شهدت مصر يوما داميا من تفجيرات متلاحقة وأعمال عنف ممنهج من قوى الإرهاب والتخريب سقط فيها العشرات بين قتيل وجريح، في وقت تعهدت الرئاسة المصرية "بالقصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الإرهابية"، وتصاعدت ردود الفعل العربية ودولية المدينة للإرهاب الذي يضرب مصر غدات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير وتحضيرات الاحتفالات الشعبية بها. *جنون الإخوان الارهابيون وقال مسؤولون ومصادر طبية وأمنية إن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب ما يزيد عن 56 آخرين يوم الجمعة في أعمال عنف بمناطق ومدن متفرقة بمصر صاحبت مسيرات نظمها مؤيدون لجماعة الإخوان المسلمين في عدد من المدن. وأضافت المصادر إن القتلى سقطوا في اشتباكات بين مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين وقوات الأمن أو في اشتباكات بين مؤيدين للجماعة ومناوئين لها تدخلت قوات الأمن لفضها. وأشارت المصادر الى أن الضحايا سقطوا من الجانبين. ووقعت الاشتباكات بعد ساعات من تفجير استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة في وسط العاصمة وأوقع أربعة قتلى و76 مصابا فيما كان واحدا من أبرز الهجمات التي تعرضت لها منشآت أمنية منذ عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة طالبت بتنحيته. *تحذيرات سابقة وسبق أن أطلق أمس تحالف "الإخوان المنشقون" و"جبهة مناهضة الأخونة"، تحديرا من ميل جماعة الإخوان المسلمين إلى ممارسة العنف والفوضى خلال الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، المقررة غداً . وقال تحالف شباب "الإخوان المنشقون" إن جماعة الإخوان اختارت يوم 25 يناير لرفع شعار "دمار مصر"، مشدداً على أن التحالف الذي يضم مختلف التنظيمات المنشقة على الجماعة، سيساعد الدولة في التصدي لعنف الجماعة، ولهذا قرر المشاركة في إحياء الذكرى، في إطار الاحتفال أيضا بنجاح الدستور، مشيراً إلى أن هذه المشاركة تأتي دعماً لخارطة الطريق وثورة 30 يونيو، ولدعم الفريق عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر . وقال التحالف في بيان ، إنه يحمل جماعة الإخوان الإرهابية وحركة 6 إبريل وكل من يريد التخريب في هذا اليوم، المسؤولية الكاملة عن أي دماء قد تسيل . ودعت الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر، في بيان، جموع المصريين بالنزول لإحياء ذكرى الثورة، وتأكيد استعادتها من الإخوان، وعلى مطالبها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية . وشددت على الحذر من المتسلقين والمتملقين من أعضاء ورموز الحزب الوطني المنحل، . وقالت الجبهة، في بيان، إن الشعب المصري لن يسمح أبداً بالعودة إلى ما قبل 25 يناير، ولن يسمح بأي بادرة عنف لجماعة الإخوان التي أظهرت تآمرها . وطالبت حركة شباب 6 إبريل وزارة الداخلية بحماية المشاركين في فعاليات إحياء ذكرى 25 يناير . *تفجيرات متلاحقة وبالتزامن مع المعنف الممنهج لجماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها ، شهدت العاصمة المصرية يوم الجمعة أربع تفجيرات متلاحقة كان آخرها في الرابعة عصرا ، موقعة أدت إلى مقتل نحو 10 أشخاص وإصابة العشرات بجروح في صفون الأمن ومواطنين، وسط غضب شعبي وإدانات عربية ودولية واسعة. واستفاق المصريون يوم الجمعة على انفجار هزّ وسطها واستهدف مبنى مديرية أمن القاهرة، قبل أن يتبعه انفجار قنبلة استهدفت سيارات للشرطة قرب محطة للمترو في مدينة الجيزةجنوبالقاهرة، ثم انفجار ثالث جنوب العاصمة ، ورابع بعد عصر يوم الجمعة بالقرب من سينما رادوبيس بشارع الهرم ، وقبل يوم من إحياء ذكرى "ثورة 25 يناير". وسقط في التفجير الأول أربعة قتلى على الأقل وإصابة أكثر من 50 بجروح. ورجح مصدر أمني أن يكون الانفجار ناجماً عن سيارة مفخخة وقد أحدث حفرة كبيرة، ما يدل على أن كمية كبيرة من المتفجرات استخدمت فيه. كما تسبب التفجير الثاني بقنبلة قرب محطة مترو في القاهرة واستهدف سيارات للشرطة ، تسبب بمقتل رجل أمن وأصيب 15 آخرون بجروح. ثم أعلن عن انفجار ثالث لقنبلة بالقرب من قسم شرطة الطالبية في شارع الأهرام السياحي بمدينة الجيزة على الضفة الأخرى لنيل القاهرة، ولكن من دون وقوع إصابات. وعلى وقع من يوم دامي تشهده العاصمة المصرية ، لحق بعد بضع ساعات انفجار هو الرابع على مقربة من سينما رادوبيس بشارع الهرم. وجاء الانفجار عصر اليوم "الجمعة" نتيجة عبوة ناسفة زرعت بالقرب من سينما "رادوبيس" بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة المصرية، مما أسفر عن مصرع أحد المواطنين وإصابة 7 آخرين، كما تم إبطال مفعول قنبلة ثانية في محيط السينما-طبقا للسلطات