جولة مشاورات السلام اليمنية الثانية، التي ترعاها الأممالمتحدة اليوم في مدينة جنيف السويسرية، تبعث الأمل في نفوس أبناء اليمن الذين يتطلعون إلى حل يحقن دماءهم ويعيد إليهم دولتهم المختطفة من المليشيات والاستقرار. وفيما تمد الحكومة الشرعية يدها للسلام فالمطلوب من الانقلابيين النأي عن المناورات ومحاولة كسب الوقت. كل العالم العربي يرقب سير الجولة على أمل إنهاء هذه المحنة واحتواء عمليات القتل والتدمير اليومية، التي أخرجت شعباً بأسره عن دائرة الحياة.
نستوعب أن تتعرض المحادثات، التي لم تسبقها بوادر إيجابية من المتمردين، إلى شد وجذب كبير نظراً لتباعد المواقف، غير أن فشلها سيعمق الأزمة ويزيد الخسائر في الأرواح والممتلكات.
الحكومة الشرعية لا توفر جهداً من أجل الوصول إلى حلٍّ وسلام حقيقي وشامل، ينهي معاناة اليمنيين، وهي ترحب بأي مشاورات جادة مع مليشيات الحوثي وصالح، قائمة على الاستحقاقات الوطنية ومخرجات الحوار والمبادرة الخليجية والقرار الأممي 2216 دون قيد أو شرط.
إن تثبيت الهدنة يشكّل أحد مؤشرات نجاح الحوار، وجهود التوصل إلى حل سياسي للصراع، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
لقد آن الأوان لتستوعب كل الأطراف اليمنية أن أمامها مهاماً تتطلب تسريع بلوغ اتفاق سلام، وتتمثل في إعادة النازحين إلى ديارهم، ووضع البلاد على طريق الحياة الطبيعية.