لليوم الثالث على التوالي يكتنف الغموض مصير نائب القنصل السعودي في عدن (جنوب اليمن ) اختطفه مجهولون منذ ثلاثة أيام، وتضاربت الروايات بشأن دوافع الخطف، لكن جميع الأطراف السياسية أدانت الحادثة، ونفت مصادر أمنية وجود دوافع سياسية للعملية. غير أن سفير المملكة لدى اليمن علي الحمدان قال إن المعلومات الأولية تشير إلى تورط «جماعة إرهابية مسلحة» في عملية الاختطاف. وكشف الحمدان عن رصد آثار عراك داخل سيارة نائب القنصل المختطف في عدن عبدالله الخالدي، ما يبين محاولته مقاومة المختطفين واكدت مصادر امنية في عدن وصول فريقًا أمنيًا سعوديًا مكون من ستة أشخاص فجر الخميس للمشاركة في تحقيقات اختطاف نائب القنصل عبدالله الخالدي، من قبل مجهولين من أمام منزله في حي ريمي بمنطقة المنصورة أثناء توجهه إلى عمله. فيما بدأ القنصل السعودي الجديد في عدن عمله أمس بمتابعة ملف اختطاف نائبه الذي لم يعرف مصيره حتى الآن. وأضاف المصدر إن الخالدي كان يعتزم السفر إلى المملكة، اليوم الجمعة، وإن الأربعاء كان آخر يوم له في الدوام بالقنصلية. وفيما اصدر «الحراك الجنوبي» وتكتل «اللقاء المشترك» بيانات منددة بحادثة خطف الدبلوماسي عبدالله الخالدي، قال مسؤول أمني بارز في عدن ان «التحقيقات التي تمت في القضية تشير إلى أن الحادثة لا ترتبط بدوافع سياسية، وقد تكون وراءها قضايا شخصية، لكنه جزم بأن الأجهزة الأمنية لم تستطع حتى اللحظة تحديد مكان احتجاز القنصل ولا هوية الخاطفين له». وفي حين نشرت الداخلية الأمنية قوات إضافية واستعانت بأجهزة الاستخبارات لتحديد مكان خطف الخالدي، واستمرار السفارة السعودية في صنعاء بمتابعة الموقف بالتعاون مع السلطات اليمنية ومكتب الرئيس عبد ربه منصور هادي، ذكرت مصادر محلية أن «دوافع شخصية تقف وراء عملية الخطف وحادثة الاعتداء على الدبلوماسي السعودي قبل أربعة أشهر». وذكرت المصادر، أن «مشكلة شخصية للدبلوماسي السعودي وقرب انتهاء فترة عمله وسفره من اليمن كانت وراء الحادثة». وزعمت أن «الحراك الجنوبي أو عناصر تنظيم الشريعة لا علاقة لهما بالحادثة»، لكنها أبدت خشيتها من إمكانية لجوء الخاطفين إلى تسليم الرجل الى عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين إذا ما شعروا بالخطر على حياتهم. من جهتها، قالت مديرية أمن محافظة عدن أنها تقوم بعملية تحر وبحث واسعة عن نائب القنصل السعودي. وفي تصريح صحافي وزعته إدارة الأمن، قالت إنها «أبلغت بحادثة الخطف من قبل القنصلية السعودية، وفور تلقي البلاغ تحرك فريق من البحث الجنائي والأدلة الجنائية إلى منطقة سكن نائب القنصل، وقام الفريق بمعاينة سيارة الدبلوماسي السعودي المتوقفة أمام منزله، ومن خلال فحصها تبين أنها تعرضت لنهب بعض محتوياتها من قبل الخاطفين، كما قام الفريق برفع البصمات من داخل السيارة، بالإضافة إلى أخذ إفادات المجاورين لسكن نائب القنصل السعودي». وأفاد التصريح أن الأجهزة الأمنية في محافظة عدن وضعت في حالة استنفار للمشاركة في عملية التحري والبحث عن الدبلوماسي السعودي في مختلف مديريات عدن المجاورة. وقال سفير السعودية بصنعاء: «وجدت «نظارته» محطمة من آثار عراك في السيارة التي وجدت مفتوحة»، وبيّن أن الاختطاف جرى في التاسعة من صباح أمس الأول، أمام منزل نائب القنصل. وأكد أنه لم تستجد أي معلومات جديدة عن الخالدي، مشيرًا إلى أن السفارة السعودية على تواصل مستمر مع السلطات اليمنية التي كثفت جهود البحث والتحري. ونقلت صحيفة (المدينة ) السعودية عن مصادر في القنصلية السعودية بعدن قولها : إن القنصل «محمد فلاح الدرعان» وصل الثلاثاء إلى عدن واستلم عمله في مقر القنصلية خلفًا لمنصور المزمومي الذي انتهت فترة عمله هذا الشهر. وتشهد مدينة عدن انفلاتًا أمنيًا منذ أشهر وتسود أعمال عنف والقتل من حين لآخر. وغادرت بعثة القنصلية العُمانية في عدن اليمن قبل نحو شهرين وأغلقت مبنى القنصلية بسبب الاضطرابات الأمنية.