لا يلوح في الأفق القريب عن أية إمكانية لاجتماع جنوبي موحد يمكن أن يمثّل إجماعًا يقود إلى رؤية موحدة لحل القضية الجنوبية؛ في ظل الخلافات التي ما زالت تعصف بالكيانات الحراكية، فيما قيادات مهمة ما زالت تلتزم الصمت حيال التطورات الأخيرة، والذي منها انتقال هادي إلى عدن واعتبارها عاصمة مؤقتة. وقللت مصادر سياسية جنوبية من أهمية اللقاء المزمع إقامته في الإمارات العربية المتحدة من كونه سيخرج بإجماع جنوبي على تشكيل قيادة موحدة. كما أكد رئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس - في حديثه لقناة "العربية الحدث"، مطلع الأسبوع. وأشارت هذه المصادر إلى أن كل فريق جنوبي جاء برؤيته الخاصة، مع أن هناك تطورًا لافتًا في تقارب بين العطاس وعلي ناصر محمد من مسألة الانفصال باعتبار إعلانه غير ضروري في هذه المرحلة، وهو تراجع من العطاس الذي كان يدعو لانفصال فوري. وقال العطاس - في لقاء مع العربية: إن من حق أبناء الجنوب، أن ينالوا استقلالهم، لكن في هذه اللحظات لا ننوي الذهاب إلى الاستقلال.. مشيرًا إلى أن الاستقلال يمكن أن يكون عبر استفتاء شعب الجنوب، وبعدها يستعيد أبناء الجنوب دولتهم وكيانهم، وسيتم ذلك عبر رؤية سياسية واضحة، وسيتفق عليها أبناء الجنوب من خلال تشكيل قيادة جنوبية تقوم بالتنسيق مع كل الأطراف، وتشارك بالعملية السياسية، بحيث يكون للجنوب صوت فاعل بقوة قضيته العادلة التي حملها الحراك الجنوبي منذ العام 2007م . مشيرًا إلى أن لقاء الإمارات سيجمع طيفًا واسعًا من أبناء الجنوب للوصول إلى قيادة جنوبية موحدة ورؤية سياسية واحدة بشأن الجنوب.. مؤكدًا على أن قيادات مهمة ستشارك في اللقاء، بينهم "الرئيسين (البيض وعلي ناصر)"، والمشايخ والسلاطين. وقال العطاس: إن الحوثيين كان لهم موقف إيجابي من الجنوب وقضيته،وإنه في حال حضور صالح فإنه سيكون ممثلاً للحوثيين. من جهته قال الرئيس ناصر - في حديثه مع الناشطين الجنوبيين، الذي التقاهم في دبي - إن الحلول المثلى لمعاناة شعب الجنوب تتمثل بالرؤية التي يحملها، والتي أقرت ب"مؤتمر القاهرة"، وهي الفيدرالية المزمنة التي تتوج بحق تقرير المصير للجنوب برعاية أممية وضمانات دولية. مُشيرًا إلى أن هذه الرؤية تلقى معارضة مطلقة من قبل القوى اليمنية لا سيما حزب الإصلاح، والمؤتمر الشعبي العام -جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح. واستطرد الرئيس علي ناصر محمد أن اجتماع القيادات الجنوبية اليوم بات الفرصة الأخيرة للخروج بقيادة جنوبية مشتركة.. مؤكدًا أن إجماع الجنوبيين على هذه القيادة المشتركة سوف يُعزز موقفهم لفرض أيّة رؤية وحلول لقضيتهم. وإذ يبدو وكأن لقاء الإمارات يجري بعيدًا عن حراك الداخل فقد دعا الحراك الجنوبي إلى إقامة فعالية احتجاجية يوم غد الأربعاء في عدن. وقال بيان صادر عن لجنة "التصعيد الثوري للحراك الجنوبي": إن مكونات الحراك أقرت إقامة "الفعالية الكبرى"، في 18 مارس/ آذار الجاري، إحياءً لذكرى رفض مؤتمر الحوار الوطني، الذي بدأ أعماله بالعاصمة اليمنيةصنعاء