المسعى الجائر الذي يضرب المواطنين اليمنيين ويصادر حقوقهم وينتهك سيادة بلدنا. ثالثا: إن كل العمليات الهجومية من جانبنا على المواقع السعودية العسكرية وما كان منها قد سلمه النظام السعودي إلى الجيش اليمني ليست لاستهداف الأراضي السعودية وإنما هي لمواجهة عدوان انطلق علينا من تلك الأراضي والمواقع وللضغط على المعتدين ليوقفوا عدوانهم. وبعد هذه التوضيحات نعود إلى سياق الحديث عن المبادرة التي نريد أن نثبت من خلالها عدوانية النظام السعودي وإنصافنا الكامل وهذه المبادرة الدافع إليها في الأساس عدة أمور: أولا: السعي إلى حقن الدماء. وفي المقدمة المدنيون باعتبار أنهم المتضرر الأكبر من الحرب وطالتهم جرائم حرب وجرائم إبادة وسبق منا نداءات ومبادرات لتحييدهم لكن دون جدوى ودون وصول إلى نتيجة حيث أصر المعتدون على استهدافهم وبشكل مكثف وحتى في المناطق النائية عن مسرح المواجهات البرية وإضافة إلى ذلك حقن دماء الطرفين من الجيش السعودي الذي يجب أن يفهم أنه يخوض معركة في غير محلها إذ كان واجبه المقدس لو كان نظامه يمثل الأمة الإسلامية أن يخوض حربا لإنقاذ الشعب الفلسطيني وغيره من الشعوب الإسلامية المقهورة وأن يواجه أعداء الأمة الإسلامية وحقن دماء أبناء الشعب اليمني ومنهم من تم استئجارهم بمبالغ مالية ليقاتلوا مع الجيش السعودي ولو أنهم مرتزقة فنحن نحرص على حقن الدم اليمني ولو استرخصه النظام وباعه. ثانيا: إثبات إنصافنا وإيضاح أنه لا مبرر للنظام السعودي لحربه وعدوانه وأن شعاراته التي يتحدث عنها كثيرا في أنه يخوض حربا لحماية أراضيه ليست صحيحة وهي مجرد مبررات مختلقة للتغطية على عدوانه ونحن نحرص على أن يعرف الجميع في العالمين العربي والإسلامي وبقية العالم حقيقة الأمر وتتضح الصورة للجميع ويزول الالتباس. ثالثا: تقديم فرصة حقيقة للسلام ومن المفترض أن يثمنها كل العقلاء في المملكة ويعرف أنها لمصلحة الشعبين الجارين. ومن هنا نصل إلى جوهر المبادرة ونعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع السعودية ومن كل الأراضي التي تحت سيطرة النظام السعودي، مؤكدين أن تقدمنا إلى تلك الأراضي والمواقع كان ضرورة في مواجهة عدوان انطلق منها وننوه ونؤكد أنه إذا استمر النظام السعودي في عدوانه بعد هذه المبادرة فإنه يكشف بذلك أن حربه ليست من أجل أراضيه وأنه يقوم بعملية غزو لمناطقنا وأن استمراره في ذلك وإصراره على مواصلة العدوان يعطينا الشرعية لفتح جبهات جديدة ومتعددة وخوض حرب مفتوحة، هذا ما سيحدث بالفعل بإذن الله إن استمر في عدوانه بعد هذه المبادرة. والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
