اتهم مسؤول بارز في حركة فتح أمس حركة حماس بممارسة "الابتزاز" والسعي إلى عرقلة عقد مؤتمرها العام السادس عبر منع أعضاء الحركة من مغادرة القطاع إلى بيت لحم للمشاركة في المؤتمر. وقال حسين الشيخ أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية "إن حماس بإعلانها منع أعضاء فتح من السفر إلى بيت لحم تؤكد على سياسياتها وقناعاتها بعدم الإيمان بالأخر ومحاربة التعددية السياسية". وأضاف الشيخ أن "حماس تقوم منذ عامين بسرقة قطاع غزة واستمرار إجراءاتها ضد فتح في القطاع تأكيد على سرقتها لغزة بالابتزاز والقوة" ، معتبرا أن الحركة بهذا لإجراء "تريد تكريس الانقسام بين الضفة الغربية والقطاع". وكشف الشيخ الذي يشغل منصب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية ، بأن الأخيرة حصلت على الموفقة الإسرائيلية "دون أي اعتراض" لانتقال أعضاء فتح في غزة إلى الضفة الغربية ، معتبرا منع حماس وموافقة إسرائيل "أمر مؤسف ومفارقة عجيبة غير مسبوقة". وكان محمود الزهار القيادي البارز في حماس قد ألمح أمس الأول بأن حركته قد تمنع أعضاء فتح في غزة من التوجه إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر العام السادس للحركة المقرر في الرابع من أب المقبل في بيت لحم. وحذر الشيخ من "إجراءات وخيمة وخطيرة جدا" على الوضع الفلسطيني والعلاقات الداخلية في حال نفذت حماس تهديداتها بمنع أعضاء فتح في غزة من التوجه إلى بيت لحم ، مشددا على أهمية مشاركة كامل الأعضاء في المؤتمر. وقال إن حماس بهذا الإجراء "تفرض نفسها على كل الإرادة الفلسطينية لأن مؤتمر فتح عرس وطني فلسطيني وليس فقط عرس فتحاوي". وأوضح الشيخ أن هناك جهودا إقليمية واتصالات خاصة من مصر وسوريا للضغط على قيادة حماس من أجل المساح لكامل أعضاء فتح من السفر. إلى ذلك ، يعتزم القيادي البارز في حركة فتح مروان البرغوثي المعتقل لدى إسرائيل الترشح للجنة المركزية للحركة في المؤتمر العام. وقال وزير شئون الأسرى الفلسطيني عيسى قراقع في بيان أمس إن "هناك توافقا كبيرا على اسم مروان البرغوثي عضو المجلس الثوري للحركة الذي يحظى بتقدير واحترام كبيرين من الفتحاويين والشارع الفلسطيني". وأضاف "أن البرغوثي لا خلاف عليه وأنه ليس موضوع تنافس ، وذلك تقديرا من أبناء حركة فتح للحركة الأسيرة وقادتها ولنضالاتهم وصمودهم داخل سجون الاحتلال". وتوقع قراقع وهو قيادي في فتح ، أن "يكون حضور قضية الأسرى عاليا وكبيرا في المؤتمر كخطوة داعمة لعدالة قضيتهم وكالتزام فتحاوي بالنضال والعمل على تحريرهم من سجون الاحتلال ورفض المواقف الإسرائيلية المتشددة بحقهم والإجراءات الوحشية التي تمارس عليهم". ومن المقرر أن يعقد مؤتمر فتح في الرابع من أب القادم في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية وهي المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر على أرض فلسطينية. إلى ذلك ، تظاهر المئات من أنصار الجبهة الديمقراطية في مدينة غزة أمس للمطالبة بإنجاح الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر وإنهاء الانقسام الداخلي منذ أكثر من عامين. وشارك في التظاهرة قيادات من قوى وفصائل فلسطينية إلى جانب المئات من أنصار الجبهة الديمقراطية وقوى اليسار رافعين شعارات تندد باستمرار تعثر الحوار والحوار الثنائي بين حركتي فتح وحماس مطالبين باستئناف الحوار الشامل. وفي هذا السياق طالب صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بالعودة إلى الحوار الوطني الشامل ك"شرط رئيسي" لنجاح الحوار وإنهاء الانقسام. ودعا زيدان إلى "نبذ الخلاف الثنائي الذي يقوم على المحاصصة والنفوذ ويستبعد التعددية السياسية والمشاركة الوطنية والحقيقية لجميع قوى فصائل العمل الوطني الفلسطيني".