رفض التحالف الوطني العراقي مقترح السعودية لاستضافة محادثات بين الأطراف العراقية لحل الأزمة القائمة في البلاد، في حين رحبت كتل سياسية أخرى بالدعوة وسط تحفظ كردي طالب بإفساح المجال أمام مبادرة الطاولة المستديرة. وجاء رفض التحالف الوطني -الذي يضم الكتل السياسية الشيعية- أمس السبت في بيان تلاه حسن السنيد أحد نواب كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وبرر البيان رفضه الدعوة السعودية بالقول إن الكتل السياسية العراقية باتت قريبة من التوصل لاتفاق بعد أن أمرت المحكمة الدستورية البرلمان باستئناف جلساته، مشيرا إلى أن التحالف الوطني واثق من قدرة الشعب على التوصل لاتفاق بخصوص تشكيل حكومة شراكة وطنية. وقال النائب السنيد إن التحالف على الرغم من تقديره للسعودية على قلقها على الوضع في العراق، يحب أن يؤكد أن الزعماء العراقيين يواصلون اجتماعاتهم للتوصل إلى إجماع وطني موضحا أن التحالف الكردستاني الذي يشعل 57 مقعدا برلمانيا يؤيد بيان التحالف بشأن الدعوة السعودية. وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نسبت إلى سامي العسكري أحد النواب المقربين من المالكي قوله السبت إن الدعوة السعودية غير إيجابية باعتبار أن المملكة ليس لها أي دور في العراق بسبب عدم وقوفها بشكل حيادي حيال الوضع العراقي في السنوات الأخيرة. وأضاف العسكري أنه لو جاءت الدعوة من دول أخرى مثل سوريا أو الأردن أو حتى تركيا لكان لها فرصة أكبر في القبول من قبل الأطراف السياسية على حد تعبيره. يذكر أن التحالف الوطني الذي يضم أيضا المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة عمار الحكيم وحزب الفضيلة والكتلة الصدرية، كان قد رشح في الأول من الشهر الجاري المالكي لولاية دستورية جديدة على الرغم من وقوع الانشقاق بين مكونات التحالف. من جانبها رحبت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي بالدعوة السعودية حيث اعتبر صالح المطلك -رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني والقيادي في القائمة- في مقابلة مع الجزيرة، أن المبادرة السعودية فرصة تاريخية للعراقيين والقادة السياسيين في العراق. ودعا المطلك القادة السياسيين إلى تلبية هذه الدعوة، والذهاب إلى الرياض بقلوب وعقول منفتحة، والاستعداد لتقديم تنازلات وصفها بأنها قاسية، من أجل العراقيين. وأشار إلى أن ما يجب التنازل عنه هو "الركض وراء المناصب"، مؤكدا ضرورة تشكيل "حكومة شراكة وطنية قادرة على إحداث التغيير في البلاد". وبشأن وضع الدعوة تحت رعاية الجامعة العربية، أوضح المطلك أن السعودية تريد أن تكون وسيطا نزيها ومحترما بين جميع القادة السياسيين ولا تتدخل، معتبرا أن وجود الجامعة العربية في هذا الحوار يعيد العراق إلى الحاضنة العربية مرة أخرى، ويقلل من عتب العراقيين على "الدول العربية التي تركت العراق فترة طويلة". وفي حين لم تصدر الكتل السياسية الكردية أي بيان رسمي بخصوص الدعوة السعودية، تحفظت بعض الأصوات الكردية على الدعوة بالقول إن الفرصة سانحة للتوصل إلى حل داخلي وذلك بإفساح المجال أمام مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني الذي دعا إلى ما أسماه مباحثات الطاولة المستديرة. ونقل عن محمود عثمان -وهو نائب كردي مستقل- قوله إنه من الأفضل أن يقوم العراقيون بحل مشاكلهم بأنفسهم مشيرا إلى أن المفاوضات الداخلية ذات الصلة بحل مشكلة الحكومة لا تزال جارية طبقا للمبادرة الكردية. وأعرب عثمان عن أمله في أن تتمكن الكتل السياسية العراقية من حل هذه المسألة قبل حلول عيد الأضحى المبارك، موضحا أنه يمكن النظر في مضمون الدعوة السعودية في حال فشل الحراك السياسي الداخلي. وكان الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز قد دعا في بيان رسمي صدر السبت جميع الأطياف السياسية العراقية إلى القدوم إلى الرياض وبحث الأزمة الداخلية منوها بأن العراق بات على مفترق طرق يستدعي من القادة السياسيين "نبذ الخلافات وإخماد نار الطائفية القبيحة". يذكر أن الدعوة السعودية لم تحدد جدولا زمنيا لعقد المفاوضات لكنها أشارت إلى فترة ما بعد عيد الأضحى المبارك الذي يوافق السادس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ونهاية موسم الحج. الجزيرة نت