أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة "فتح" السبت المسئولية عن مقتل خمسة مستوطنين إسرائيليين في مستوطنة (ايتمار) في الضفة الغربية. وقالت الكتائب في بيان وصل وكالة (سما) الفلسطينية المستقلة "تمكن مجاهد من كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد عماد مغنية من مهاجمة منزل للمستوطنين وقتل من كان بداخل المنزل، وذلك عند الساعة الواحدة والربع من فجر اليوم السبت".
وكانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق إن خمسة مستوطنين قتلوا فجر السبت طعنا بسكين في منزلهم بمستوطنة "ايتمار" القريبة من نابلس في شمال الضفة الغربية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية قوله، إن المشتبه به اقتحم منزل العائلة وهاجم الزوجين وثلاثة أطفال بسكين، وطعنهم حتى الموت ثم لاذ بالفرار.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف سلام فياض السبت مقتل عائلة من المستوطنين الإسرائيليين في هجوم فلسطيني بمستوطنة ايتامار شمال الضفة الغربيةالمحتلة، فيما طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمساعدة في القبض على منفذي الهجوم.
وقال فياض للصحافيين "لا ينبغي أن يكون هناك شك بشأن موقفنا فيما يتعلق بالعنف، نرفضه بشكل قاطع ولطالما أدناه سابقا".
واضاف "نعم أقول هذا على خلفية ما حصل ليلة امس في مستوطنة ايتامار حيث قتلت رضيعة وطفلان".
وقال فياض "ندين الارهاب بالضبط مثلما قلنا مرارا ازاء ما يتعرض له الفلسطينيون ونرفض العنف وندينه"، مؤكدا أن "العنف لا يبرر العنف، مهما كانت الأسباب أو المنفذون أو الضحايا".
ومن جانبه، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمساعدة في القبض على منفذي الهجوم في مستوطنة (إيتمار).
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو انه "يطالب السلطة الفلسطينية ورئيسها بالمساعدة في العثور على القتلة". واضاف إن "هذه عملية قتل بشعة لعائلة كاملة بريئة، والدان وأولادهما وطفلهما خلال نومهم في بيتهم في ليلة السبت".
وتابع نتنياهو مهددا إن "إسرائيل لن تمر مر الكرام على عملية القتل البشعة هذه وسوف تعمل بشدة من أجل الحفاظ على أمن وحياة مواطني إسرائيل ومعاقبة القتلة".
ومن جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس لدى وصوله إلى مستوطنة (ايتمار) فجر السبت إن "الحديث يدور عن حدث إجرامي تم تنفيذه بأيدي حيوان بشري، والمشاهد قاسية والعقل لا يستوعب ما حدث".
واضاف غانتس "إننا نجري تقييما للوضع بشكل متواصل ونحن الآن في أوجد جهد استخباري وعسكري ولن نرتاح ولن نهدأ حتى نضع أيدينا على القتلة".
واعتبر أعضاء كنيست من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو أن تكثيف البناء الاستيطاني سيكون أفضل رد على الهجوم.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الجيش وأجهزة الأمن سيعملون بكافة الوسائل للقبض على المسؤولين عن مقتل عائلة إسرائيلية من 5 أفراد طعناً بالسكاكين في مستوطنة "ايتمار" قرب نابلس في الضفة الغربية، فيما أعلن زير الخارجية أفيغدور ليبرمان عن تقديم شكوى أمام مجلس الأمن ضد السلطة الفلسطينية.
وأجرى باراك خلال الليلة الماضية محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس الشاباك يوفال ديسكين.
وقال باراك إن "هذا حدث خطير للغاية والجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن سيعملون بسرعة وبكافة الوسائل من أجل القبض على المسؤولين عن عملية القتل البشعة".
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد قالت إن خمسة أشخاص هم طفلة رضيعة تبلغ شهرا من عمرها وطفل في الثالثة من عمره وصبي في الحادية عشرة من عمره ووالداهم قتلوا في "هجوم إرهابي"، فيما نجا 3 أطفال آخرون تمكنوا من الفرار.
ويجري الجيش الإسرائيلي منذ منتصف الليلة الماضية عمليات واسعة النطاق في القرى الفلسطينية في منطقة نابلس والقريبة من مستوطنة "إيتمار" وشملت اعتقالات ومداهمات لمنازل الفلسطينيين ونصب حواجز عسكرية.
وأجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي تقييما للوضع بمشاركة غانتس ومزراحي وقائد الجبهة الشمالية اللواء غادي آيزنكوت وقائد فرقة الضفة الغربية العسكرية العميد نيتسان ألون وضباط من شعبة الاستخبارات العسكرية وتم إطلاع باراك على تفاصيل التقييمات.
وأفادت تقارير إسرائيلية أن الهجوم بدأ عند الساعة العاشرة من مساء الجمعة (الثامنة مساء بتوقيت غرينتش) ويعتقد أن فلسطينيين اثنين نفذا الهجوم مستخدمين سكاكين.
وتمكن المهاجمان من الفرار من المستوطنة من دون أن ينتبه إليهما أحد رغم وجود جدار الكتروني محيط بالمستوطنة.
وعند منتصف الليل عادت إلى بيت عائلة المستوطنين إحدى بنات العائلة واكتشفت أمر الهجوم.
كما أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان السبت تعليمات إلى البعثة الإسرائيلية في الأممالمتحدة بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية إلى مجلس الأمن الدولي بعد الهجوم.
وجاء في بيان صادر عن مكتب ليبرمان أنه أمر البعثة الإسرائيلية بتقديم شكوى شديدة ضد السلطة الفلسطينية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن.
وأضاف ليبرمان إن "عدم تنديد السلطة الفلسطينية بالاعتداء تدل أكثر شيء على الطبيعة الحقيقية لمن يفترض أن يكون الشريك في المفاوضات".
وتابع إن "إسرائيل تتوقع سماع تنديد شديد ومدوي من جميع الدول الديمقراطية التي تسارع باسم حقوق الإنسان إلى التنديد بتحريك أي كرافان في يهودا والسامرة (أي في مستوطنات الضفة الغربية) ولكن منذ الليلة الماضية لم تندد بالقتل الشيطاني لعائلة كاملة ومنهما طفلة ابنة شهر واحد".