كتب/ أحمد عبدربه علوي "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس".. "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا" صدق الله العظيم.. هكذا يعلمنا ديننا الحنيف، هل تعلمنا؟! هل نحن حقا مسلمون مؤمنون؟!. قد ظل الإسلام يوصف بأنه دين العدل والتوحيد، ولم نر أحدا من أبنائه أو المستظلين به وصفه بأنه دين "وسطي" حتى قامت فينا غوائل التطرف والالتواء في الفهم وتكالبت علينا قوىتريدنا على أن لا نكون أصحاب مواقف حاسمة إزاء جبروتها في الأرض ونهبها لثرواتنا وتحكمها برقابنا فصار لزاما من باب التقية عند بعضهم ومن باب السياسة والكياسة عند آخرين، أن نرفع العقائر بالوسطية بصفتها الإسلام الذي نريد أو الإسلام الذي يقبلون أو يأمنون.. لقد اجتاحت جماعات ادعياء الدين الإسلامي الجدد بشن فتاوى غريبةعجيبة، مريبة وأخذوا يمطروننا بكلام معظمه لا أساس له من الصحة غير صحيح مما جعلنا في حالة تعجب واستغراب بينما الدين الإسلامي هو دين يسر وليس عسر.. وإذا كان صحيحا أن في كتاب الله عن "الأمة الوسط" وعن "الصلاة الوسطى" وعن "أوسط ما تطعمون أهليكم" وعن "أوسطهم" الذي قال: "ألم أقل لكم لولا تسبحون".. فإن كل ذلك متعلق بمعنى "الأفضلية" لا بمعنى التوسط بين أمرين، فالأمة الوسط هي الأمة الفاضلة التي تملك أن تكون شاهدة على الآخرين لا الأمة التي تقع جغرافيا بين الشرق والغرب ولا الأمة التي تأخذ من الليبرالية بطرف ومن الاشتراكية بطرف، ولا الأمة التي تقف على الحياد بين المتخاصمين ولقد يكون من آيات وسطيتها أن تقاتل الباطل وتقاوم المحتل وترد المعتدي الآثم وتقاطع الدول المستعمرة اقتصاديا. أما "أوسط ما تطعمون أهليكم" فهو أفضله وأكثره قيمة حيث لا ينبغي لمن يطعم فقيرا أن يرمي إليه بفتات المائدة، بل يجب بحسب الآية الكريمة أن يختار له من أجود طعامه أو من "أوسط" ما يطعم أهله.. وكذلك الأمر مع دلالة "أوسطهم" أي أفضلهم الذي يأمر جماعته بتقوى الله وتسبيحه.. وأما الصلاة الوسطى فهي الصلاة الفضلى على اختلاف في تعيينها، أهي صلاة الصبح أم صلاة العصر أم غيرهما. وهكذا فإن "الوسطية" معناها الأفضلية والأهلية للشهادة والسمو الأخلاقي، ولقد تتطلب هذه كلها أن نكون "أشداء" على الطغاة الباغين المحتلين "رحماء فيما بيننا كما تتطلب في كثير من الأحيان أن نكون متشددين في دفع الباطل وأن لا نعرف في الحق لومة لائم أبدا.. إن فينا من يردد كلمة "الوسطية" وكأنما هي تعويذة تقية غضب القوى المتحكمين في الشعوب أو رقية يتوخى بها أن يحسب في أولئك الذين لا لون لهم لوا يحبون أن يعرفوا إلا بأسهم طوع يد الآمرين.. وما شي من ذلك ذو صلة بمعنى الوسطية في الإسلام الذي هو دين الحق والقوة الأخلاقية ودين العدل والتوحيد ودين العزة والكرامة، والذي تتمثل وسطيته في الحق والقوة والعزة والكرامة، وأن لا يكون أحدنا إمعة يقول ما قال الناس كالببغاء التي تردد الكلام ولا يملك من أمره شيئا.. أجل إن الوسطية قوة في الخير، وأفضلية، وتميز وإن كان بعضهم -لأسباب وأسباب- يريدونها ماء فاترا لا يصلح للشرب ولا للاستحمام ولا به يتطهرون.. هذا ما رأينا توضيحه عن (الوسيطة) هذا ما رأينا توضيحه من خلال صحيفة (الوسط) الغراء والله ولي التوفيق.