صُورّ العدوان الهاشمي الزيدي المشترك في فترة حكم الدولة المتوكلية الهاشمية الزيدية على أنه عدوان أسري فقط بقيادة أسرة الإمام يحيى، وبالتالي استمر اليمنيين في اعتقادهم بأن المشكلة والمعضلة التي كدرت حياتهم قد انتهت بنهاية أسرة الإمام يحيى ومغادرتها لليمن يعني انتهاء المشكلة وحلها جذريًا. خلعت الهاشمية المتوكلية ثوب السلالة ولبست ثوب الزيدية القبلية لتعود إلى سدة الحكم من جديد. بينما اليمني آنذاك كان منشغل للغاية في إقامة الاحتفالات الغنائية والرقص وتناول تلك الحقبة السلطوية الهاشمية الزيدية بسخريةٍ تامة في المجالس العامة على أنها جزء من الماضي المنقرض، بينما الواقع من حولهم كان يخبرهم أن تلك الجرثومة الدموية لا تزال باقية وتتوسع على هرم السلطة وكافة مؤسسات الدولة. قل ل فيصل والقصور العوالي
إننا نخبة أباة أشاوس
سنعيد الإمامة للحكم يومًا
بثياب النبي او بثوب ماركس
فإذا ما خابت الحجاز ونجد
فلنا إخوة كرام ب “فارس”.
تعود هذه الأبيات للشاعر أحمد بن محمد بن محمد الشامي يُعد رئيسًا للوفد المالكي الذي تولى مفاوضات لثمانية أعوام، وشكل المجلس الأعلى لحكماء آل البيت في اليمن بعد بدء ثورة62. وجه الشامي تلك الآبيات في القصيدة إلى الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز. نجح الثوار في ثورةِ 26 من سبتمبر في إزاحتهم للإمامة الزيدية السلالية الهاشمية من سدة الحكم لكنهم بنفس الوقت ساعدوا الإمامة على العودة لسدة الحكم بثوبها الجديد الإمامة الزيدية القبلية الهاشمية، ويمكن تمثيل هذا الواقع في مقولةٍ شعبيةٍ معروفة “خرجت من الباب وعادت من الطاقة-النافذة” بالطبع كانت هذه هي حقيقة ثورة السادس والعشرون من سبتمبر الثورة اليمنية الجمهورية التي تعرضت للإجهاض في فترة كانت الولادة الجمهورية الحقيقية قريبة جدًا. نلاحظ اليوم مستقبل الهاشمية من خلال تحولاتها العجيبة والمفاجئة والتي يمكن تصورها في البيت الذي قاله الإمام أحمد بن محمد سنعيد الإمامة للحكم يومًا، بثياب النبي او بثوب ماركس، بآت ثوب ماركس هو الثوب البديل لمستقبل الهاشمية السياسية في سدة الحكم أو العباءة التي تسعى من خلالها الإمامة الهاشمية السلالية والقبلية لاستعادة نفسها ومكانتها والحفاظ على حقها الذي تعبت كثيرًا لأجله.!
من نفس تلك الزاوية ينظر اليمنيين لمعركة الهاشمية الزيدية السلالية القبلية المشتركة، يختزلون المعركة ب عائلة بدر الدين الحوثي تمامًا كما حدث سابقًا مع أجدادهم ومعركتهم الكبرى ضد الهاشمية السلالية الزيدية. تنتصر الهاشمية في كل حروبها على اليمنيين من خلال سياسية المكر والخداع دون ذلك فهي لا تقوى ابدًا على المواجهة أو أخذ النصر بقوة وبأس شديد. إذا لم يستوعب اليمني السياسة الاستراتيجية للإدارية للهاشمية اليوم ويستفيد من المجريات التاريخية لهذه السلالة العدائية الدموية سيكون من المؤسف الحديث عن جولة أخرى سلطوية قتاليه في المستقبل تقودها الهاشمية ضد اليمنيين ولكن هذه المرة بثوب ماركس. يمتد الصراع الهاشمي اليمني تاريخيًا إلى 1400عام وحتى هذه اللحظة، ولو بحثنا عن الأسباب الأساسية لعمر هذا الصراع الدموي سنجد أن اليمني مرة بعد أخرى يلدغ من نفس المكان أو كما يذكر المثل الشعبي المعروف” يلدغ من نفس الجحر دائما”. في الحروب التي شنتها الهاشمية تاريخيًا لا يوجد لها مثل لدمويتها ووحشيتها وتخليها عن مبادئ وقيم وأعراف الصراعات، إنهم أبشع وأخبث جماعة دموية عرفها التاريخ، أحرقت الهاشمية اليمنيين احياء بمادة الأسيد الحارق من خلال رش المادة الحامضة الحارقة على أجسادهم، وهذا ما لم يحدث من قبل أو يذكر في تاريخ الحروب، والصراعات العدائية الأكثر دموية. اليمنيين اليوم أمام مفترق طرق إما أن يكونوا أكثر تمسكًا وإصرارًا في كنس هذه السلالة الهاشمية من خلال محاكمتها، وتجريمها وعدم السماح لها من ممارسة أي عمل سياسي سلطوي في البلد واعتماد ذلك قانونيًا في دستور البلد، أو التعامل معهم بغباء وعاطفة والعودة من جديد لتطبيع علاقات اجتماعية سياسية سلطوية، والقبول بهم ك سادة لهم الأحقية والأولوية في كل شيء دون غيرهم، ويعود اليمني في المرتبة المعتادة “عبدًا “مخلص لهذه السلالة الهاشمية الدموية، لأن الواقع يقول أينما وجد السيد وجد العبد.