في مثل هذا اليوم من العام 2013، وانتهى في بداية 2014. وأوضح البيان: أن الاحتفال يحمل رسائل سياسية، منها: أن الجنوبيين "التمسوا الخطر المحدق، والمؤامرات التي تُحاك لمحاولة احتواء ثورة الجنوب التحررية من خلال ما يسمى بنقل السلطة في منظومة الاحتلال اليمني".. ومن أنه يأتي في ظروف استثنائية خطيرة، ومؤامرات تُحاك من العاصمة عدن, بعد أن انتقل جزء من منظومة الاحتلال المعادية لثورة الجنوب، وحذّر الحراك الجنوبي في بيانه من تحويل الجنوب إلى ساحة صراعات طائفية ومذهبية، وإجهاض القضية الجنوبية، داعيًا الجنوبيين لإحياء هذه المناسبة التي ستُقام في ساحة العروض بخور مكسر، وقال: إنها "تحمل موقفًا سياسيًّا يجدده شعب الجنوب للعالم". إلى ذلك، وفيما له علاقة بتغير الموقف الدولي نحو مطالب الحراك بالانفصال، قالت صحيفة "ابرزيفر البريطانية": إن هناك مناقشة تُدار خلف الكواليس، واتفاقًا خليجيًّا أميركيًّا أوروبيًّا برعاية بريطانية تساعد على فيدرالية الجنوب المزمنة مع الشمال بقرار دولي من مجلس الأمن، واعتراف خليجي وإقليمي، وحق الجنوبيين بتقرير المصير". وأكدت "ابرزيفر": أنه تم الاتفاق على دعم هادي، وتشكيل مجلس رئاسة مؤقتة لإقليم الجنوب، وتشكيل حكومة مؤقتة بالتنسيق والترتيب مع الذين سيجتمعون في الإمارات "القيادة السياسية الجنوبية السابقة وشخصيات جنوبية أخرى".. ودعم إقليم الجنوب لوجستيًّا وعسكريًّا وماليًّا، وإعادة البنية التحتية والإعمار، والمواقع المهمة في الجنوب (ميناء عدن، ومطار عدن، ومصافي عدن). وأضافت "الصحيفة" أنه تم إبرام اتفاقية على منح السعودية خط عرض عبر الأراضي الجنوبية (شبوة وحضرموت) لمدّ أنابيب النفط الخام السعودي والغاز عبر بحر العرب، وتشغيل قرابة مليون جنوبي بهذا المشروع في مجالات إدارية وهندسية وفنية وغيرها. وأوضحت أنه تم الاتفاق - أيضًا - في حالة عدم حضور وفد من الحوثيين أو من رئيس المؤتمر الشعبي العام إلى اجتماع الرياض المرتقب للحوار، فسوف يتم التنسيق الخليجي مع المجتمع الدولي على منح الجنوبيين فك الارتباط، أو حق الاستفتاء في الاستمرار بالوحدة، وبقرارات أممية، ونبش ملف وقرارين سابقين بحق الجنوب. واختتمت "صحيفة ابرزيفر" خبرها: "أن هناك ملفًّا سريًّا واتفاقًا بين قيادات جنوبية في لندن، وبرعاية الأممالمتحدة مع مجلس الأمن لاستقرار الجنوب. وفيما كان الرئيس هادي طلب، أثناء لقائه عددًا من القيادات الحراكية غير الفاعلة، بضرورة توحيد صفوفها، وتجاوز خلافات الماضي في ظل وضع صعب يتطلب تكاتف جميع الفصائل والمكونات الجنوبية.. فقد أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اختتام اجتماعاتهم بالرياض, التزام دول المجلس بدعم أمن واستقرار اليمن, كما أكد على شرعية الرئيس هادي، داعيًا أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول فخامته في كل ما يحقق أمن اليمن واستقراره ووحدته، معتبرًا استئناف سفارات دول المجلس لعملها من عدن تأكيدًا على التزام دول المجلس بدعم الشرعية والعملية السياسية.