الإصدار الخامس من تقرير التنافسية في السفر والسياحة، الذي صدر من المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي بوز أند كومباني، إلى أن سويسرا وألمانيا والنمسا لا تزال تتصدر قائمة الدول الأكثر تنافسية في هذا القطاع، يليها في قائمة الدول العشر الأكثر تنافسية إسبانيا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدةوفرنساوكنداوالسويدوسنغافورة. يرى التقرير، الذي يتم إصداره مرة كل سنتين، والصادر هذا العام تحت عنوان "الحدّ من العوائق أمام النمو الاقتصادي واستحداث الوظائف" أن هناك حالة حراك كبير يحدث في ترتيب الدول العشر الأولى في مؤشر التنافسية في السفر والسياحة، حيث انخفض تصنيف فرنسا أربع مراتب مسجلاً انخفاضًا من المرتبة الثالثة في 2011 إلى المرتبة السابعة، بينما ارتفع تصنيف إسبانيا إلى المرتبة الرابعة، بعدما كانت في المرتبة الثامنة. فضلاً عن هذا، فقد أظهرت دول، مثل المملكة المتحدةوكندا، تحسناً كبيراً، حيث صعدت المملكة المتحدة مرتبتين لتصل إلى المرتبة الخامسة، بينما صعدت كندا مرتبة واحدة لتصل إلى المرتبة الثامنة. إلى جانب سويسرا وألمانيا، احتفظت الولاياتالمتحدةوسنغافورة بترتيبها نفسه في هذا المؤشر، حيث ظلت الولاياتالمتحدة في المرتبة السادسة وظلت سنغافورة في المرتبة العاشرة، وتعتبر السويد مثالاً آخر عن الدول التي انخفض ترتيبها في قائمة أفضل عشرة دول، حيث انخفض تصنيفها من المرتبة الخامسة إلى المرتبة التاسعة. وقد أظهرت نيوزيلاندا واليابان من بين الاقتصادات المتقدمة تحسناً قوياً، حيث ارتقت نيوزيلاندا إلى المرتبة 12 بعدما كانت في المرتبة 19، بينما صعدت اليابان ثماني مراتب لتصل إلى المرتبة 14. أما دول الاقتصادات الناشئة، فقد أظهرت مستويات مختلفة من التقدم، فمن بين مجموعة دول BRIC التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين، كانت الهند هي الدولة الوحيدة التي حققت تقدماً في تصنيفها. في هذه الفئة أيضاً استطاعت دول صاعدة، مثل بنما، أن تحقق تقدمًا، حيث ارتقت من المرتبة 56 إلى المرتبة 37، كما صعدت الفلبين من المرتبة 94 إلى المرتبة 82 وذلك في أعقاب تطبيق التحسينات السياسية التي تدعم هذا القطاع. الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأتي دولة الإمارات العربية المتحدة كأفضل دولة من ناحية تنافسية قطاع السفر والسياحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وصرح جورج عطا الله، وهو شريك في شركة بوز آند كومباني، قائلًا "تحتل دولة الإمارات المرتبة 28 في المؤشر العالمي، وتواصل ريادتها للمنطقة بفضل ثرائها بالموارد الثقافية، والعدد الكبير من المعارض والفعاليات التي تقام في هذا البلد. ونظراً إلى سطوع شمسها طوال العام، وتمتعها بالشواطئ ذات الرمال البيضاء، ومراكز التسوق والمنشآت الترفيهية ووجود مجموعة من أفخر المطاعم، فإن الإمارات تعتبر بلا شك إحدى الوجهات الشهيرة التي يقصدها السائحون". ويُضيف "على الرغم من تآكل الموارد الطبيعية لهذا البلد، إلا أنه استطاع بناء قطاع سفر وسياحة مُزدهر، فضلاً عن هذا، فقد استطاعت الإمارات أن تكون محوراً عالمياً للنقل الجويّ". تأتي دولة قطر في المرتبة الثانية إقليمياً (المرتبة 41 عالمياً) حيث تزخر بوجود بنية تحتية متطورة للاتصالات وتقنية المعلومات والسياحة، هذا إضافة إلى البنية التحتية المتميزة للنقل الجويّ ولممارسة الأنشطة الرياضية. ويُعلق أنطوان نصر، وهو مستشار أول في شركة بوز آند كومباني، قائلًا "إن قدرة قطر على توفير بيئة آمنة وسالمة للسائحين إضافة إلى دورها كمحور عالمي للنقل قد ساعد بقوة على تعزيز تنافسية الدولة في قطاع السفر والسياحة." يضيف "نظراً إلى الطفرة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، فقد شهدت سياحة الأعمال المتجهة إلى قطر ارتفاعاً كبيراً. وتأتي البحرين في المرتبة الرابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد انخفض التصنيف العالمي للبحرين 15 مرتبة منذ التقويم الذي تم إجراؤه في 2011، وهو ما يرجع بصورة أساسية إلى المخاوف الأمنية المتعلقة بالبلاد. مع هذا فإن البحرين لاتزال تتمتع بعدد من عناصر القوة الواضحة، التي تتضمن البنية التحتية المتطورة للنقل، وتوافر الموارد البشرية المؤهلة، والتنافسية السعرية القوية. فيما حلت حلت المملكة العربية السعودية في المرتبة 62 عالمياً والسادسة عربياً، وحافظت المملكة على مركزها الحالي خلال 2013 الذي حققته في مؤشر تنافسية السفر والسياحة خلال عام 2011 بعدما احتلت المركز 71 عام 2009، وبعدما سجلت تنمية ملموسة في ما يتعلق بتوفير الموارد البشرية، والبنية التحتية، وقوانين إجراءات الاستثمار السياحي، وتنافسية الأسعار. أما لبنان فيحتل المرتبة الثامنة في المنطقة، والمرتبة 69 عالمياً، نظراً إلى تمتعه بعدد من الخصائص الثقافية، حيث توجد في لبنان خمسة مواقع ثقافية للتراث العالمي، إضافة إلى بعض الصناعات المبتكرة. والأكثر أهمية من ذلك، أن لبنان يحتل المرتبة الأولى من بين كل الدول من ناحية انجذاب راغبي السفر والسياحة إليه، حيث تستأثر السياحة بمقدار كبير من النشاط الاقتصادي، هذا إلى جانب السلوك الإيجابي للدولة نحو المسافرين الأجانب، وتقدير قيمة الخصائص التي تتمتع بها الدولة والمتعلقة بالسياحة.
