أكدت المملكة العربية السعودية أمس الأربعاء أنها لم توجه الدعوة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني لأداء فريضة الحج هذا العام. ويأتي هذا التوضيح لتكذيب تصريحات إيرانية عن أن روحاني تلقى دعوة من السعودية، لكن برنامج تحركاته مليء بالنشاطات بشكل يحول دون السفر لأداء فريضة الحج. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة "تستقبل سنويا عددا من القادة الأشقاء من الدول الإسلامية الراغبين في الحج وفقا لظروفهم وارتباطاتهم وتقوم حكومة المملكة وفي إطار ما تقدمه لحجاج بيت الله الحرام من تهيئة السبل والتنظيمات كافة التي تسهل للحاج والمعتمرين أداء نسكه بيسر وسهولة". وحول ما تردد أن العاهل السعودي وجه الدعوة للرئيس الإيراني لأداء مناسك الحج لهذا العام، قال المصدر إن "الحج ركن من أركان الإسلام ولم يسبق أن وجهت المملكة أي دعوة رسمية لأداء هذه الشعيرة التي تعد واجبا دينيا، وتعود الرغبة للقيام بها للأشقاء من القادة والمسؤولين من العالم الإسلامي". وكانت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية قد أعلنت في 15 سبتمبر الماضي، أن "الرئيس الإيراني تلقى دعوة من الملك السعودي لأداء مناسك الحج"، إلا أن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أعلن بداية الشهر الحالي أن الرئيس حسن روحاني لم يخطط لحضور مراسم الحج هذا العام بسبب تراكم جدول أعماله. وأضاف "نظرا للآفاق الإيجابية بين إيران والسعودية ورغبة الطرفين في توسيع العلاقات، ستجرى لقاءات بين كبار المسؤولين في أقرب فرصة". وأدى فريضة الحج هذا العام كل من الرئيس التركي عبدالله غول والرئيس السوداني عمر البشير وممنون حسين رئيس باكستان ومحمد ولد عبدالعزيز رئيس موريتانيا ومانويل ناماجو رئيس غينيا وعبدالله النسور رئيس وزراء الأردن ونور الدين برهان نائب رئيس جزر القمر وكبار المسؤولين في عدد من الدول الإسلامية. وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد دعا أمس الأمة الإسلامية إلى عدم رفض الآخر لمجرد اختلاف والتعامل مع "الغير بإنسانية لا غلو فيها". وطالب الملك في كلمة ألقاها نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز "الأمة الإسلامية بتحمل مسؤولياتها التاريخية (…) والتعامل مع الغير بإنسانية متسامحة لا غلو فيها، ولا تجبّر، ولا رفض للآخر لمجرد اختلاف الدين". ويقول مراقبون إن روحاني الذي لوح أكثر من مرة برغبته في التقارب مع السعودية، يريد أن يقنع المتشددين من رجال الدين بأن ذلك مجرد أراء وأمنيات قديمة، وهو ما جعل الإعلام المقرب منه يوحي بأنه تلقى دعوة للحج ورفضها.