المصرية. وأدانت الرئاسة المصرية في بيان لها التفجيرات الثلاثة التي شهدتها القاهرة الجمعة، وأكدت أنها "لن تكسر إرادة المصريين". وقال البيان إن هذه التفجيرات "لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم، وحرصهم أكثر من أي وقت مضى على بلورة أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو المجيدتين". وتعهدت الرئاسة المصرية "بالقصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الإرهابية"، ومعاقبة "كل من سولت له نفسه التخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ". *إدانة عربية ودولية ودانت دول عربية ودولية عدة التفجيرات التي ضربت مصر منذ صباح اليوم وأدت إلى وقوع خسائر بشرية ومادية. وفي ذلك اعربت المملكة العربية السعودية عن ادانتها واستنكارها الشديدين للتفجيرات الإرهابية الجبانة التي شهدتها جمهورية مصر العربية، وأودت بحياة عدد من الأرواح البريئة من دون ذنب أو جريرة. ونقلت الوكالة الرسمية في المملكة عن مصدر مسئول قوله أن «هذه التفجيرات تستهدف أمن مصر واستقراراها، بل وتسعى في محاولة يائسة إلى تفتيت وحدتها الوطنية من قبل جماعة مجرمة لا هم لها سوى اختطاف إرادتها الشعبية، والعبث بمقدراتها». وأكد أن «المملكة العربية السعودية إذ تجدد وقوفها إلى جانب مصر الشقيقة، فإنها على ثقة تامة بقدرة الحكومة المصرية وشعبها الأبي على ضرب الإرهاب بيد من حديد بمشيئة الله تعالى، ووضع حد لهذه الأعمال الإجرامية العبثية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة». وأعرب المصدر عن خالص التعازي للحكومة المصرية، ولأسر الضحايا، متضرعاً إلى المولى عز وجل أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل. من جانبها ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن وزير الخارجية عبدالله بن زايد آل نهيان دان بشدة التفجيرات الإرهابية التي وقعت اليوم في القاهرة . وقال إن "هذا العمل الاجرامي محاولة لزعزعة أمن واستقرار جمهورية مصر العربية الشقيقة"، معرباً عن "تضامن الإمارات العربية المتحدة مع الحكومة المصرية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة التطرّف والإرهاب". ودعا مختلف الدول التي تعارض "الإرهاب" إلى أن تترجم هذا الموقف قولاً وعملاً، وأن تقف إلى جانب الحكومة المصرية وتتضامن معها "في مواجهة التنظيم الإرهابي والتصدي للأفكار التي يستند إليها ويدعو لها". وأكد أن "استمرار التنظيم الإرهابي في تنفيذ عمليات القتل والترويع والإرهاب في مصر الشقيقة يقتضي من الجميع العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإرهابية الاجرامية والتي تستخدم الإسلام الحنيف مبرراً لأنشطتها وأعمالها الإجرامية... والإسلام والمسلمون منها براء". ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني قوله إنه "في هذه الظروف العصيبة نتقدم بتعازينا إلى عائلات الضحايا ونعبر عن تضامننا الكامل مع الشعب المصري الشقيق". وأوضح بلاني أن هذه التفجيرات تأتي "في وقت يتم فيه التحضير لاستحقاقات هامة في المرحلة الإنتقالية التي نتمنى أن يخرج منها قويا من أي وقت مضى لتحقيق أمنه ويسترجع مكانته الهامة بين الأمم". كما دان الأردن، التفجيرات ووصفها ب "الإجرامية"، وقال وزير الدولة لشؤون الاعلام وزير الخارجية بالوكالة محمد المومني في بيان، إن الأردن "يدين التفجيرات الإجرامية التي وقعت صباح اليوم الجمعة في العاصمة المصرية القاهرة". وأكد "وقوف الأردن مع مصر الشقيقة وأمنها واستقرارها"، مشيراً إلى "دورها المحوري في العالم العربي والعالم كله". وشدد على موقف الأردن" الثابت في رفض وإدانة كل أشكال العنف والإرهاب أيا كان مصدره ومنطلقاته". من جهة فرنسية، قال الناطق باسم وزارة الخارجية رومان نادال، إن "فرنسا تدين الاعتداءات التفجيرية التي ارتكبت صباح اليوم في القاهرة. وتقدم تعازيها إلى أقرباء الضحايا وتبدي تعاطفها مع الجرحى". وشدد نادال على أن فرنسا "تقف إلى جانب مصر في مواجهة آفة الإرهاب". وقال إنه "في الوقت الذي يحتفل فيه الشعب المصري بذكرى ثورة كانون الثاني (يناير) 2011، تتمنى فرنسا أن يتمكن من الالتفاف حول قيم الوحدة والحرية والتقدم التي ألهمته قبل ثلاث سنوات". وشدد على أن باريس "تساند استمرار عملية الانتقال" في مصر. أما روسيا ومن خلال بيان للخارجية، فقالت: "نؤكد موقفنا المبدئي ونستنكر بشدة أية أعمال إرهابية بما فيها تلك التي تستهدف مؤسسات الدولة بغض النظر عن دوافع المنظمين والمنفذين". ودعت الخارجية الروسية السياح الروس المتواجدين في مصر إلى الحذر وعدم مغادرة المناطق السياحية، مشيرة إلى عدم إصابة أي مواطن روسي في هذه الأعمال. ( وكالات )